في غضون أسبوع واحد من إطلاق موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي «أوكيولوس ريفت»، أو جهاز للواقع الافتراضي عالي الطاقة يطرح للمستهلكين، ظهر منافس آخر، وإن كان قد حظي بدعاية أقل، وهو «إتش تي سي فيف» HTC Vive. ومثلما هو الحال مع «ريفت»، فإن «فيف» يمثل جهازًا للواقع الافتراضي يجري ارتداؤه على الرأس ويرتبط بكومبيوتر قوي. وجدير بالذكر أن «فيف» هو نتاج مشروع مشترك بين شركتي «إتش تي سي» التايوانية المعنية بالتصنيع و«فالف» المتخصصة بمجال توزيع ألعاب الفيديو. الملاحظ أن «فيف» يفوق في سعره «ريفت»، حيث تبلغ تكلفة الجهاز الذي يوضع على الرأس 799 دولارا، بجانب ما يتراوح بين 1000 و2000 دولار مقابل كومبيوتر قادر على التوافق مع الجهاز. في المقابل، نجد أن شركة «أوكيولوس»، التابعة لـ«فيسبوك»، تبيع جهاز الرأس «ريفت» مقابل 599 دولارا، ويصل السعر إلى 1.500 حال تكميل النظام بكومبيوتر. نظام جديد كما أن هناك الكثير من الاختلافات الأخرى، فيما يلي عرض لها. فيما يخص المكونات، يتضمن نظام «فيف» زوجًا من أجهزة التحكم في الحركة للتفاعل مع الأجسام في الواقع الافتراضي وكاميرا قائمة في مقدمة الجهاز الذي يثبت على الرأس كي يتمكن المستخدم من اختلاس نظرة إلى العالم الواقعي. إضافة لذلك، يتضمن النظام سماعتين صغيرتين توضعان بالأذن، ومحطتي أساس لرصد الحركة. أما الكومبيوتر فينبغي شراؤه على نحو منفصل. على النقيض نجد أن «ريفت» يتضمن جهاز تحكم باللعبة «مايكروسوفت إكس بوكس» وجهاز تحكم عن بعد. والملاحظ أن الشركة أجلت الكشف عن أجهزة التحكم في الحركة الخاصة بها حتى وقت لاحق من العام. وفيما يخص السمع، يوجد بجهاز «ريفت» الذي يجري ارتداؤه على الرأس سماعات على الجانبين. كما توجد كاميرا خارجية تستخدم في رصد حركات الجسم. أما الكومبيوتر، فيمكن شراءه كجزء من حزمة النظام أو على نحو منفصل. • الاستعانة بكومبيوتر: من ناحية أخرى، توصي «إتش تي سي» بالاستعانة بكومبيوتر يتميز ببطاقة غرافيك قوية، مثل «نفيديا جي تي إكس 970» أو «إيه إم دي آر 9 290» أيضًا، توصي الشركة بالاستعانة بمعالج قوي، مثل «آي 5 - 4590»، من إنتاج «إنتل» أو «إف إكس 8350» من إنتاج «إيه إم دي»، كما ستحتاج إلى ذاكرة وصول عشوائي (رام) بقوة 4 غيغابايت ومنفذي عرض. بالنسبة لـ«ريفت»، توصي «أوكيولوس» بامتلاك مجموعة مشابهة من التجهيزات: كومبيوتر يتميز ببطاقة الغرافيك «نفيديا» أو «إيه إم دي»، ومعالج «إنتل»، إضافة إلى ذاكرة وصول عشوائي بقدرة 8 غيغابايت وأربعة منافذ «يو إس بي». • الألعاب: فيما يتعلق بالألعاب، نجد أن «ريفت» لدى طرحها في الأسواق كان بها قرابة 30 لعبة وقليل من التطبيقات. من جانبها، أعلنت «إتش تي سي» أن «فيف» أطلق بالأسواق وبه نحو 50 لعبة. ومن المقرر أن تعمل الشركتان باستمرار على تحديث مكتبتيهما عبر تزويدهما بتطبيقات وألعاب جديدة. مزايا ونقائص عند الانتقال إلى نقاط القوة والضعف، نجد أن الميزة الرئيسة بجهاز الرأس «فيف» من «إتش تي سي» تتمثل في كونه مزودًا بأجهزة تحكم في الحركة، مما يمكنه من العمل بفاعلية في التوصل إلى ومسك الأشياء بفاعلية في إطار الواقع الافتراضي. ويبدو هذا النمط من التفاعل أكثر طبيعية بكثير في إطار الواقع الافتراضي عن جهاز التحكم في اللعبة المتضمن في «ريفت». بجانب ذلك، فإن المحطات الأساسية المعنية باستشعار الحركة الموجودة في «فيف» تتميز بحركات أكثر ثراءً، الأمر الذي مكّن المستخدمين من السير عبر مساحات واسعة أو الإمساك بأشياء أثناء الوجود في إطار الواقع الافتراضي. وبإمكان كاميرا «ريفت» رصد الحركات أيضًا، لكن «ريفت» مصمم بصورة أساسية بحيث يجري استخدامه أثناء الوقوف أو الجلوس. من بين الميزات الأخرى في «فيف» أن الجهاز المخصص للتثبيت بالرأس يتوافق معها بصورة أفضل. أما مع «رفيت»، فتبدو دومًا هناك فجوة صغيرة في المساحة الواقعة خلف الأنف. في المقابل، نجد أن جهاز الرأس «فيف» يعوق تمامًا رؤية العالم الخارجي. أيضًا، توفر «إتش تي سي» قطعة إسفنج يمكن دمجها داخل «فيف» بحيث تتواءم بشكل أفضل مع الوجوه الأصغر. ومع ذلك، تبقى واحدة من أكبر النقاط السلبية في «فيف» الإعدادات، ذلك أنها أكثر صعوبة عن الحال لدى «ريفت»، وقد يكون السبيل الأمثل للاستمتاع بكامل إمكانات «فيف» تخصيص غرفة للواقع الافتراضي، حسبما توحي توصيات شركة «إتش تي سي»، أما مع «ريفت»، فلا تحتاج سوى لتجهيز مكان تقف به. وتتمثل نقطة ضعف أخرى لدى «فيف» في ارتفاع تكلفته، فمع حساب الكومبيوتر والملحقات في السعر الإجمالي، يصل سعر «فيف» إلى ما يزيد على سعر «ريفت» بنحو 300 دولار. ومع ذلك، فإنه إذا كنت مستعدًا لإنفاق ما يزيد على 1000 دولار للاستمتاع بتجربة واقع افتراضي، فإن هذه الدولارات الـ300 ربما لا تشكل فارقًا كبيرًا. عام الواقع الافتراضي في النهاية، تبقى الحقيقة أن هذا هو العام الأول لأنظمة الواقع الافتراضي القوية والمتميزة. وبمرور الوقت، سيتوافر محتوى لهذه الأجهزة، الأمر الذي سيحدد قيمتها. حاليًا، ليس هناك الكثير مما يمكن الاستفادة به من وراء امتلاك أي من النظامين، لذا فإن الحكمة قد تقتضي تريث المستهلكين حتى طرح تطبيقات أو ألعاب شديدة التميز فيما يتعلق بالواقع الافتراضي. وينبغي أن يبقي عاشقو الألعاب أعينهم على جهاز آخر مهم يخص الواقع الافتراضي يثبت على الرأس: «بلاي ستيشن في آر» من إنتاج «سوني»، الذي من المقرر طرحه بالأسواق في أكتوبر (تشرين الأول). وسيبلغ سعر هذا الجهاز 399 دولارًا، وعند جمع هذا مع سعر «بلاي ستيشن 4» وملحقات أخرى، ترتفع تكلفة إجمالي منظومة «بلاي ستيشن 4» إلى نحو 800 دولار. من جانبها، أوضحت «سوني» أنها تعمل مع أكثر من 230 مطورًا فيما يخص الألعاب. * خدمة «نيويورك تايمز»
مشاركة :