تونس - واصلت تونس جني الإيرادات القياسية من تجارة زيت الزيتون في الخارج، لتصل إلى مستوى هو الأكبر على الإطلاق، مستفيدة من ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية جراء نقص الإنتاج في مناطق رئيسية مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان نتيجة الجفاف. وأظهرت بيانات حديثة نشرها الديوان الوطني للزيت، أن عوائد تصدير هذا المنتج ارتفع بواقع 58 في المئة إلى نهاية شهر سبتمبر الماضي، بمقارنة سنوية، لتتخطى حاجز الخمسة مليارات دينار (1.63 مليار دولار). ويعلق المسؤولون التونسيون آمالا كبيرة على تحصيل عوائد أكثر من تصدير زيت الزيتون خلال المواسم المقبلة والاستفادة من فرصة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية لرفد خزينة الدولة. ويعد إنتاج الزيتون من أكثر القطاعات الحيوية التي تضررت في السنوات الأخيرة وتراجعت مردوديته بسبب الجفاف، الذي زاد من أوجاع اقتصاد تونس، الذي يحاول الخروج من أزماته المزمنة. 1.63 مليار دولار عوائد التصدير لغاية سبتمبر الماضي بارتفاع 58 في المئة بمقارنة سنوية ومنذ انطلاق الموسم الماضي، صدرت تونس أكثر من 190.1 ألف طن من زيت الزيتون، منها 26.4 ألف طن زيت معلب بقيمة 765 مليون دينار (248.46 مليون دولار)، أي بزيادة قدرها 45 في المئة، مقارنة بنفس الفترة من موسم 2022 – 2023. وبلغ سعر الطن من زيت الزيتون السائب الذي تصدره تونس نحو الأسواق العالمية، 26.4 ألف دينار (8570 دولارا)، في ما قدر سعر الطن لزيت الزيتون المعلب 28.8 ألف دينار (9382 دولارا). ومن المنتظر أن يتراوح إنتاج زيت الزيتون خلال هذا الموسم بين 210 و220 ألف طن، مقابل 217 ألف طن خلال الموسم الماضي، وفق المرصد الوطني للفلاحة. وبلغت قيمة صادرات تونس من زيت الزيتون، خلال العام الماضي، حوالي 1.23 مليار دولار، مقابل نحو 810 ملايين دولار على أساس سنوي. وسجلت تونس أعلى مستوى إنتاج منذ 2011 في الموسم 2019 – 2020 بحصاد قياسي بلغ 440 ألف طن بسبب المعاومة، وهي ظاهرة معروفة لمزارعي الزيتون حيث تحمل الأشجار محصولا غزيرا في إحدى السنوات ومحصولا ضعيفا في السنة التالية. ورغم ظروف الطقس السيء، تعتبر تونس من الدول الأولى عالميا في هذا المجال، وهي في منافسة قوية مع دول حوض المتوسط وخاصة إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال. وتملك البلاد أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، حوالي 75 في المئة منها منتجة. وتنشط في تونس قرابة 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و14 وحدة لاستخراج زيت الثفل، إلى جانب 35 وحدة معالجة وتعبئة. Thumbnail ووفق المؤشرات الرئيسية لسلسلة قيمة زيت الزيتون، استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء الحكومي، يعمل 60 في المئة من المزارعين في مجال زراعة الزياتين. وفي مسعى لزيادة الإنتاج في السنوات القادمة، قامت الجهات المعنية بتنفيذ مخطط لغراسة نحو 10 ملايين غرسة زيتون جديدة بنهاية 2020 لتعزيز حضورها كواحدة من أكبر الدول المنتجة لزيت الزيتون في العالم. وخلال المواسم العادية تحل تونس عادة في المرتبة الثامنة عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد كل من إسبانيا وإيطاليا وتركيا والمغرب والبرتغال ومصر والجزائر. لكن يبدو أنها تتجه لتكون ضمن طليعة أكبر خمسة مصدرين على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تتفوق صادرات تونس من زيت الزيتون صادرات باقي الدول العربية مجتمعة وهي سوريا والمغرب ولبنان والأردن والجزائر وفلسطين بعدة مرات. ولا يستهلك الفرد التونسي سوى نحو 2.6 لتر سنويا في المتوسط، ليكتفي بالمرتبة الرابعة عربيا بعد الفرد السوري بمقدار 4.6 لتر، والمغربي بنحو 4.4 لتر، ثم اللبناني بنحو 2.9 لتر. انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :