يرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، د. عماد البشتاوي، أن الجميع كان يتوقع أن تطارد إسرائيل جميع قيادات حزب الله، خصوصًا بعد تمكنها من الوصول إلى الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وقبل ذلك فؤاد شكر وفرقة الرضوان. وتطارد دولة الاحتلال “إسرائيل” القيادي في حزب الله، هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل لزعيم الحزب الراحل، حسن نصر الله، وشنت فجر اليوم الجمعة غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت. وأشار البشتاوي إلى أن إسرائيل تحاول قدر الإمكان ضرب العقل المدبر لحزب الله – القيادة – ولا سيما القيادات الكاريزماتية، وهي لا تدرك أن الأحزاب، وخاصة الثورية منها، سواء كانت لبنانية أو فلسطينية، كلما تم اغتيال قادتها ازدادت شعبية وتماسكا. هذا على الصعيد الأول، وعلى الصعيد الثاني ستكون هناك صدمة، لكن الحزب سيستمر بتوجيه ضرباته إلى إسرائيل، ومن الواضح الآن أن الحرب مستمرة وستطول. وقال د. البشتاوي لقناة الغد إن إسرائيل نقلت الحرب من الجبهة الجنوبية إلى الجبهة الشمالية، وهي تدرك تمامًا أنها دخلت حرب استنزاف حقيقية، وإذا لم تقرر وقف هذه الحرب، وإذا لم تتوقف خلال الأشهر القليلة القادمة، ستكون هناك حالات استنزاف مستمرة، وضربات متبادلة بين الطرفين. وتابع قائلاً: لا يوجد تأثير على المدى البعيد فيما يتعلق باغتيال إسرائيل لقادة حركات المقاومة، وهذا ما أثبتته التجربة والتاريخ. لكن على المدى القريب، لا ننكر أن الاغتيال يشكل ضربة استباقية، لكنها ليست ضربة قاضية. حزب الله يضم عشرات الآلاف من الأعضاء والمناصرين، ولديه تسلسل هرمي في المناصب، حيث يوجد من يخلف أي شخص، وهذه طبيعة جميع الأحزاب، وخاصة الثورية. وأضاف البشتاوي: قد يكون هناك فراغ وضربة قوية عندما نتحدث عن كوادر أمنية، عسكرية، وسياسية تم استهدافها. إسرائيل لم توجه ضربة لشخص معين فقط، بل وجهت ضربات للصفين الأول والثاني بمختلف المناصب الحساسة. نعم، إنها ضربة قوية، لكن هل تشل حياة الحزب بالكامل؟ لا أعتقد ذلك. قد تكون الضربة مؤلمة في الأيام الأولى، لكن الحزب سيلملم أوراقه لاحقًا، إلا إذا كان هناك اختراق لم يُكتشف بعد، سواء تكنولوجي أو بشري. إذا كان الأمر كذلك، فقد تتوالى الضربات، مما سيشكل تأثيرًا أكبر وأخطر في المستقبل القريب. وتواصلت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت حتى وصل عددها، صباح اليوم الجمعة، إلى 17 غارة، كان أبرزها على الإطلاق الغارة التي أصابت منطقة الليلكي. وأكد مراسلنا أن الغارة كانت عنيفة جداً، وهزت أرجاء الضاحية الجنوبية بعدد كبير من الصواريخ شديدة الانفجار وذات الوزن الكبير. وبحسب التقارير الواردة من لبنان، فقد أُسقطت عشرات الأطنان من القنابل في الهجمات الليلة، بعضها مخترق للمخابئ، على غرار تلك التي استُخدمت للقضاء على نصر الله قبل نحو أسبوع. وأفاد مراسل “الغد” في بعبدا أن القناة 12 العبرية كشفت أن المسؤول البارز في حزب الله، هاشم صفي الدين، هو هدف الهجمات. صفي الدين هو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والمرشح الأبرز لخلافة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وكان موجوداً في مخبأ، ولم يُعرف بعد ما إذا كان قد تم اغتياله في الهجوم. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :