ولد في مدينة فوينتيالبيا بمقاطعة ألباسيتي الإسبانية عام 1984، وبدأ كرة القدم في أكاديمية ألباسيتي حين بلغ عمره العاشرة، وعاش طفولة صعبة رفقة والده الذي كان يعمل في مجال البناء، ووالدته التي ساعدت الأسرة كثيرًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، حتى أصبح أندريس إنييستا النجم الإسباني لاعبًا معروفًا داخل أكاديمية ألباسيتي، قبل أن تكشف وسائل إعلام إسبانية الثلاثاء اعتزال اللاعب كرة القدم. يقول والده خلال حديث سابق: «لقد عانيت من أجله لأن ما جعلني أشعر بأنني جدير بالاهتمام هو اعتقادي بأنه في أفضل مكان للتقدم». قبل المغادرة إلى برشلونة، كان الأب والابن يقطعان مسافة 86 كيلومترًا من فوينتيالبيلا إلى ألباسيتي ثلاث مرات في الأسبوع للذهاب إلى التدريب، بالتالي الأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق. وحين طلب برشلونة التعاقد معه رسميًا عام 1996، لم يكن الأمر سهلًا على اللاعب وعائلته القطار يمر مرة واحدة فقط، لذلك كان من الصعب بل من المستحيل رفض هذه الفرصة، حتى وإذا سافر الطفل الصغير وحيدًا إلى كاتالونيا، من أجل العيش في أكاديمية «لا ماسيا» الشهيرة، بعيدًا عن أسرته، حتى يحقق حلمه باحتراف كرة القدم مع نادي بحجم برشلونة. تحدى إنييستا الظروف الصعبة وأصبح أحد أهم لاعبي أكاديمية الشبان بالبارشا، يقول أندريس عن هذه اللحظة: «كنت أبكي بشدة بسبب الابتعاد عن أسرتي، لكنني قررت الاستمرار وعدم العودة». قاد أندريس فريق برشلونة تحت 15 عامًا للفوز بكأس نايكي بريميير لعام 1999، وسجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة النهائية، وتم اختياره كأفضل لاعب في البطولة، ليحصل على جائزة البطولة من قدوته وأسطورته بيب جوارديولا، لتظل هذه المناسبة محفورة في ذاكرته دائمًا. ويدين إنييستا بالكثير إلى المدرب رادومير أنتيتش، الذي قام بتصعيده إلى الفريق الأول عام 2002، ليشارك بعدها بصفة منتظمة حتى أصبح لاعبًا أساسيًا ومحوريًا في التشكيلة منذ موسم 2003ـ2004، حين وصل الهولندي فرانك ريكارد من أجل تولي منصب مدرب البارشا. ومنذ تلك الفترة وحتى رحيله عن صفوف برشلونة عام 2018، عاش إنييستا أفضل فتراته الكروية مع فريق البلاوجرانا، إذ توج بجميع الألقاب الممكنة، ليحقق 30 بطولة بقميص برشلونة، بعد الفوز بالدوري الإسباني 9 مرات، كأس ملك إسبانيا 6 مرات، كأس السوبر الإسباني 5 مرات، دوري أبطال أوروبا 4 مرات، كأس السوبر الأوروبي 3 مرات، وكأس العالم للأندية 3 مرات. وبخلاف مسيرته الخالدة مع برشلونة، كان إنييستا أحد أيقونات كرة القدم الإسبانية، بعد تسجيله هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010 أمام هولندا، ليحقق الإسبان بطولة العالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخهم، بخلاف قيادته منتخب إسبانيا للتتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية مرتين، عامي 2008 و2012. ويتذكر إنييستا تلك الفترة التي سبقت بطولة كأس العالم 2010، إذ اعترف بأنه أصيب بالاكتئاب قبلها بسبب كثرة إصاباته خلال موسم 2009ـ2010، كما صدم بوفاة صديقه المقرب دانييال خاركي، لاعب فريق إسبانيول، الذي توفى عام 2009 بسبب أزمة قلبية، ليتأثر بشدة إنييستا ويستسلم للحزن والأسى. وعاد الإسباني بقوة في مونديال جنوب إفريقيا، إذ كان أحد نجوم البطولة وأحد الأسباب الرئيسة وراء تتويج إسبانيا باللقب العالمي، بعد تسجيله هدف الفوز في شباك هولندا، ليرفع قميصه ويوجه رسالة إلى صديقه الراحل، مؤكدًا أن الصداقة هي الأساس ومتذكرًا إياه في أهم لحظاته بملاعب كرة القدم. ولم يتوقف إنييستا عند هذا الحد، إذ توج أيضًا بأكثر من جائزة فردية، حين حصل على جائزة أفضل لاعب إسباني عام 2009، وأفضل لاعب في أوروبا عام 2012، كما حضر ضمن قائمة أفضل 3 لاعبين في العالم عام 2010، وحضر أكثر من مرة خلال التشكيلة المثالية للعام وفقًا للاتحاد الدولي لكرة القدم. وبعد رحيله عن برشلونة رسميًا عام 2018، احترف إنييستا في صفوف فيسيل كوبي الياباني لمدة 5 أعوام، محققًا لقب الدوري الياباني عام 2023، وكأس الإمبراطور 2019، إضافة إلى كأس السوبر الياباني 2020، قبل أن يحترف في صفوف فريق الإمارات الإماراتي في موسم 2023ـ2024. وعلى المستوى الشخصي، تزوج إنييستا من آنا أورتيز عام 2012، ورزق الثنائي بخمسة أطفال خلال زواجهما، كما أنه أحد المستثمرين في نادي ألباسيتي، بعدما دفع نحو نصف مليون يورو للفريق الإسباني، إضافة إلى امتلاكه مشاريع تجارية عدّة في اليابان، بعد احترافه في صفوف فيسيل كوبي.
مشاركة :