مكة المكرمة والمدينة المنورة.. تنمية تسابق الزمن

  • 10/10/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على ذات الصعيد توالى الإصلاحات في عهد المملكة، والذي شهدت أضخم التوسعات على مر التاريخ، فعندما تولى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الحكم كان من اهتماماته الأولى رعاية شؤون الحرمين الشريفين، حيث قام بعدة زيارات إلى المدينة المنورة وتمت عدة إصلاحات للمسجد النبوي، بعد ذلك أعلن في خطاب رسمي عزمه على توسعة الحرم الشريف، حيث بدأت أعمال التوسعة السعودية الأولى في 1370هـ بتهيئة المنطقة المحيطة به وتعويض أصحاب المباني المجاورة، وبعد وفاته -رحمه الله- واصل الملك سعود -رحمه الله- عملية التوسعة والتطوير حتى استكمالها، وبهذه التوسعة أُضيف إلى مسطح المسجد 12270 م2 أضيفت إلى الـ 4057 م2 التي رأى أن يتم الاحتفاظ بها من المسجد القديم، وبذلك أصبح مجمل العمارة في تلك الفترة 16326 م2، ومع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين أصدر الملك فيصل -رحمه الله- أمره بتهيئة أماكن للصلاة غربي المسجد، فتم تعويض ملاك المباني الموجودة في تلك الجهة وتمت إقامة مصلى مظلل تم تبليطه بالرخام وإنارته وتهويته، بلغت مساحته 30.406 م2 بواقع 80 مظلة، وفي عهد الملك خالد -رحمه الله- حصل حريق في سوق القماشة وهو في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، فتم تعويض أصحاب الدور والعقار في تلك المنطقة وتمّت إضافتها لمساحة المظلات التي أضيفت للمسجد حيث بلغت مساحتها 32401 م2 لتصبح مساحة المظلات 62807 م2، وبقيت إلى أن دخلت في التوسعة السعودية الثانية. تجليات العناية وفي العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تجلت الاهتمامات في إتمام أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي لرفع طاقته الاستيعابية إلى مليوني مصلٍ مع نهاية أعمال المشروع، وما يحظى به ضمن رؤية السعودية 2030 التي تهدف لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة المسجد النبوي للصلاة فيه والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى صاحبيه -رضوان الله عليهما-، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة المسجد النبوي، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع السياحية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرفة والحضارية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين. مساجد تاريخية ولم يقتصر اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله- بالمسجد النبوي بل امتد ليشمل المساجد التاريخية والمواقع المرتبطة بالسيرة النبوي، وفي هذا العهد الميمون تم الإعلان عن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، والذي يهدف لرفع المساحة الإجمالية للمسجد لـ50 ألف متر مُربع بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍّ، إذ يُعد المشروع أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء مُنذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة، كما حظيت مساجد منطقة المدينة المنورة باهتمام مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، حيث ضم أربعة مساجد بالمنطقة، بهدف الحفاظ عليها وإعادتها لأقرب صورة إلى حالتها الأصلية، فضلاً عن الحفاظ على خصائصها الوظيفية، واستعادة رونقها وجمالياتها القديمة، وتستمد المساجد التاريخية بمنطقة المدينة المنورة أهميتها من ارتباطها الوثيق بالسيرة النبوية الشريفة، وعدد من المواقع المرتبطة بالفترة الإسلامية، كمحافظة العلا التي تضم بين جنباتها آثاراً عديدة. ملاءمة المتغيرات ومن أبرز مساجد المدينة المستهدفة بالتطوير مسجد بني حرام الذي لا يبعد عن المسجد النبوي الشريف أكثر من 1.68 كم، وهو من المساجد التي صلى النبي عليه الصلاة والسلام في موضعها، وكان بناؤه الأول من حجارة الحرة البازلتية المنقوشة، ويهدف المشروع من تطوير المسجد ملاءمة المتغيرات الطارئة عليه بين الحقب التاريخية القديمة والحديثة، وتبلغ مساحته قبل الترميم 226.42 م²، وتزيد بعد التطوير 10م²، فيما تقف طاقته الاستيعابية عند 172 مصلياً قبل وبعد التطوير، وبجوار قلعة موسى بن نصير التاريخية على الطريق الرابط بين مدينة العلا والحجر، وتمتد أيادي التطوير إلى مسجد العظام الذي يعود تاريخه إلى عهد النبوة، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم من حدد قبلته بعظام، وذلك في طريقه إلى غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وتبلغ مساحته 773.34 م²، وسيتسع لـ580 مصلياً بعد أن كان غير مستخدم، وفي وسط بلدة خيف الحزامي بوادي الصفراء، التابعة