كان صدى القتال المستمر بمثابة تذكير فوري ومؤلم بالحروب التي اشتعلت بعد هجوم حماس الذي خلف 1205 قتلى في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين الذين قتلوا في الكيبوتسات والبلدات الصغيرة وخلال مهرجان موسيقي. خطف المهاجمون نحو 251 شخصا وأخذوهم رهائن إلى قطاع غزة حيث ما زال 97 منهم محتجزين بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. في موقع مهرجان نوفا الموسيقي، بدأ الرئيس إسحق هرتسوغ اليوم بالوقوف دقيقة صمت في الساعة 06:29، وهي اللحظة التي بدأ فيها الهجوم بإطلاق آلاف الصواريخ من غزة لتوفير غطاء للمسلحين الذين اقتحموا الحدود. قال هرتسوغ "يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 يجب أن يترافق ذكره مع العار، عندما اقتحم آلاف الإرهابيين المتوحشين منازلنا، وانتهكوا حرمة عائلاتنا، وأحرقوا، وقطعوا، واغتصبوا، واختطفوا وأسروا مواطنينا، إخواننا وأخواتنا ... هذه وصمة عار على جبين الإنسانية". في حقول كيبوتس رعيم قُتل ما لا يقل عن 370 شخصا من رواد هذا المهرجان الموسيقي بعدما هاجمهم مقاتلو حماس واختطفوا آخرين. احتضنت العائلات بعضها وقد ارتدى أفرادها قمصانا طُبعت عليها صور المفقودين، والتقط آخرون صورا على وقع الأغنية التي كانت تعزف في لحظة الهجوم، تكريما لقتلى المهرجان. قال يسرائيل ليفمان، الذي قُتل ابن أخيه خلال الهجوم على المهرجان، "إن المشاعر التي يشعر بها كل الإسرائيليين مؤلمة. نأمل بعد كل هذا الدرك الصعب الذي انحدرنا إليه، ألا نتجه من الآن فصاعدا، سوى نحو الأعلى". مع بدء مراسم إحياء الذكرى، قال الجيش إن المنظومة الإسرائيلية اعترضت ما لا يقل عن أربع قذائف أطلقت من قطاع غزة حيث قُتل ما لا يقل عن 41909 أشخاص منذ بدأت إسرائيل حملتها المدمرة ردا على الهجوم. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس "قصفنا عمق الاحتلال مدينة تل أبيب برشقة صاروخيّة ... ردا على المجازر الصّهيونيّة بحقّ المدنيّين والتّهجير المتعمّد لأبناء شعبنا". كانت الصواريخ التي أطلقت من القطاع مجرد دفعة قليلة مقارنة بوابل من الصواريخ أطلقت صباح الاثنين من خلف الحدود الشمالية حيث تدور معارك بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله منذ توغلها في لبنان الأسبوع الماضي. في القدس، تجمع متظاهرون أمام مقر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مطالبين بوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة. ولوح المتظاهرون بلافتات عليها صور الرهائن كتبوا عليها "أعيدوهم الآن". وقالت يولي بن عامي "أحباؤنا ما زالوا في الأسر. الأمر مؤلم جدا. لقد مرت عليهم سنة الآن". ووصفت شير سيغل ألم انتظار عودة والدها من الأسر. وقالت لوكالة فرانس برس "لقد مر عام ولكن في الواقع مر يوم طويل يبدو وكأنه لا ينتهي". في غزة، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها بعد محاصرة مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع، حيث شنت غارات جوية بعدما قالت إنها رصدت مؤشرات على أن حماس تعيد تجميع صفوفها في المنطقة. وقال محمد المقيد (46 عاما) وهو من جباليا "كانت الليلة الماضية من أصعب ليالي الحرب. ... ارتعبنا.. استيقظنا على صراخ الأطفال، واستبد بنا الخوف والذعر. كان القصف يأتي من كل مكان، بشكل عشوائي، ولم يكن لدينا أي فكرة عما كان يحدث".
مشاركة :