أغار الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم (السبت) على ضاحية بيروت الجنوبية، وأفادت ((الوكالة الوطنية للإعلام)) اللبنانية الرسمية بأن الغارة استهدفت منطقة برج البراجنة. ونقلت عقب الغارة شاشات القنوات المحلية مشاهد من منطقة مطلة على الضاحية الجنوبية عن تصاعد سحب من أعمدة الدخان الكثيف من المنطقة المستهدفة التي باتت وغيرها من أحياء الضاحية خالية من السكان الذين نزحوا منها بفعل الغارات المتواصلة والدمار الكبير الذي أوقعته في مختلف أحيائها. وجاءت الغارة بعد إنذار عاجل بالإخلاء والابتعاد في منشور أذاعه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى سكان الضاحية المتواجدين في مباني محددة في خريطتين في برج البراجنة وحارة حريك. وكان الطيران الإسرائيلي شن بحسب الوكالة اللبنانية الرسمية بين منتصف الليل الماضي وفجر اليوم 12 غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت برج البراجنة ومحيط مجمع "سيد الشهداء" في حارة حريك ومحيط مسجد القائم وحيي الرويس والأبيض، إضافة إلى أطراف الضاحية في الشويفات. وفجر يوم أمس (الجمعة) كان الطيرن الإسرائيلي قد شن سلسلة غارات اعتبرت من الأشد عنفا على الضاحية الجنوبية منذ بدء الهجوم الجوي الأخير في 23 سبتمبر الماضي حيث دمرت مربعات أبنية سكنية بشكل كامل في محيط أحياء المريجة وأوتوستراد هادي نصرالله والحدث. وترافقت تلك الغارات مع تقارير إعلامية إسرائيلية عن استهداف رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، في حين لم يصدر عن الحزب أي تعليق في هذا الصدد. ويعتبر صفي الدين أبرز المرشحين لخلافة أمين عام حزب الله الراحل حسن نصر الله الذي قضى في هجوم جوي اسرائيلي استهدف مقر قيادة الحزب قبل أسبوع. وقالت مصادر عسكرية لبنانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اشتباكات عنيفة امتدت منذ ساعات ليل أمس وحتى فجر اليوم بين مجموعات من المقاومة الإسلامية وقوات إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدتي كفركلا والعديسة شرق جنوب لبنان. وأضافت المصادر "استعملت في الاشتباكات القذائف الصاروخية والمدفعية والرشاشات الثقيلة والعبوات الناسفة". وأشارت إلى أن قوة مشاة إسرائيلية قوامها حوالي 25 عنصرا تمكنت من التسلل إلى الأطراف الشرقية لبلدة العديسة والواقعة في القطاع الشرقي من المنطقة الحدودية بجنوب لبنان. وتابعت "توغلت القوة لمسافة حوالي 200 متر في طرف البلدة الشرقي والتقط أفرادها صورا بهواتفهم المحمولة قبل أن ينسحبوا إلى مواقعم في مستوطنة كريات شمونة". وقال حزب الله اللبناني اليوم إن أكثر من 20 قتيلا وجريحا إسرائيليا سقطوا خلال المواجهات التي حصلت بين مجموعات من المقاومة الإسلامية وقوات إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة حدودية بجنوب لبنان. وأضافت المقاومة الإسلامية نقلا عن ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية "حاول جنود النخبة في جيش العدو الإسرائيلي وبعد تغطية نارية مدفعية وجوية، التقدم من محورين باتجاه بلدتي مارون الرأس ويارون عند الحافة الأمامية". وأشارت إلى أنه "لدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدة مسبقا، فجر مجاهدو المقاومة الإسلامية عددا من العبوات واشتبكوا مع ضباط وجنود النخبة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر". وأضافت "أسفر ذلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوة المتسللة، ومن لم يصَب حمل قتيلا أو جريحا وانسحب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة". وذكرت مصادر عسكرية لبنانية أن المسؤول في الجماعة الإسلامية الدكتور علي الحاج اليوم قتل في غارة إسرائيلية استهدفت منزله وسط بلدة الرفيد شرق لبنان. وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مسيرة إسرائيلية استهدفت بصاروخين جو/أرض منزل علي الحاج في بلدة الرفيد التابعة قضائيا لبلدة راشيا الوادي شرق لبنان ما أدى إلى مقتله الحاج وتدمير منزله. وتابعت "عملت عناصر الصليب الأحمر اللبناني على نقل جثة الحاج إلى مستشفى ضهر الأحمر الحكومي". من جهته، أكد الدفاع المدني اللبناني وقوع قتيل إثر غارة جوية إسرائيلية في بلدة الرفيد. وفي السياق، ذكرت ((الوكالة الوطنية للإعلام)) الرسمية اللبنانية أن مسيرة إسرائيلية شنت غارة على منزل في بلدة الرفيد أدت لمقتل مواطن. ولم يصدر أي تعليق من الجماعة الإسلامية على الحادث. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر الماضي هجوما على لبنان أَطلق عليه اسم "سهام الشمال"، في حين يشن حزب الله في المقابل هجمات صاروخية على قواعد ومواقع إسرائيلية في تصعيد خطير للقصف المتبادل بينهما منذ الثامن من أكتوبر 2023 على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة. وكثفت إسرائيل من غاراتها وقصفها، خاصة على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، خلال الأيام الأخيرة قبل أن تعلن فجر الثلاثاء الماضي عن بدء عملية برية محددة ضد أهداف لحزب الله في جنوب لبنان.
مشاركة :