بعد أن توج مصارعو الثيران (المنتخب الإسباني)، باللقب الأوروبي في النسخة الثانية لكأس أمم أوروبا، كانت نسخة عام 2008 بداية عهد هيمنة الإسبان على القارة العجوز كرويا، حين توجوا بلقبهم الأوروبي الثاني بعد أن هزموا الماكينات الألمانية في النهائي بهدف نظيف. نظمت دولتان البطولة للمرة الثانية في تاريخ اليورو، إذ اشتركت النمسا وسويسرا في استضافة مباريات البطولة الأوروبية الأكبر على مستوى المنتخبات، بمشاركة 16 منتخبا قسموا إلى أربع مجموعات. ضمت المجموعة الأولى منتخبات سويسرا وجمهورية التشيك وتركيا والبرتغال، والثانية النمسا وكرواتيا وألمانيا وبولندا، في حين جمعت الثالثة منتخبات قرنسا وإيطاليا وهولندا ورومانيا، وأوقعت الرابعة إسبانيا مع روسيا والسويد واليونان. وقعت ألمانيا في مواجهة البرتغال في الربع نهائي وتغلبت الماكينات على أبناء لشبونة بثلاثة أهداف لهدفين، في حين أقصى المنتخب التركي نظيره الكرواتي بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، وأخرجت روسيا هولندا بشكل مفاجئ بثلاثة أهداف لهدف وحيد، قبل أن تتغلب إسبانيا على إيطاليا بركلات الترجيح بعد أن تعادلا سلبيا. جمعت المباراة النصف النهائية الأولى ألمانيا في مواجهة تركيا، وفازت الأولى بثلاثة أهداف مقابل هدفين لتكون أول الواصلين إلى النهائي، في حين قهرت إسبانيا روسيا بثلاثية نظيفة لتصارع الألمان على اللقب في المباراة النهائية. أقيمت المباراة النهائية على أرضية ملعب إرنست هابيل في العاصمة النمساوية فيينا، في 29 يونيو/حزيران، وبقي التعادل السلبي سيد الموقف حتى خطف المهاجم الإسباني المتألق حينها، فرناندو توريس، هدف الفوز لبلاده عند الدقيقة 33 من غمر اللقاء، لتنتهي المباراة على هذا الهدف، وتتوج إسبانيا بلقبها القري الثاني. وكانت تلك البطولة فاتحة لتتويج إسبانيا بلقب كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا، للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها، كما تزامنت مع سيطرة الأندية الإسبانية كبرشلونة وريال مدريد على المسابقات الأوروبية على صعيد الأندية.
مشاركة :