أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الثلاثاء) أن السلام "خيار استراتيجي" لبلاده، وأشار إلى أن مصر ليس لديها "أجندة خفية". وقال السيسي، في كلمته خلال حضوره اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني، بمحافظة الإسماعيلية شرق القاهرة، إن "السلام خيار استراتيجي للدولة المصرية، وليس لدينا في مصر وقواتها المسلحة ومؤسسات الدولة أية أجندة خفية تجاه أحد". وأضاف أن "الحرب هي الاستثناء، والسلام والبناء والتنمية هي الأساس، وما يحدث في المنطقة اختبار حقيقي لهذه الاستراتيجية". وتابع السيسي، أن "مصر اليوم لديها موقف ثابت لا يتغير، وموقف عادل تجاه قضية عادلة، هي القضية الفلسطينية"، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش في دولة مستقلة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. وقال "أتحدث ليس فقط باسمي وباسم مصر، لكن أستطيع أن أتحدث باسمي واسم كل أشقائنا في المنطقة العربية"، مشددا على أنه "إذا تحقق هذا الأمر، سيفتح آفاقا حقيقية وموضوعية للسلام والتعاون على مستوى المنطقة والإقليم بالكامل". وأشار إلى أن "القضية الفلسطينية محورية في وجدان الجميع، وإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية حماية للمواطن الإسرائيلي والمواطن الفلسطيني". وأوضح السيسي، أن مصر تسعى خلال المرحلة الحالية إلى تحقيق ثلاثة أهداف لم تتغير منذ 7 أكتوبر الماضي، وهي وقف إطلاق النار، وعودة الرهائن، ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من مليوني إنسان منذ حوالي سنة. وأردف "لقد سقط أكثر من 40 ألف ضحية، ثلثهم من النساء والأطفال، وأكثر من 100 ألف مصاب، وهذا ثمن كبير جداً، كما أن حجم الدمار لا يقتصر على البنية العسكرية بل يشمل البنية الأساسية للقطاع، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والمساكن العادية، ونحن حريصون على تحقيق هدفنا، ونؤكد أنه حتى بعد انتهاء الحرب، فالخيار هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وذلك لوضع نهاية للصراع والكراهية". وتشن إسرائيل منذ عام حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قتل على إثرها أكثر من 41 ألف شخص. وأدت الحرب التي بدأت بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، إلى أزمة إنسانية حادة وشاملة لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة.