أعلنت دار سوثبي للمزادات عن عرض أحد أبرز أعمال الفنان الأمريكي الشهير آندي وارهول، وهي لوحة "صورة ذاتية" التي تعود لعامي 1963-1964، للبيع في مزاد علني للفن المعاصر في لندن يوم 9 أكتوبر، وتقدر القيمة التقديرية للوحة ما بين 3 إلى 4 ملايين جنيه إسترليني. وتعد هذه اللوحة واحدة من الأعمال الثورية التي قام بها وارهول ضمن أول سلسلة من الصور الذاتية، التي تعتبر بمثابة حجر الزاوية في مسيرته الفنية. وبحسب ما ذكرته دار المزادات، فإن هذه اللوحة ليست مجرد قطعة فنية نادرة، بل تمثل أيضًا تحفة فنية تجسد عبقرية وارهول وتطوره الفني، فهي واحدة من تسع لوحات منفردة رسمها بين عامي 1963 و1964. وتتميز بأنها الوحيدة المطلية باللون الأخضر الزمردي، ما يضفي عليها طابعًا فريدًا. ونظرًا لأهميتها الفنية البارزة، تم عرض هذه اللوحة في عدد من المعارض العالمية الكبرى، من بينها معرض "تيت مودرن" في لندن، ومتحف "أستروب فيرنلي" في أوسلو، والقصر الكبير في باريس، ومعرض "كوركوران" في واشنطن العاصمة، وغيرها من المتاحف العالمية المرموقة. أعمال وارهول في هذه السلسلة تعتبر بمثابة تحول مفصلي في مشواره الفني، حيث اكتشف من خلالها الإمكانيات الفنية اللامحدودة لاستخدام صورته الذاتية كموضوع رئيس لأعماله. وكان وارهول قد اشتهر سابقًا برسم الشخصيات الشهيرة في عالم الثقافة الشعبية، مثل مارلين مونرو وإليزابيث تايلور وإلفيس بريسلي، لكنه مع هذه السلسلة من الصور الذاتية دخل مرحلة جديدة وحول نفسه إلى رمز أيقوني للعصر الذهبي لموسيقى البوب. واستلهم وارهول هذه اللوحة من شريط صور فوتوغرافية عادي بقيمة 25 سنتًا، وبهذا استخدم مصدرًا بسيطًا وشائعًا لجمهوره، ثم قام بتحويله إلى قطعة فنية راقية باستخدام تقنيات الرسم التجريبية، وهذا المزج بين البساطة والتجريب أسهم في رفع هذا "الشيء العادي" إلى مستوى "الفن الراقي". وفي اللوحة يصور وارهول نفسه كشخصية غامضة ترتدي معطفًا واقيًا من المطر ونظارات شمسية، ما يعزز من الغموض الذي أحاط بشخصيته، فهو يظهر وكأنه يكشف ملامحه بينما في الحقيقة يخفيها خلف النظارات، وهذه المفارقة في الظهور والخفاء هي جزء من الموضوعات التي استمرت في تحديد إرث وارهول الفني. وتتميز اللوحة بالحيوية والوضوح البصري إلى جانب الأناقة المفاهيمية التي تعكس التناقضات التي أصبحت تميز أعمال وارهول، التي جعلت منه أيقونة خالدة في عالم الفن المعاصر.
مشاركة :