خبراء ومختصون: 7 أسباب وراء عدم استجابة بعض المتطرفين لـ«المناصحة»

  • 5/6/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أوجز الخبراء والمختصون أسباب عدم استفادة بعض معتنقي الفكر المتطرف من برامج المناصحة، في إصابتهم بالأمراض النفسية، بالإضافة إلى وجود بعض المعتقدات الخاطئة لديهم، وقناعتهم بها بشكل يجعلها غير قابلة للتعديل، مشيرين إلى أن التفكك الأسري، وغياب رقابة العائلة، من أهم أسباب عدم الاستجابة للمناصحة، ومطالبين بزيادة أعداد الأخصائيين النفسيين بدور المناصحة للمعاونة في مواجهة هذا النوع من الفكر المسيطر على عقول بعض الشباب. برامج المناصحة حققت نجاحا والعائدون مرضى نفسيون ويرى الأخصائي النفسي، ماجد الهذلي، أن أسباب عودة بعض المستفيدين من برامج المناصحة، عن توبتهم، ومعاودتهم للأعمال الإرهابية، أعداد لا يمكن قياسها على هؤلاء الذي نجحت المناصحة في إعادتهم إلى الطريق القويم، مشيرا إلى أن رجوع البعض لممارسة هذه السلوكيات الشاذة؛ يكمن في تعمق المعتقد الخاطئ داخله، إذ إن قوة المعتقد المغذي للفكر المنحرف لديه تجعله يظهر سلوكيات تبين استفادته من المناصحة، وذلك لحماية المعتقد الأقوى لديه، والذي يرتبط بفهم مغلوط للدين، ويكفر غالبية الناس، والعلماء، والمختصين، نتيجة جهل وإدراك مشوش، يدل على إصابته بالأمراض النفسية. وأشار أن برامج المناصحة، بحاجة ملحة لمزيد من المختصين في علم النفس؛ لمناقشة الأفكار الظاهرة، والخفية مع مثل هؤلاء المرضى؛ للوصول للمعتقدات الخاطئة لديهم، ومحاولة دحضها، وتغيير البناء الذهني الراسخ لديهم، وإحلال معتقدات سليمة تتوافق، وتعاليم الدين الصحيحة بدلا منها، ومن ثم العمل زيادة الوعي والإدراك للمنهج الإسلامي القويم عبر علماء الدين الإجلاء، وبذلك يمكن التحكم فيهم وتغيير المعتقدات المغلوطة. فوائد كبيرة للمناصحة والعائدون عنها «ذئاب منفردة» ويؤكد الخبير الأمني، اللواء طلال بن محمد ملائكة، أن المناصحة نجحت بشكل كبير، خاصة وأن نسبة العائدين إلى الضلال، بعد التوبة لا تذكر مقارنة مع العدد الكبير الذين يستفيدون من المناصحة. وقال: إن هؤلاء الأشخاص الذين يتراجعون عن توبتهم غالبا، ما يكونوا أصحاب معتقدات اكتسبوها من طول الانتماء للتنظيمات الضلالية؛ مما يجعل هذا الفكر الخاطئ متشبعا لديهم، على مدار سنوات طويلة، خضعوا خلالها لتجهيز عقدي، وفكري، وتجنيد، وتدريب، فأصبح الأمر لديهم يمثل إيمانا كاملا بأن ما يفعلونه هو الطريق الصحيح. وأضاف: «حينما يتم إلقاء القبض عليهم، وتبدأ لجان المناصحة في نصحهم وإرشادهم، يتظاهر بالتوبة عن تلك الأفكار، والمعتقدات الخاطئة، وبعد إطلاق سراحهم، مستخدمين التقية، يستكينون كخلايا نائمة، وتصل فترة انقطاعهم ما بين إلى عامين أحيانا؛ لعلمهم أنهم تحت المراقبة، ثم يعودون بطرق حذرة جدا للاتصال بالتنظيم الذي ينتمون إليه». وأوضح أن بعض هؤلاء يعملون بطريقة الذئاب المنفردة، بحيث يتحرك بحسب الخطة العامة للتنظيم، المعروفة لديه مسبقا، دون اتصال به، فيعودون أكثر شراسة ودموية. غياب الرقابة الأسرية يعرقل الاستجابة للمناصحة ويقول مشعل الجعيد، أخصائي اجتماعي أول، إن هناك مجموعة من الأسباب، تقف وراء عدم الاستجابة للمناصحة، وعلى رأسها التفكك الأسري وغياب الدور الرقابي للعائلة، وسوء معاملتهم، وإهمال متطلباتهم المادية، والنفسية، وغياب لغة الحوار، وهو ما تتلقفه الجماعات الإرهابية، فتدعو هؤلاء إلى تبني أفكارهم والدفاع عنها، بكل ما يملكون، حتى لو تكلف الفرد منهم الدخول في عمليات انتحارية. وأضاف أن العالم يعيش اليوم اختلافات فكرية، بعيدة عن الوسطية والاعتدال، ومعظمها ينشأ من أهداف سياسية بحتة، مشددا على أن الأسباب المجتمعية، والنفسية، حاضرة لدى من يعتنق فكر الإرهاب، والتطرف، خصوصا تلك الفئة التي تعاني حالة نكوص، وعودة بعد المناصحة، مشيرا إلى أن الفراغ العقلي، والنفسي، أرض خصبة لقبول التطرف، في غياب الفكر السليم، والرقابة الأسرية. ولفت إلى أن بعض الشباب تعرضوا لاضطرابات نفسية، تظهر في سلوكهم العدواني، مؤكدا على ضرورة زيادة أعداد خبراء الطب النفسي، والأخصائيين الاجتماعيين بدور المناصحة، باعتباره أمرًا ضروريًا، بجانب العلم الشرعي.

مشاركة :