قال المواطن صالح الحسن إن اهتمامه بجمع المقتنيات الأثرية منذ الطفولة، دفعه لتحقيق حلمه بإنشاء متحف منزلي، استطاع أن يستقطب المهتمين بالاطلاع على التاريخ، مشيرًا إلى أن الناس أطلقوا عليه لقب (عميد التراث في مملكة البحرين). وأوضح أنه جمع على مدى السنوات الماضية الكثير من المقتنيات، فضلًا عن تلك التي أهديت له من قبل الأهل والأصدقاء، وأنه حصل على عدد من الهدايا والمقتنيات الأثرية من قبل زوار للمتحف جاءوا من خارج البحرين، وكان لـالأيام معه اللقاء الآتي: من أين جاءتك فكرة إنشاء متحف منزلي؟ - في بداياتي كنت أقوم بتجميع المقتنيات، ووضعها داخل غرفة مخصصة بمنزلي، ومع مرور الأيام بدأت الأغراض تزداد، ولطالما كنت متحمّسًا وشغوفًا بالهواية بشكل كبير، لذا قمت بالمشاركة في المزادات، وكنت أذهب إلى (سوق الحراج) حين كان بالقرب من السوق المركزي في المنامة، عندما أذهب في أيام الجمعة لشراء (الماجلة)، وقد كنت أتجه للحراج لشراء المقتنيات التي تتميز بالسعر المعقول، كما أقوم بزيارة عدد من المحلات، لاقتناء بعض التحف التاريخية، إضافة لاحتفاظي بما يصلني من هدايا أثرية، من أشخاص مهتمين بهوايتي، ثم انتقل سوق الحراج إلى مدينة عيسى، وقد واصلت التسوق هناك كل يوم سبت، إلى أن أخذت الغرفة الخاصة بمعروضاتي في الامتلاء، حتى وصل بي الوضع، إلى عدم استطاعتي دعوة أكثر من 3 أشخاص لزيارتي، بسبب ضيق المكان، مع عدم استطاعتي المشي فيه، بسبب كثرة الأغراض، حينها اقترح بعض المقربين أن أقوم بتوسعة المحل، لكن لم تكن لدي القدرة المادية لعمل متحف منزلي، وفي سنة 2013، ومع توافر المبلغ المناسب، قررت بناء متحف منزلي، علمًا أنني في السابق كنت أخصص نفس المكان الذي أقيم به المتحف حاليًا، للزراعة، ووضع أقفاص الطيور، بسبب حبي لهذه الهواية أيضًا. ومع مرور الوقت، ازدادت مقتنياتي، وأخذت بوضعها في صالة المنزل، وفي المجلس، وقد ضيقت من البيت، بسبب كثرة الأغراض، ثم قررت أن أقوم ببناء متحف خاص بي، فبدأت العمل قبل عامين في المبنى. متى تم افتتاح المتحف؟ - لقد تم افتتاح المتحف المنزلي الخاص بي، بشكل رسمي، بتاريخ 3 فبراير 2015، وبحضور محافظ محافظة المحرق، سلمان بن عيسى بن هندي، وأود أن أشير في هذا السياق إلى أني حرصت على أن يكون طابع المحل يحمل الطراز التاريخي، واستعنت بعدد من المهندسين، وأوليت السقف اهتمامًا خاصًا، إذ استخدمت (الدنجل) ليعطي الانطباع القديم، وقد كلفني مبلغ 3 آلاف دينار، وتبلغ تكلفة القطعة الواحدة منها 10 دنانير؛ لأنها غير متوفرة، كما قمت بزيارة العديد من المحلات، لأستوحي الأفكار. هل يأتي للمتحف زوار من خارج مملكة البحرين؟ - نعم، يأتي إلي زوار من دول مجلس التعاون، فإذا كانت لديهم فعالية في مملكة البحرين، يقومون بزيارتي لرؤية متحفي، وقد جاءني ضيوف من سلطنة عمان وقاموا بإهدائي خنجرًا، وقد زارني كذلك أناس من دولة الكويت ودولة قطر، كما أفتخر بأن السفير الفلسطيني قد قام بزيارتي كذلك، وقد قام بزيارتي مؤخرًا عدد من منتسبي مركز البحرين للرعاية الاجتماعية، وقد سعدوا بما رأوه، حتى أن أحدهم كان قد أتى بكرسي متحرك، وبعدما اطّلع على محتويات متحفي، قام من الكرسي، وأخذ بالمشي، والتجول في المكان، وهناك أيضا ضيوف يقومون بزيارتي، وكانوا قد سمعوا عن متحفي، فعند قدومهم، أقوم بدوري باستقبالهم بكل رحابة صدر، وأحاول أن أسعدهم، فشعاري هو المتحف مفتوح مثل القلب مفتوح، كما أقوم بدوري بدعوة الجمعيات، والأهل، والأصدقاء لزيارة متحفي المنزلي. ما هي التحفة المميزة بالنسبة لك بين جميع المعروضات؟ - لكل قطعة مكانة خاصة، ولا أستطيع تمييز شيء منها، ولكن لدي قطعة من الجزء العلوي للكعبة المشرّفة، كتبت عليها عبارة (يا رحمن يا رحيم)، ومطلية بالذهب الخالص، والتي قام بإهدائي إياها الصديق العزيز، المحامي حسن بديوي، لدى زيارته لمتحفي، كذلك لدي عملات متميزة، من الدولة العثمانية، والدولة العباسية، والدولة الأموية، إضافة إلى امتلاكي لمسابيح متعددة، مع مناظر، وصور، ووثائق متنوعة، وكذلك أعتز أن لدي ملعقتين لدولة فلسطين قبل احتلالها من إسرائيل، مكتوب عليها (البوليس الفلسطيني)، كما أفتخر أن لدي العدد الأول من صحيفة الأيام، والذي كان بتاريخ 7 مارس 1989، إضافة للكتب، ومنها التحفة النبهانية، وكذلك بعض الجوازات، وقد عرضوا علي مبلغ 150 دينارًا لشرائها، ولكني رفضت، كما أن لدي راديو يذكرني بأيام منطقة عراد يسمى (راديو بو طابوقة)، لأن البطارية الخاصة به على هيئة (طابوقة)، كما أن لدي (مساند) تحمل صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، كما أعتز بأن لدي (تايب رايتر)، أهداني إياه الشيخ صلاح الجودر. ومن الأمور المميزة بالنسبة لي، هو أن لدي أول صندوق اقتراع في مملكة البحرين، من سنة 1973، وبه كل ما يخص العملية الانتخابية، كما أمتلك كاميرا يزيد عمرها عن 70 عامًا. كما أفتخر بالزاوية القرآنية المتواجدة في متحفي، والتي تعد من أجمل الزوايا، وتحوي حوالي 200 قرآن. هل تقوم بالمشاركة في المعارض المقامة بمملكة البحرين؟ - قمت بالمشاركة في حوالي 55 معرضًا وفعالية، خلال 22 عامًا، وأغلبها تكون على مستوى الخليج العربي، وبعض الدول الآسيوية، والأوروبية، وآخر معرض قمت بالمشاركة فيه، هو تابع لجمعية البحرين لهواة الطوابع، وحصلت فيه على الدرجة الفضية، كما شاركت في جمهورية مصر بمناسبة مرور 150 عامًا، على إصدار أول طابع مصري، علمًا أنني أمتلك هذا الطابع، كما قام الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، بتكريمي بمناسبة مشاركتي في فعالية مدينة الشباب، من خلال مشاركتي ببعض المقتنيات التراثية، التي تخص مملكة البحرين الحبيبة. كما أود التنويه أن منزلي قد فاز العام الفائت، بمسابقة تزيين المنازل، على مستوى محافظة المحرق. ما هو هدفك من إنشاء هذا المتحف المنزلي؟ - هدفي هو توعية الجيل الحالي بتاريخهم، وتاريخ بلدهم، فقبل أيام قام بزيارتي مجموعة من الشباب، تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 21 سنة، و قد أعجبوا، وفرحوا بما رأوه، وقد سعدت جدًا بدوري، لأني أحسست أن الجيل الحالي، يريد التثقف، ومعرفة تاريخ بلده، وقد قمت بعمل هذا المتحف لهذا الأساس. هل تفكر في إضافة مقتنيات أخرى للمتحف؟ - حاليًا أنا متوقف؛ لأن المكان أخذ بالامتلاء، وبما أن جمعيتنا، والتي هي (جمعية البحرين لهواة الطوابع)، تقوم بعمل مزادات، فقد توقفت عن الذهاب لسوق الحراج، وأصبحت كل يوم خميس، أشتري من مزاد الجمعية ما يناسبني من حاجات، وابتعد عن المقتنيات الكبيرة، بسبب حجم المتحف الحالي. المصدر: أمينة هشام
مشاركة :