تماسك الذهب أمس بعد تسجيل خسائر على مدى ثلاثة أيام لكنه ظل دون أعلى مستوى له في 15 شهرا مع صعود الدولار بدعم من آمال بأن ينتعش الاقتصاد الأمريكي بعد اقترابه من الركود في الربع الأول من العام. وبحسب "رويترز"، فقد أظهرت بيانات أمس أن قطاع الخدمات الأمريكي نما في نيسان (أبريل) مع تسارع الطلبيات الجديدة والتوظيف، لكن تقريرا آخر أظهر أن أصحاب الأعمال في القطاع الخاص الأمريكي وظفوا أقل عدد من العمال خلال ثلاثة أعوام. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 1278.40 دولار للأوقية "الأونصة" وإن كان هذا السعر يقل 1.9 في المائة عن الذروة التي بلغها يوم الإثنين الماضى، بينما ارتفع الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.5 في المائة إلى 1281.20 دولار للأوقية. وقفز الذهب لأعلى مستوياته خلال 15 شهرا إلى 1303.60 دولار للأوقية يوم الإثنين مع تراجع الدولار مقابل الين الياباني بعد إبقاء بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية قبل أن يعاود الدولار انتعاشه. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 17.39 دولار للأوقية وتراجع البلاتين 0.2 في المائة إلى 1052.27 دولار للأوقية في حين زاد البلاديوم 0.1 في المائة إلى 601 دولار للأوقية. من جهة أخرى، أظهر تقرير نشره معهد الفضة أمس أن الطلب على المعدن النفيس ارتفع إلى مستوى قياسي العام الماضي حيث عوضت مشتريات العملات المعدنية والسبائك والمجوهرات والقطاعات الكهروضوئية تراجع الطلب الصناعي. وأظهر التقرير الذي جرى إعداده بالتعاون مع محللي فريق من "تومسون رويترز" أن إجمالي حجم الطلب قفز 3 في المائة إلى 1170.5 مليون أوقية "أونصة"، ما دفع العجز الفعلي في سوق الفضة إلى 129.8 مليون أوقية. وهبط الاستهلاك الصناعي الذي يمثل ما يزيد قليلا على نصف حجم الطلب على الفضة 4 في المائة إلى 588.7 مليون أوقية العام الماضي بسبب ضعف الاقتصاد العالمي، وارتفع الطلب على الفضة للاستخدام في التطبيقات الكهروضوئية مثل الألواح الشمسية 23 في المائة مدعوما بنمو قوي في الصين. وارتفع حجم الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية ومنتجات مثل صناديق المؤشرات المدعومة بأصول مادية 16 في المائة مقتربا من مستوى قياسي مرتفع مع زيادة الطلب على العملات والسبائك إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 292.3 مليون أوقية. ووفقا للتقرير فإن هذا العام يمثل تحديا كبيرا لجميع السلع الأولية إلى جانب استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وارتفاع الدولار الأمريكي بما أدى إلى تخفيض متوسط السعر السنوي للفضة إلى 15.68 دولار للأوقية في 2015. وارتفع إنتاج المجوهرات المصنوعة من الفضة للعام الثالث على التوالي إلى مستوى قياسي بلغ 226.5 مليون أوقية مع زيادة الطلب من الهند وأمريكا الشمالية وتايلاند بما بدد أثر تراجع مشتريات الصين، كما زاد تصنيع المشغولات الفضية للعام الثالث ليصل إلى أعلى مستوى في عشر سنوات عند 62.9 مليون أوقية. إلى ذلك، تراجع الين لليوم الثالث على التوالي أمس لكنه ما زال مقتربا من أعلى مستوى له في 18 شهرا الذي سجله في الآونة الأخيرة مع عدم اقتناع المستثمرين بتلميح رئيس الوزراء الياباني إلى احتمال التدخل لخفض العملة المحلية. وارتفع الين وهو من الملاذات الآمنة التقليدية أكثر من 15 في المائة أمام الدولار خلال الأشهر الستة الأخيرة وسط اضطرابات في السوق في الوقت الذي لم تتحقق فيه توقعات المستثمرين بزيادة مطردة في أسعار الفائدة الأمريكية. وأشار رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى أن بلاده تراقب حركة الين وستتخذ إجراء إذا لزم الأمر، لكن اللاعبين في السوق يعتقدون بشكل عام أن احتمالات التدخل ضعيفة. وذكر تقرير من وزارة الخزانة الأمريكية أن التدخل الأحادي الجانب المستمر من قبل بعض الدول لإضعاف عملاتها قد يؤدي إلى تصنيف الدول التي تحقق فائضا تجاريا مرتفعا مثل اليابان على أنهم متلاعبون في أحدث إشارة على عدم ارتياح المسؤولين الأمريكيين لمزيد من الارتفاع في سعر الدولار. وبعد أن سجلت العملة الأمريكية أدنى مستوى لها في 18 شهرا عند 105.55 ين في وقت سابق من الأسبوع صعد الدولار 0.1 في المائة إلى 107.14 ين، وقال تان تك لينج المحلل الاستراتيجي لأسواق العملات لدى "يو.بي.إس" لإدارة الثروات في سنغافورة "إن احتمال حدوث تدخل في سعر العملة من جانب السلطات اليابانية سيرتفع على الأرجح إذا هبط الدولار إلى 100 ين". وارتفع الدولار الأسترالي 0.5 في المائة إلى 0.7499 دولار أمريكي بدعم من بيانات أسترالية متفائلة من بينها زيادة أكبر من المتوقع في مبيعات التجزئة في آذار (مارس)، وانخفض اليورو 0.1 إلى 1.1474 دولار أمريكي بما ساعد مؤشر العملة الأمريكية على الارتفاع 0.1 في المائة والابتعاد عن أدنى مستوى له في 16 شهرا الذي سجله في بداية الأسبوع.
مشاركة :