أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد) أن قواته "تطوق" منطقة جباليا بعد قصف مكثف على شمال قطاع غزة الليلة الماضية. وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه في منصة ((إكس)) إن "قوات الفرقة 162 بدأت الليلة الماضية العمل في منطقة جباليا بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة وبعد تقييم وضع مستمر وأعمال القوات في الميدان التي دلت على وجود مخربين وبنى إرهابية في المنطقة إلى جانب محاولات لترميم بنى إرهابية من قبل حماس". وأضاف أن "الفرق القتالية للواءي 401 و460 استكملت تطويق المنطقة، لتواصل القوات العمل فيها". وقبل بداية العملية هاجمت قوات سلاح الجو "عشرات الأهداف العسكرية" لمساندة القوات المناورة ومن بينها مستودعات أسلحة وبنى تحت أرضية و"خلايا مخربين" وبنى عسكرية إضافية، بحسب البيان. وتابع البيان أن "العملية ستتواصل وفق الضرورة مع تسديد ضربات ممنهجة وتدمير جذري للبنى الإرهابية في المنطقة". وفي وقت سابق، قال أدرعي في بيان منفصل لسكان شمال القطاع إن حماس "تواصل محاولاتها ترسيخ بنيتها في منطقتكم مستغلة السكان والمآوي والمنشآت الصحية درعا بشريا". ونشر أدرعي صورة على حسابه لـ"خريطة إخلاء جديدة" في منطقة شمال قطاع غزة، والتي تهدف إلى "التواصل مع السكان وإصدار أوامر الإخلاء وفق الضرورة إلى مناطق أوسع تضم عددا من البلوكات وفق الأحياء السكنية". وحذر أدرعي من أن "منطقة الشمال لا تزال تعتبر منطقة قتال خطيرة". وأشار إلى "طرق الانتقال والإخلاء الإنسانية المفتوحة نحو المنطقة الإنسانية في المواصي وهما شارع رشيد (البحر) وشارع صلاح الدين"، داعيا سكان الشمال إلى انتهاز هذين الطريقين للانتقال. وأفاد أدرعي بتوسيع المنطقة الإنسانية وبإمكان السكان الاطلاع على كامل مساحتها في الخريطة المرفقة، لافتا إلى أن الجيش "سيواصل العمل بقوة ضد المنظمات في كل مكان تنشط فيه داخل قطاع غزة". يأتي ذلك فيما شنت طائرات حربية وآليات هجمات ليلية بشكل مكثف على مناطق شمال القطاع. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إن الطائرات الإسرائيلية شنت سلسلة غارات عنيفة تركزت على مناطق شرق جباليا وتل الزعتر وشرق المستشفى الإندونيسي. وتزامنا مع ذلك قصفت الآليات بعشرات القذائف وبشكل مكثف على المناطق الشمالية الغربية لمنطقة شمال غزة، بحسب ما أفادت مصادر محلية وشهود عيان. وأفاد جهاز الدفاع المدني في بيان بأن طواقمه غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من المنازل السكنية التي استهدفها الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية في شمال القطاع. وقال البيان "لا زال هناك عالقون تحت أنقاض هذه المنازل" مشيرا الى أن "الطواقم غير قادرة على التعامل معها بسبب تزامن قصفها ولعدم توفر معدات الإنقاذ الثقيلة". من جهته قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية لسلاح الجو أغارت الليلة الماضية وبدقة وبتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (شاباك) والقيادة الجنوبية على "مخربين" كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة في منطقة استخدمت سابقا كمركز لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منطقة جباليا. واستخدم مجمع القيادة والسيطرة من قبل حماس لتخطيط وتنفيذ عمليات ضد قوات الجيش ودولة إسرائيل، وفقا لبيان صدر عن الجيش الليلة. وأشار إلى أنه قبل الهجوم، اتخذت عدة خطوات لتقليل احتمالية إصابة المدنيين، بما في ذلك استخدام ذخائر دقيقة، مراقبة جوية، ومعلومات استخباراتية إضافية. واتهم الجيش حماس "بانتهاك القانون الدولي بشكل ممنهج حيث تستغل بشكل وحشي المؤسسات المدنية والسكان كدروع بشرية لأعمالها"، مشيرا إلى أن الجيش سيواصل العمل بقوة وحزم ضد المنظمات. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 حربا ضد حركة حماس في قطاع غزة، أطلقت عليها "السيوف الحديدية" أسفرت عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية. وجاءت الحرب بعد أن شنت حماس هجوما مفاجئا على عدد من المواقع العسكرية والبلدات جنوب إسرائيل في عملية أطلقت عليها "طوفان الأقصى"، ما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.
مشاركة :