لمحافظة بدر بمنطقة المدينة المنورة، خضع مسجد خيف الحزامي، أو مسجد الأمير رضوان كما يطلق عليه البعض للتطوير، وهو من بناء أمير الحج المصري رضوان الفقاري، وكان ذلك خلال أواسط القرن الحادي عشر الهجري، وطبقت على المسجد أساليب تعكس روابط الأنماط البنائية القديمة للمنطقة بالأساليب المعمارية الحديثة، ويسافر مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير مسجد القلعة التاريخي الذي يزيد عمره على 100 عام، ويكتسب أهميته لوقوعه في منتصف حي القلعة التاريخي ببلدة الحناكية، وكان يسمى مسجد حمد بن سميحة نسبة إلى أمير البلدة، وتبلغ مساحته قبل الترميم 181.75 م²، لترتفع بعد التطوير إلى 263.55 م²، وتصل طاقته الاستيعابية 171 مصلياً بعد أن كان غير مستخدم، ويبلغ مجموع المساجد التي خضعت للتطوير في المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية 30 مسجداً موزعة على جميع مناطق المملكة، وسيتم تطويرها وفق آليات حديثة تضمن تكامل سلامة المواد والتصاميم المعمارية بعد إجراء تقييم دقيق لتاريخ كل مسجد وخصائصه ومزاياه. تطوير المطار ويعد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بوابة المسلمين الجوية للمسجد النبوي الشريف، وأحد منافذ وصول ومغادرة الحجاج والمعتمرين، ويمر تطوير المطار بعدة مراحل؛ الأولى كانت إنشاء صالة الحجاج الخارجية وربطها بجسور تحميل للصالات الرئيسة للحجاج والمعتمرين الدولية، وإنشاء مسجد كبير يتسع لأكثر من 1000 مصلٍ، وإنشاء المباني المساندة الأخرى وكذلك إنشاء ساحة وقوف للطائرات لاستيعاب 27 موقف طائرة كبيرة ووسط وصغيرة بعيدة عن الصالات، وإنشاء 14 جسراً متحركاً للركاب وربطها بصالات السفر وإنشاء مدرج جديد مواز للمدرج الحالي وتوسعة المدرج لاستيعاب الطائرات العملاقة، وكذلك إنشاء ممرات للطائرات، وإنشاء برج مراقبة جديد، وإنشاء مرافق استثمارية بالمطار وتوسعة الممرات والساحة الحالية وإنشاء الطريق الرئيس الجديد للمطار وإنشاء السور الأمني للمطار، وفي المرحلة الثانية لتطوير المطار (2019 ـ 2029) إنشاء مبنى ركاب جديد بمساحة 172 ألف م2 تقريباً باستخدام جسور تحميل الركاب المتحركة وذلك باستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الركاب لتصبح 18.4 مليون راكب، وإنشاء 10 جسور متحركة للركاب وربطها بصالات السفر، وإنشاء ممرات الطائرات، وإنشاء ساحة مواقف للطائرات، 10 مواقف بعيدة عن الصالات، وإنشاء صالة الحجاج الخارجية وربطها بجسور تحميل للصالات الرئيسية للحجاج والمعتمرين الدولية، أما المرحلة الثالثة لتطوير المطار (2029 ـ 2039) فتتكون من إنشاء مبنى ركاب جديد بمساحة 84 ألف م2 تقريباً باستخراج جسور تحميل الركاب المتحركة وذلك لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد الركاب لتصبح 28.2 مليون راكب، وإنشاء 4 جسور تحميل ركاب متحركة وربطها بصالات السفر وإنشاء ممرات الطائرات، وإنشاء ساحات وقوف للطائرات 13 موقفاً بعيداً عن الصالات. قطار الحرمين ويعد قطار الحرمين السريع أحد أسرع 10 قطارات كهربائية في العالم، إذ تبلغ سرعته 300 كم في الساعة مستخدمًا أنظمة إشارات واتصالات متطورة، كما يعد مكونًا أساسيًا في خطة التطوير وبرنامج التوسع في شبكة السكك الحديدية السعودية، ويربط هذا المشروع بين المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويلبي الطلب المُتنامي لخدمة الأعداد المتزايدة من حجاج الداخل والخارج، ويخفف من الازدحام على الطرق بين مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، وقطار الحرمين السريع هو قطار كهربائي سريع يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة بخط حديدي مزدوج، تم تدشينه برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في سبتمبر من العام 2018م، كأضخم مشاريع القطارات في الشرق الأوسط لتوفير وسيلة نقل آمنة للحجاج والمعتمرين والمسافرين بين المدينتين المقدستين، وكذلك مدينة جدة، وخط قطار الحرمين السريع هو خط سكة حديد سريع بطول 453 كم يربط مدينتي المدينة المنورة ومكة المكرمة، وذلك من خلال خط يبلغ طوله 449 كم واتصال فرعي بطول 3.75 كم بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتبلغ سرعته 300 كيلو متر في الساعة، وهو القطار القادر على قطع مسافة 449 كم بين مكة المكرمة والمدنية المنورة خلال قرابة الساعتين وعشرين دقيقة كأسرع ست قطارات في العالم. مدخل الزيارة الشريفة محراب النبي صلى الله عليه وسلم قطار الحرمين السريع أحد أسرع 10 قطارات كهربائية في العالم مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي منارات المسجد النبوي تعانق السماء المصلون داخل المسجد النبوي

مشاركة :