كشفت دراسة علمية حديثة عن علاقة مقلقة بين عادات المضغ المفرطة وخطر الإصابة بالخرف لدى الرجال الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا. وأوضحت الدراسة أن هؤلاء الرجال الذين يمضغون الطعام بشكل مفرط يزيد احتمال إصابتهم بالخرف بمقدار 2.9 ضعف، مقارنة بأولئك الذين يمضغون الطعام أقل من عشر مرات، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة Daily Mail. وسلطت الدراسة الضوء على أن عملية المضغ، وخاصة عندما تكون مكثفة، تؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعزز من تدفق الأكسجين ويحفز النشاط في المناطق الحيوية من الدماغ. واللافت في نتائج هذه الدراسة هو أن التأثير لم يظهر بالقوة نفسها لدى النساء، حيث يعتقد الباحثون أن السبب قد يعود إلى ضعف العضلات الفكية لديهن مقارنة بالرجال، وهذا الاختلاف في بنية العضلات، قد يفسر عدم ملاحظة التأثير نفسه عند النساء اللاتي يمضغن الطعام بشكل أقل قوة. وأشار فريق البحث، الذي يقوده علماء من كلية الطب بجامعة سونجكيونكوان في كوريا الجنوبية، إلى أن المضغ المتكرر والقوي قد يكون محاولة غير واعية من الرجال لمواجهة تطور الخرف. وشدد الباحثون على أهمية هذا الاكتشاف، مؤكدين أن فحص عادات المضغ بشكل دوري قد يساعد على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالخرف في مراحل مبكرة. وختم الباحثون بقولهم إن هذا الاكتشاف يمكن أن يفتح المجال لمزيد من الدراسات التي تركز على العلاقة بين الأنشطة اليومية البسيطة، مثل المضغ، وتأثيرها على صحة الدماغ مع التقدم في العمر. وهذه الدراسة تضيف بعدًا جديدًا لفهم العلاقة بين وظائف الدماغ والنشاط الجسدي اليومي، وتشير إلى أن العادات الغذائية قد تلعب دورًا أكبر مما كنا نتوقع في الحفاظ على الصحة العقلية. كما أنها تدعو إلى الحاجة إلى مزيد من الفحوصات الطبية التي تشمل تقييم عادات الأكل كجزء من التحليل العام لصحة الدماغ لدى كبار السن، خاصة أولئك المعرضين لخطر الإصابة بالخرف.
مشاركة :