مع مرور عام على بداية "حرب الإبادة الجماعية"، فإنه لا يوجد سقف زمني متوقع لإنهاء الحرب على غزة أو لبنان وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية، وفق مراسل الاناضول. ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية. ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2083 شخصا وأصابت 9869 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1251 قتيلا و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت تل أبيب شن حربها على لبنان في 23 سبتمبر وحتى عصر الاثنين. ويرد "حزب الله" يوميا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل، وبينما تعلن تل أبيب عن جانب من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين. وفي ظل تأهب أمني تحسبا لهجمات في ذكرى اندلاع حرب الإبادة، استذكر الإسرائيليون الاثنين ما جرى في 7 أكتوبر 2023، والذي وصفه مسؤولون عسكريون وسياسيون بأنه "أكبر فشل أمني وسياسي وعسكري واستخباراتي" في تاريخ إسرائيل. ونظم إسرائيليون وقفات في مناطق مختلفة لاستذكار مواطنيهم الذين قتلوا أو ما زالوا أسرى في غزة، وبدأوا الوقفات بدقيقة صمت. يوم في الذاكرة وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مراسم أقيمت بمحاذاة قطاع غزة، إن 7 أكتوبر هو "يوم يجب أن يبقى في الذاكرة". وبشأن الأسرى الإسرائيليين في غزة أضاف: "يتعين علينا أن نفعل كل ما في وسعنا، وبكل السبل والوسائل الممكنة، لإعادة رهائننا الموجودين في الأنفاق والزنزانات في غزة". وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 101 أسير إسرائيلي في غزة، في حين أعلنت حماس عشرات الأسرى في غارات عشوائية إسرائيلية. وتابع هرتسوغ: "على العالم أن يدرك ويفهم أنه لتغيير مسار التاريخ وإحلال السلام ومستقبل أفضل للمنطقة، يتعين عليه أن يدعم إسرائيل في معركتها ضد أعدائها". أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فقال، في بيان: "كأمة، من واجبنا أن نفعل كل ما هو ممكن لضمان عودة الرهائن إلى إسرائيل". وأضاف: "سنضمن العودة الآمنة لشعبنا إلى ديارهم. وسنعمل على إعادة تأهيل وإعادة بناء المناطق المتضررة في بلدنا، سواء في جنوب أو شمال إسرائيل". "حرب القيامة" بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع خاص للحكومة الاثنين: "منذ ذلك اليوم الأسود ونحن نقاتل. هذه هي حرب وجودنا.. حرب القيامة. هذه هي الطريقة التي أود أن أسمي بها الحرب رسميا". وحين بدأت إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، لكن من اليوم الاثنين بدأ الإعلام العبري استخدام اسم "حرب القيامة" تنفيذا لرغبة نتنياهو. وزاد نتنياهو: "سوف ننهي الحرب عندما نكمل جميع الأهداف التي حددناها: الإطاحة بحكم حماس وإعادة جميع المختطفين إلى ديارهم، وإحباط أي تهديد مستقبلي من غزة لإسرائيل، وإعادة سكاننا في الجنوب والشمال بأمان إلى منازلهم" وفق تعبيراته. ولكن بعد عام من حرب الإبادة لا تزال كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تطلق الصواريخ على تل أبيب (وسط)، كما استمر وابل الصواريخ على شمالي إسرائيل من لبنان. وفجر الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: اعترض سلاح الجو هدفًا جويًا مشبوهًا كان في طريقه نحو الأراضي الإسرائيلية من جهة الشرق (العراق)". فيما بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات تهجير واسعة لفلسطينيين من منازلهم في شمالي قطاع غزة وجنوبه، مع استمرار الهجمات الجوية على مناطق في مختلف أنحاء القطاع. وانضمت الفرقة العسكرية الإسرائيلية 91 إلى الفرقتين 98 و36 في محاولة التوغل البري بجنوب لبنان، مع استمرار الهجمات الجوية الواسعة على العاصمة اللبنانية بيروت وجنوب لبنان. وأعلن مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب تعد لتوجيه ضربة قوية الى إيران، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. و"ردا على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ببيروت ومجازرها بغزة ولبنان"، أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية شملت قواعد جوية. وثمة مخاوف في إسرائيل، وفق مراسل الأناضول، من أن يؤدي الرد الإسرائيلي على إيران إلى حرب إقليمية واسعة. ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :