بعد أن أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة، معلنًا تأهل ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب مانشستر سيتي الإنجليزي، ليواجه غريمه المحلي أتلتيكو في 28 مايو (أيار) في مدينة ميلانو، عادت ذكريات النهائي الإسباني الناري لعام 2014 تطل برأسها من جديد. وحسم ريال، الساعي إلى تعزيز رقمه القياسي من حيث عدد الألقاب (10 حتى الآن)، اللقاء بفضل لاعب وسط سيتي البرازيلي فرناندو الذي حوّل الكرة في شباكه حارسه جو هارت بعد عرضية من الويلزي غاريث بيل. وكان هذا الهدف كافيًا لريال الذي يستفيد للمرة الثالثة عشرة (أكثر فريق في تاريخ مشاركاته في المسابقة القارية الأهم) من الأهداف بالنيران الصديقة، من أجل أن يضرب موعدا في النهائي مع جاره اللدود أتلتيكو، وذلك بعدما عاد النادي الملكي من مانشستر بالتعادل السلبي في لقاء الذهاب. وسيكون النهائي إعادة لسيناريو عام 2014 عندما تواجه ريال مع أتلتيكو الذي كان متقدمًا 1 - صفر حتى الثواني الأخيرة من اللقاء عندما سجل سيرجيو راموس هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع، قبل أن يخسر اللقاء في نهاية المطاف 1 - 4 بعد وقت إضافي. وسيبقى اللقب إسبانيًا للعام الثالث على التوالي، بعدما توج به برشلونة العام الماضي كما أنها المرة الثالثة في تاريخ المسابقة التي يتواجه فيها فريقان مرتين في المباراة النهائية، بعد ليفربول الإنجليزي - ميلان الإيطالي (فاز الأول في 2005 والثاني في 2007) وبرشلونة - مانشستر يونايتد الإنجليزي (فاز الأول 2 - صفر عام 2009 و3 - 1 عام 2011). وقال راموس: «إنه نهائي آخر، بذلنا كثيرًا من الجهد لنصل إلى ميلانو، أثبتنا سابقًا أننا نعرف كيف نفوز به وسنسعى لتكرار هذا النجاح». ورغم الانتصار الصعب على مانشستر سيتي بقيادة المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، هتفت جماهير ريال في المدرجات تسأل أتلتيكو مدريد عن مدى شعوره عندما خسر في نهائي 2014 أمام فريقها. لكن غاريث بيل، تحلى بحذر أكبر في تصريحاته، وقال: «من الرائع أن نبلغ النهائي مجددًا لكن هناك مواجهة صعبة جدا تنتظرنا أمام منافس عنيد». وتابع: «نعلم أنها ستكون مباراة صعبة أخرى. هكذا يكون الحال دائما أمامهم». ومنذ فطر قلب أتلتيكو في لشبونة، تقابل ريال مع منافسه المحلي عشر مرات فاز خلالها مرة واحدة فقط عندما سجل خافيير هرنانديز هدفا متأخرًا ليقصي فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من دور الثمانية لدوري الأبطال الموسم الماضي. وقبل أن يتولى سيميوني المسؤولية في أتلتيكو في 2011 كانت المواجهات بينهما يُنظر إليها على أنها شبه محسومة حيث كان آخر انتصار لأتلتيكو على ريال في 1999. لكن سيميوني أنهى هذه الهيمنة بالفوز على ريال في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب برنابيو 2013. ولم يفز ريال على أتلتيكو في الدوري الإسباني منذ 2013، وخسر برباعية الموسم الماضي على ملعب فيسنتي كالديرون، كما خسر 1 - صفر على أرضه هذا الموسم. وأعرب الفرنسي زين الدين زيدان عن سعادته بفريقه ريال مدريد بالوصول إلى النهائي الرابع عشر له في دوري الأبطال، معترفًا بأن التأهل جاء بعد معاناة، وقال: «لقد عانينا بالقدر الذي كنا نتوقعه». وأضاف زيدان الذي كان قد تُوج بطلاً مع الريال لاعبًا عام 2002 على حساب باير ليفركوزن الألماني (2 - 1): «لكن في النهاية نجحنا وأنا سعيد للغاية. اللاعبون يستحقون ذلك. المشجعون ساندوا اللاعبين طيلة المباراة وهذا الأمر يساعدك دائما». وواصل: «لعب كريستيانو (رونالدو) بالطريقة التي يلعب بها دائمًا، لكن الجميع عمل بجهد كبير ولهذا السبب نحن في المباراة النهائية». وعاد رونالدو إلى صفوف ريال في لقاء سيتي بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن مباراة الذهاب، وهو تحدث بعد التأهل إلى النهائي قائلا: «زيدان يقوم بعمل رائع. أنا معجب به كمدرب وشخص، آمل أن يواصل مهمته في هذا