الأحجار الكريمة.. لغة مفرداتها الصحة والجمال

  • 5/6/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الأحجار الكريمة عالم مثير وغامض، بداية من استخراجها من بين الصخور الجبلية، مروراً بتصميماتها التي تمنحها مزيداً من السحر، وانتهاء بعرضها للبيع. وهي ليست مجرد أدوات للزينة، تتحلى بها النساء، لكنها أيضاً دواء لبعض الأمراض المستعصية، حيث تسهم لغة الجمال، التي تحدثها هذه الأحجار، في شفاء الكثير من الأمراض، التي يعجز الأطباء أمامها، كما أنها تمثل رموزاً لصفات من يتحلى بها أيضاً، فالزبرجد يشير إلى الإخلاص، والفيروز إلى الرخاء، والزمرد إلى النجاح في الحب، بينما يشير الماس إلى البراءة، ويوحي الياقوت بطرد الشيطان، إضافة إلى حجر الأماتيست، الذي يشير إلى هدوء البال. وجاء ذكر الأحجار الكريمة في جميع الأديان، فذكر القرآن الكريم ووصف، في قوله وتعالى في سورة الرحمن: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، ويصف سبحانه وتعالى الحور العين في الجنة كأنهن الياقوت والمرجان، وقال سبحانه وتعالى في سورة الواقعة: وحور عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون. وبعض الأحجار الكريمة تتكون في باطن الأرض على أعماق مختلفة، وقد تتحد مع عناصر أخرى أو تكون في صورة حرة، مثل الياقوت والزمرد والألماس، الذي يوجد في بعض الأحيان على عمق 160 متراً تقريباً، ويخرج ضمن الحمم البركانية، وناتج الزلازل الأرضية. أما البعض الآخر فتتكون في المملكة البحرية، حيث تستخرج من قاع البحر، مثل المرجان واللؤلؤ، الذي يعد من أجمل وأغلى الأحجار الكريمة في الماضي والحاضر، لا سيما لؤلؤ الخليج الذي يكتسب سمعة عالمية كبيرة، فيما تمنحنا المملكة النباتية الكهرمان الأصفر الجميل. والأحجار الكريمة أو الثمينة أو النفيسة هي أنواع مختلفة من المعادن المركبة من عنصرين أو أكثر، وتتكون أساساً من مادة السليكا، مع وجود بعض الشوائب المعدنية، ويختلف نوع الحجر الكريم باختلاف المادة المكونة، إضافة إلى السليكا، وتتواجد عادة في مناطق الطمي البركانية، كالحصى البركانية، خاصة في مناطق جريان الأنهار البركانية. وتركيب كل حجر كريم يختلف عن الآخر، من حيث الظروف والعناصر المكونة ونوع الشوائب المتداخلة خلال عمليات التركيب الأساسية، فالنظام الشبكي الكريستالي المكون لمعظم الأحجار الكريمة الرئيسية متشابه فيما بين تلك الأحجار، الذي يميز حجرا عن الآخر، هو عناصر التداخل خلال الانبثاق والتكوين الكريستالي السريع، والذي يكرر العادة والنسق والأسلوب، عند بداية عملية التركيب، وتتفاوت درجة ألوانها باختلاف درجة الشفافية، الناتجة عن عدة عوامل منها نوع المعادن التي تدخل كشوائب على السليكون، وبالتالي، فإن عدداً كبيراً ومتنوعاً من الأحجار الكريمة، يتكون نتيجة لذلك، لكن جميع أنواع الأحجار الكريمة متكونة من عنصرين فأكثر، إلا الألماس فهو أحادي التكوين من عنصر واحد هو الكربون. ولا يقتصر استخدام الأحجار الكريمة على الحلي وصناعة الجواهر، لكن امتدت استخداماتها في الصناعة لما تتميز به من مواصفات لا تحصى، فالإبر ذات الرؤوس الألماسية تحسن من صوت الفونوغراف، والمناشير ذات الحد الألماسي تقطع الصلب والرخام، والحفارات الألماسية تخترق الصخور، وتصل إلى ترسبات النفط، وجراحو العيون يستعملون شفرات ذات حد من الألماس في الجراحات الدقيقة، أما في الأبحاث العلمية فتعددت استخدامات الأحجار الكريمة، وحالياً أصبح في الإمكان تحضيرها في معامل الطبيعة والكيمياء لاستخدامها في النواحي العلمية والتقنية، لا سيما أبحاث الفضاء. أما الاستخدام الأقدم للأحجار الكريمة ففي العلاج، لا سيما بالنسبة للأمراض المستعصية، ويقول أحمد هاشم، بائع أحجار كريمة في سوق خان الخليلي بوسط القاهرة: إن الأحجار الكريمة لها استخدامات طبية شهيرة، نتوارثها من جيل إلى آخر، وعلى سبيل المثال يستخدم الياقوت اللون الأحمر في علاج الجذام والقرحة والحمى، ومتاعب السمع والعظام، أما اللؤلؤ فيجتذب الأشعة الكونية اللون البرتقالي، وهو من الأحجار الكريمة الباردة التي يحكمها القمر، ويمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون متاعب بالعين، السل، الهستيريا، الإمساك، ومتاعب في القلب. وبالنسبة للمرجان فيجذب الأشعة الكونية الصفراء، وهي أشعة حارة، وهو يساعد على علاج داء السكري، والعجز، واليرقان والأمراض الجلدية، بحسب هاشم، الذي يضيف: أما الزمرد فيستقطب الأشعة الكونية الخضراء، ويفيد في متاعب البطن، والعين والأنف والجهاز العصبي، والوهن، وضغط الدم، والقرحة. أما الياقوت الأصفر، فيستقطب، بحسب هاشم، الأشعة الكونية الزرقاء، ويساعد على المحافظة على صحة سليمة، والعلاج من الكوليرا، ومتاعب الحنجرة، واليرقان، والهستيريا، يملك الماس أشعة كونية بلون الأزرق النيلي، وهو من الأحجار الكريمة الباردة، ويعزز الفهم الجيد، وينفع لعلاج الاضطرابات الجنسية، والهذيان، والسكري، والشلل، والزهري، ويستقطب السفير الأزرق الأشعة البنفسجية، وهو من الأحجار الكريمة الباردة، ويلعب دوراً إيجابياً في علاج الشلل، والاضطرابات العصبية، والأمراض العقلية، وضعف الكلي. أما عين القط الهر، فيستقطب الأشعة فوق الحمراء، وهو من الأحجار الحارة، ويساعد على الحماية من عضات الحشرات والثعابين، ويعالج كذلك الأشخاص الذين يعانون مشاكل جلدية ومن الكوليرا، ومن السرطان.

مشاركة :