بعد الهجوم الإيراني بالصواريخ الباليستية على الدولة العبرية توعدت إسرائيل بالرد المباشر عليه . نصح الرئيس الاميريكي جو بايدان حليفه الإسرائيلي بعدم استهداف المنشآت النووية ولا النفطية . لكن الدولة العبرية الولد المدلل لأي إدارة امريكية ديمقراطية كانت أم جمهورية ستفعل ما تشاء دون التقيد بتوجيهات الحليف الاميريكي في إيران . فإذا قررت القضاء على الاقتصاد الإيراني ستوجه ضربة على المرافئ التصديرية في ايران .. أهمها في جزيرة خارج على الخليج من حيث تصدر حسب نشرة ارغوس المتخصصة النفطية حوالي ١،٥ مليون برميل في اليوم من النفط الإيراني في حين ان الموانئ التصديرية الأخرى سوروش وسيري ولافان هي اقل حجما وتخرج منها ٥ في المئة فقط من صادرات ايران . يشير المحلل النفطي في فورتكسا ارمن عزيزيان لنشرة ارغوس المتخصصة إلى أن صادرات ايران من النفط ارتفعت في اوغوستوس إلى ما بين ١،٦٥ مليون برميل في اليوم و١،٧ مليون برميل في اليوم وأن شهر سبتمبر شهد ارتفاعا لهذه الصادرات . رأى عزيزيان في حديثه لارغوس أن إذا قررت إسرائيل ضرب خارج قد تقضي على مستوى صادرات بحوالي ١،٥ مليون برميل في اليوم من النفط معظم هذه الصادرات موجهة إلى الصين . فرغم العقوبات الامريكية والأوروبية على ايران يبقى هذا البلد ثالث منتج في منظمة أوبك وقد ارتفع انتاجه الى ٣،٣ مليون برميل في اليوم في الأسابيع الاخيرة مقتربا من مستوى ٣،٨ مليون برميل في اليوم من المستوى الذي كان قبل عقوبات الرئيس الاميريكي السابق دونالد ترامب في ٢٠١٨ على ايران . في حال ضرب الاحتلال الإسرائيلي الموانئ التصديرية الإيرانية واهمها جزيرة خارج Kharg ان لدى تحالف أوبك بلاس حوالي ٦ مليون برميل من الطاقة الإنتاجية الغير مستخدمة بسبب التخفيضات التي أجراها تحالف أوبك بلاس للتصدي الى تراجع الطلب في الأسواق وحماية الأسعار . إن الحرب الإسرائيلية على حزب الله في الضاحية الجنوبية وقتل امين عام حزب الله حسن نصرالله ثم الهجوم الإيراني الباليستي على الاراضي المحتلة أدى إلى ارتفاع سعر برميل البرنت إلى أكثر من ٨٠ دولار في لندن ثم عاد وانخفض إلى أقل من ٨٠ دولار . لكن بعض مسوؤلي شركات الاستثمارات مثل بيير اندوران من Andurand Capital Management يتوقعون حسب بلومبرغ " ارتفاع الأسعار لأن مستوى المخزون تقلص "إذا إسرائيل ضربت المنشآت النفطية في ايران". يقول دان سترويفان من شركة غولدمان ساكس إن احتمال ضرب المارفئ التصديرية في إيران قد يؤثر اكثر على رفع أسعار النفط من ضربة على الحقول النفطية . توقع اندوران ارتفاع أسعار النفط بـ ١٠ الى ١٥ دولار اذا تعرضت المرافئ التصديرية في ايران إلى ضربة . إلى ذلك حسب ارغوس لقد أبعدت إيران ناقلاتها النفطية الفارغة عن جزيرة خارج لحمايتها من احتمال ضربة . عندما تعرضت إيران إلى العقوبات الامريكية لجأت إلى زيادة مخزونها البحري من النفط بـ٦٠ الى ٧٠ مليون برميل لكنها انخفضت الآن الى ٤٠ مليون برميل ما يعني أن صادراتها بـ ١،٣مليون برميل في اليوم قد تستمر فقط لشهر في حال ضربت جزيرة خارج الإيرانية أن معظم صادرات إيران تذهب الى الصين . لا شك ان احتمال ارتفاع النفط قد يؤثر على الانتخابات الرئاسية الاميريكية ليس لمصلحة المرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس نائبة الرئيس بايدن بل لصالح دونالد ترامب وهذا ما لا يتمناه بايدن لذا قال انه لا يشجع إسرائيل على خيار ضرب المنشآت النفطية الإيرانية . لكن قد يختار نتانياهو ضربة على هذه المنشآت لصالح ترامب المفضل لديه في الانتخابات الاميريكية علما ان تأييد الادارتين له مضمون . الخطر أيضا اذا عوضت دول أوبك بلاس الصديقة لاميركا النفط الإيراني المفقود ان تقوم ايران بعرقلة الملاحة وتعطيل مضيق هرموز من حيث يمر منه يوميا حوالي ١٨،٢ مليون برميل من النفط الخليجي إضافة الى ٣،٥ بليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي أي ٣٠ في المئة من تجارة النفط العالمية . هناك أيضا خيارات أخرى لإسرائيل في القطاع النفطي الإيراني منها قصف مصفاة إيرانية من أصل مصافيها العشرة واهمها أبدان التي تكرر حوالي ٦٥٠٠٠٠ برميل في اليوم للاستهلاك المحلي . فالبنزين في ايران موضوع سياسي داخلي سبق ان شهدت المدن الإيرانية مظاهرات بسبب رفع دعم البنزين . فقد تؤدي ضربة مثل هذه الى نقص في التزويد المحلي . إن الخيارات امام الدولة العبرية عديدة خصوصا وهي لا تتردد في قيادة ثلاث حروب معا في المنطقة الأعنف والأكثر وحشية في غزة حيث قتلت اكثر من ٤٥٠٠٠ غزاوي وفي لبنان حيث تحاول إنهاء الذراع الأساسي لإيران حزب الله الذي حتى الآن ما زال يرسل صواريخه من الأراضي اللبنانية إلى اسرئيل رغم مقتل امين عام حزب الله حسن نصر الله . ترددت معلومات أن أموال الحزب التي معظمها من عائدات نفط ايران و الحرس الثوري الايراني قد دفنت مع نصر الله في ركام دمار المباني في الضاحية الجنوبية التي قصفتها إسرائيل وهي مستمرة بقصفها . إن إيران تهدر أموال نفطها لتمويل حروب واغتيال ذراعها الأساسي حزب الله وإسرائيل تدمر لبنان الذي اخذته ايران وذراعها حزب الله رهينة.
مشاركة :