يتوقع أن يلتقي الزعيم العمالي الذي وصل إلى الحكم في تموز/يوليو بعد حكم المحافظون البلاد مدة 14 عاما، قادة المؤسسات الرئيسية في الاتحاد الاوروبي بينهم رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين. وقال كير ستارمر عشية زيارته "إني مصمم على وضع سنوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلفنا وإقامة علاقة أكثر واقعية ونضجا مع الاتحاد الأوروبي". "الرغبة في تبديد الغيوم" وهذا دليل جديد على إرادة لندن على تسحين علاقاتها مع جيرانها الأوروبيين بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي عام 2020 بقيادة بوريس جونسون، المدافع الكبير عن بريكست. لكن حالة ترقب تسود حول ما يريده المسؤول البريطاني تحديدا من الاتحاد الأوروبي، وما هو مستعد لتقديمه في المقابل. ورأى المحلل مجتبى الرحمن من مجموعة يوريجيا أن "على ستارمر أن يقدم خطته". واعتبر البروفسور ريتشارد ويتمان المتخصص في شؤون الاتحاد الأوروبي في جامعة كنت في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن هذه الزيارة "هي رمز للرغبة في تبديد الضباب القائم بين ضفتي المانش". وأضاف "أظن أن ذلك أيضا مقدمة لإدراك المملكة المتحدة أنه سيتعين عليها العمل بجد للحصول على شيء يسمح لها بالتباهي بتحسين العلاقات" مع الاتحاد الاوروبي. أجرى كير ستارمر في الفترة الأخيرة محادثات ثنائية مع الكثير من نظرائه الأوروبيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، شملت خصوصا التعاون في مكافحة الهجرة غير النظامية. في تموز/يوليو استضاف ستارمر اجتماعا للأوساط السياسية الأوروبية في المملكة المتحدة تعهد خلاله إعادة بناء الجسور مع اوروبا. وشدد المسؤول الذي صوت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، على أن تجديد العلاقات لا يعني العودة عن اتفاق بريكست الذي لا يزال موضوعا سياسيا يثير الانقسامات في البلاد. وبدلا من ذلك، يسعى الحزب العمالي إلى تحسين اتفاقية التجارة والتعاون مع الاتحاد الأوروبي التي من المقرر تجديدها في العام 2026. "الخطوط العريضة" ويتعلق الأمر بالتفاوض بشأن اتفاقية أمنية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاق لجعل الضوابط الحدودية على المنتجات الزراعية أقل صرامة، والاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية. ولم يقدم رئيس الحكومة البريطانية حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول خططه. ووضع خطوطا حمراء مستبعدا الانضمام إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو اعادة العمل بحرية التنقل. واستبعد الاقتراح الرئيسي للاتحاد الأوروبي إلى هذا اليوم وهو برنامج يسمح بتنقل حر للشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما. ويخشى ستارمر من أن يكون هذا المشروع أشبه بإعادة إدخال حرية التنقل في الوقت الذي يؤكد فيه رغبته في الحد من الهجرة النظامية وغير النظامية. ويقول محللون إن العماليين قد يجذبهم برنامج تبادل محدود إذا حقق هدفهم الرئيسي المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي. والتقى رئيس الوزراء البريطاني أورسولا فون دير لايين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي. ووفقا للمتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر فإن اجتماع الأربعاء "سيكون مجرد بداية تحاور". وشدد دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته على أن النقاشات ستتركز على "الخطوط العريضة" وأن لا شيء ملموسا متوقعا. وقال المصدر إن "الشعور العام هو أن الأجواء إيجابية ونعم يجب أن نستمر في تنفيذ الاتفاقيات القائمة، ونعم قد تكون هناك مجالات يمكن التعاون فيها بشكل منظم". وأضاف "لكن الأمر سيستلزم الكثير من العمل لتحديد كيفية تحقيق كل هذه الاهداف".
مشاركة :