المنصب». وتسلم زيدان منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد إقالة رافائيل بينيتيز في خطوة تعتبر مخاطرة بالنسبة للنادي الملكي خصوصًا أن بطل العالم لعام 1998 لا يملك خبرة تدريبية لتسلم فريق عملاق من عيار ريال. لكن رونالدو أكد: «كنا دائما خلف زيدان، لأنه شخص متواضع يحب الاستماع إلينا، وهذا الشيء يسهل الأمور على الدوام». وتطرق رونالدو إلى المباراة التي عجز فيها عن معادلة رقمه القياسي في عدد الأهداف خلال موسم واحد في المسابقة القارية الأم (17)، قائلا: «كانت مباراة متكاملة. الفريق لعب بطريقة جيدة جدا وكان بإمكاننا أن نقضي عليهم بهدف ثان. 1 - صفر تعتبر نتيجة صغيرة لكنها كانت كافية». وأضاف رونالدو: «إنه النهائي ولا يوجد أي أفضلية لأحد.. نلتقي مرة أخرى مع أتلتيكو يحمل دائما مذاقا خاصا». وكان الفوز التاسع عشر لريال من أصل 24 مباراة خاضها بقيادة زيدان الذي فضل التركيز على لاعبيه وليس عليه شخصيًا، قائلاً: «أنا المدرب وبالتالي أن أقوم بعمل صحيح بالطبع (سبب انتصارات فريقه)، لكن الأمر لا ينحصر فيّ وحسب. إنها مسألة مرتبطة بجميع العاملين معي والأشخاص الأهم هم اللاعبون، هم من يسمح لك بالفوز في كرة القدم». وتطرق زيدان إلى النهائي، قائلا: «سيكون النهائي متكافئًا تمامًا، لكن الآن نحن سنستمتع بذلك (بلوغ النهائي). إنه يوم مهم للغاية». وستكون مباراة «سان سيرو» في 28 من الشهر الحالي المواجهة السابعة على الصعيد القاري بين ريال وجاره اللدود أتلتيكو الذي لم يخسر أيا من اللقاءات الستة الأخيرة في الدوري المحلي ضد النادي الملكي منذ نهائي دوري الأبطال لعام 2014. على الجانب الآخر اعتبر التشيلي مانويل بيليغريني مدرب مانشستر سيتي أن فريقه لم يكن يستحق الخسارة أمام ريال مدريد، وقال: «نشعر بمرارة. لم نكن نستحق الخسارة». وأوضح بيليغريني الذي كان يمني النفس بقيادة سيتي إلى النهائي الأول في تاريخه في آخر موسم له مع الفريق، الذي قرر الاستعانة بمدرب بايرن ميونيخ الألماني الحالي الإسباني جوسيب غوارديولا، بأن الريال كان محوطًا بالهدف الذي سجله، وأضاف بيليغريني: «أنا لست سعيدًا لأننا لم نتمكن من خلق فرص كافية، لم نستحق الخسارة لأن أداء الفريقين كان متشابهًا جدًا. كنا نفتقد ديفيد سيلفا وسمير نصري، كما أن العاجي يايا توريه عائد من الإصابة. ورغم ذلك لا يستحق أي من الفريقين الفوز بالمباراة، النتيجة العادلة هي التعادل. كان مدريد محظوظا». واعتبر بيليغريني الذي يشرف على سيتي منذ 2013 وقاده إلى لقب الدوري المحلي عام 2014 وكأس الرابطة المحلية عامي 2014 و2015، أن موسم فريقه كان مميزًا، لأنه «وصل إلى نصف النهائي وهذا الأمر كان بغاية الأهمية بالنسبة لفريقنا». ومن المؤكد أن بيليغريني يطمح إلى «تسليم» الفريق لغوارديولا مع بطاقة دوري أبطال أوروبا التي يتنافس عليها مع جاره اللدود مانشستر يونايتد، إذ يتقدم على الأخير بفارق أربع نقاط قبل مرحلتين على نهاية الموسم لكن فريق «الشياطين الحمر» يملك مباراة مؤجلة. كما لا تزال الفرصة قائمة أمام سيتي للحصول على المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال، لأنه يتخلف بفارق ثلاث نقاط عن آرسنال الذي سيتواجه معه الأحد المقبل على «استاد الاتحاد» في مباراة حاسمة للفريقين قبل أن يحل في المرحلة الختامية ضيفًا على سوانزي سيتي. من جهته، أبدى جو هارت حارس مرمى مانشستر سيتي أسفه لخسارة فريقه وقال: «تأهلوا (الريال) إلى النهائي بهدف كان به كثير من التوفيق ولكن ما حدث قد حدث». وأضاف هارت: «كان بإمكاننا التأهل إلى النهائي، ولكنهم أداروا المباراة بشكل جيد، كان ينقصنا القيام بمجهود أكبر قليلاً». وأعرب هارت عن استيائه لقلة الفرص التي صنعها فريقه، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى النهائي، بفضل تصويبة اللاعب الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، التي مرت فوق عارضة مرمى ريال مدريد بقليل في الدقيقة 88.
مشاركة :