قال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الذي أدار، الجمعة، الحوار بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عن "الأمن والسلام في الشرق الأوسط"، إن أحد أفضل الأشياء في هذا الحوار هو "أننا ننجح في وضع أجندة لمرحلة طويلة من المفاوضات السعودية – الإسرائيلية التي ستأتي في المستقبل. شاهد.. مصافحة "سعودية – إسرائيلية" رغم غياب العلاقات الرسمية.. وساتلوف: لحظة رمزية مهمة وسأل ساتلوف الأمير تركي الفيصل والجنرال يعقوب عميدور عن أهمية الحوار بينهما، وأهمية تكرار الحوارات من هذا النوع بين السعوديين والإسرائيليين، وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات بين البلدين. ورد الجنرال يعقوب عميدور أولا بقوله إنه "بالنسبة للحوار الإسرائيلي – السعودي، فقد التقى الإسرائيليون والسعوديون في الكثير من المناسبات عدة مرات في اجتماعات غير رسمية. وفي إسرائيل، هو أمر عادي، فمحاولة الوصول إلى قادة عرب بقدر الإمكان حول العالم ومحاولة إيجاد لغة مشتركة واهتمامات مشتركة والمساهمة في علاقتنا مع جيراننا سواء من الفلسطينيين أو غيرهم، هي أمر موجود في حمضنا النووي". وأضاف: "أنا متأكد أنها ليست المرة الوحيدة التي يلتقي فيها سعودي وإسرائيلي، وهي ليست مشكلة في إسرائيل. بالنظر حولنا نجد أننا نتشارك مع الدول العربية في العديد من المصالح، وندرك أنه من المهم للإسرائيليين التحدث وتبادل وجهات النظر ومحاولة إقناع العرب حولنا". وتابع: "لذلك، أعتقد أنه من المهم جدا لقاء الأمير تركي الذي شغل العديد من المناصب الرفيعة في السعودية في الماضي ولا أعرف عن المستقبل، ولكن من وجهة نظر إسرائيلية نحن على استعداد للقاء أي أحد حول العالم إذا كان هناك فرصة". وأكد الجنرال يعقوب عميدور مجددا أنه "من وجهة النظر هذه، فإن وجود الأمير تركي هنا مهم جدا، لكن وجودي أنا ليس بتلك الأهمية، لأنه من الواضح جدا لنا أنه يجب لقاء أي زعيم عربي في أي مناسبة إذا كانوا مستعدين للحديث معنا". وأعرب عميدور عن أمله في إيجاد "المزيد من الطرق لفغل ذلك"، وقال: "أعتقد أنه لا بديل عن هذه المناقشات بين الطرفين.. هي لن تؤدي دائما إلى اتفاق ولكنها تؤدي إلى فهم أفضل للجانب الآخر وهذا مهم جدا اليوم في ظل فوضى الشرق الأوسط". في المقابل، بدأ الأمير تركي الفيصل إجابته بقوله إنهما مسؤولا سابقان، وقاطعه عميدور بقوله إن "مستقبلنا في ماضينا". واستكمل الأمير تركي حديثه قائلا: "لا تتوقعوا الكثير من هذا. قبل وصولي إلى هنا كان هناك العديد من التغريدات على تويتر عن هذه المناظرة، والناس يقولون إن هذا اعتراف سعودي بإسرائيل وسيكون تمهيدا للمضي قدما في علاقات دبلوماسية وتطبيع وغيره، لكن لن يحدث ذلك، إنه أمر مؤسف لكنه حقيقي". وأضاف الأمير تركي الفيصل: "أمنيتي الأكبر، وأتمنى أن يمكنني تحقيق ذلك غدا، هي أن أذهب للصلاة في القدس"، وقاطعه عميدور مجددا قائلا: "أنت مرحب بك جدا"، إلا أن الأمير السعودي رد عليه بقوله: "هذا من وجهة نظرك، ولكن لسوء الحظ يجب أن يكون على أساس حل الدولتين، وهذا شيء يؤلم ولكنه في نفس الوقت لا يمكن أن أفعله وأخشى أنه لن يحدث وأنا على قيد الحياة". وتابع: "أملي هو أنه في حياة أبنائي وأحفادي نكون قد تجاوزنا هذه الخلافات، ونكون كما قلت سابقا أشخاصا توصلوا إلى السلام ويمكنهم العمل معا من أجل وضع أفضل للإنسانية. لذلك، هذا هو الموقف اليوم، وسألتقي الجنرال مجددا في مناسبات أخرى كما قلت سابقا". وتحدث الأمير السعودي عن موقف حدث مع الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، قائلا: "أذكر أول مرة ذهبت فيها إلى منتدى دافوس عام 2003، كان قد تم تعييني وقتها سفيرا في المملكة المتحدة، وفي العشاء الرسمي هناك كان يجلس في الجهة المقابلة من الطاولة شمعون بريز وكان لا يزال رئيسا لإسرائيل في ذلك الوقت وخاطبني قائلا: (أرغب في لقاء سموك ويمكننا أن نلتقي في غرفة ولن يعلم أحد عن اللقاء)، فقلت له: (سيادة الرئيس إذا كنت سألتقي بك سيكون ذلك علانية، لن أذهب إلى غرفة سرية، ولكن يجب أن تعطيني الفرصة لفعل ذلك". وأكد الأمير تركي الفيصل أن "الفرصة الوحيدة التي يمكن لشخص مثلي أو لآخرين ممن يرغبون في زيارة الأماكن التاريخية في فلسطين هي بوجود السلام"، مختتما حديثه بقوله إن "استمرار هذا الوضع ليس صحيا لكل منا".
مشاركة :