من المعروف أن النوم الهادئ المريح أحد المتطلبات الأساسية لاحتياجات الإنسان البيولوجية مثل:الأكل والشراب تماماً وذلك من حيث عدد الساعات (الكمية) ومدى الاستغراق والراحة في النوم (النوعية) وبالتالي المردود الإيجابي على الحيوية والنشاط والتركيز للشخص خلال فترات النهار وبالطبع فالأحلام أحد مكونات النوم الأساسية ومعروف تماماً أيضاً دورها الهام في إحداث حالة الاستقرار والاتزان النفسي كما هو معروف منذ عهد العالم النفسي (فرويد)؛ ولهذا فإن أي اضطراب كمي أو نوعي للنوم (بما فيه الأحلام) يجعل الإنسان غير مستقر نفسياً ومشوشاً ذهنياً مع الإحساس بالإجهاد و الإرهاق وانخفاض الهمة والحافز وقلة التركيز والكسل والخمول والشعور بالصداع وما إلى ذلك من مضاعفات اضطرابات النوم. وللحصول على النوم الهادئ المريح لا بد ألا يتخلله الأحلام المزعجة والكوابيس المفزعة وهذه المشكلة تمثل أحد اضطرابات النوم النوعية وبالطبع لها أسباب كثيرة،فقد تحدث للشخص في فترات القلق والتوتر والضيق والحزن أو التعرض للضغوط والمشاكل اليومية ولا تحدث بصورة دائمة ولكن قد تكون أحد أعراض الاضطراب أو المرض النفسي مثل حالات الاكتئاب أو القلق النفسي أو الفصام أو الخوف المرضي أو الانهيار العصبي وربما تكون نوبات الفزع الليلي أحد علامات الصرع أثناء النوم وتكون نتيجة لوجود بؤرة نشاط زائد في كهرباء المخ وهذا الكابوس يتكرر بصورة ثابتة في كل مرة،عموماً فإن هذه المشكلة تكثر عند الأطفال وتقل مع التقدم في السن. وللتخلص من الأحلام المزعجة هناك أمور بسيطة وسهلة يمكن اتباعها مثل:الابتعاد عن الزعل والتوتر قبل النوم وخصوصاً مشاهدة أفلام الرعب أو أخبار القتل والدمار وما إلى ذلك من أخبار محزنة،كما يستحب الوضوء والصلاة وقراءة آية الكرسي والأدعية المأثورة قبل النوم،أما إذا كانت المشكلة مصاحبة لأعراض نفسية أخرى ولا تستجيب للاحتياطات والاجراءات البسيطة التي ذكرناها فهذا يتطلب مراجعة الطبيب النفسي لتشخيص الحالة بصورة أفضل وربما عمل تخطيط لكهرباء المخ وبالتالي العلاج السليم والشفاء والتخلص من هذه المشكلة بإذن الله.
مشاركة :