جنوب إفريقيا.. عنوان الحياة البرية وتعدد الخيارات السياحية

  • 5/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشتهر جنوب إفريقيا بالحياة البرية، لذا يسافر العديد من الناس إلى جوهانسبورغ ويقومون باستئجار سيارات الدفع الرباعي والتوجه إلى الشمال الشرقي في رحلة تستغرق أربع ساعات بالسيارة قاصدين متنزه كروجر الشهير عالمياً. ويضم متنزه بيلانسبرج الوطني الذي يقع قريبا من المدينة ويعتبر أحد عوامل الجذب السياحي في جوهانسبورغ أهم خمس فصائل حيوانية في البراري الإفريقية وهي الأسود، والفهود، والفيلة، ووحيد القرن، والجواميس. تبعد بيلانسبرج مدة ساعتين فقط عن جوهانسبورغ وتقع بجوار صن سيتي التي تتميز بالمأكولات ووسائل الترفيه والتسلية منخفضة التكلفة بالإضافة إلى اثنين من ملاعب الغولف العالمية. كبديل، يمكنك القيام برحلة بالسيارة إلى سد هارتبيسبورت، يبعد السد ساعة واحدة بالسيارة عن جوهانسبورغ حيث تحيط به سلسلة جبال ماغاليزبرغ ويعد مقصداً لعشاق الرياضات المائية. قم برحلة عبر التلفريك إلى قمة جبل ماغاليزبيرغ لتستمتع بإطلالة خلابة على مياه سد هارتبيسبورت المتلألئة. 3 حقائق ومنذ اللحظة الأولى التي تحط فيها رحالك على أرض جنوب إفريقيا، تدرك ثلاث حقائق رئيسية بالعين المجردة، الأولى هي أنك لا تستطيع تمييز الزائر أو الغريب بمعنى آخر، إلا إذا كان يتلفت يميناً وشمالاً أو يلتقط صوراً لكل شيء حوله، حيث يشكل مواطنو تلك الدولة خليطاً رائعاً من كل الأعراق والأديان والقوميات وغيرها من الانتماءات غير السياسية التي عرفتها البشرية، فترى في شوارع المدن وأماكنها العامة المسلم والمسيحي واليهودي والوثني، وتتلمس التعايش السلمي أو العيش المشترك بتعبير أدق بين البيض والسود والهنود وغيرهم معاً. الحقيقة الثانية هي أن الطبيعة الساحرة بكل مفرداتها من سهل وبحر وجبل، ليست من أهم مصادر أو موارد الاقتصاد الوطني عبر مساهمتها في الزراعة والسياحة والطاقة وغيرها من مكونات الدخل أو الناتج المحلي للدولة فقط، وإنما هي أيضاً مصدر لطيب النفس وسعة الصدر وكرم الضيافة وغيرها من الخصال الكثيرة التي يتميز بها السكان، إضافة إلى أنها ملهمة أشكال الثقافة والفن والأزياء المختلفة في تلك البلاد التي تنطق بنحو 11 لغة متداولة بين السكان، ست منها لغات رسمية تعود لست فئات رئيسية مكونة للمجتمع، لكل منها لون خاص في علم البلاد. وبالنسبة إلى الحقيقة الثالثة فهي تتمثل بتلك الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تنطوي عليها الدولة في الكثير من مجالات الاقتصاد مثل السياحة والنقل والتجارة والزراعة والخدمات وغيرها، حيث إن الكثير من مجالات العمل والنشاط في جنوب إفريقيا لا تزال بكراً وتتسع لاستثمارات ومشاريع جديدة، خاصة أن البلاد تتمتع ببنية تحتية جيدة جداً وشبكات متميزة من الاتصالات والمواصلات، كما تتوافر فيها الكوادر البشرية المطلوبة من خبراء ومتخصصين وفنيين وأيدٍ عاملة، قادرة على تلبية احتياجات أي مشروع في مجالات الاقتصاد المختلفة. وتمتاز جنوب إفريقيا بتوافر خيارات أو أنواع متعددة من السياحة لديها، خاصة السياحة البيئية أو الطبيعية منها، فبينما تختفي المنازل والأبنية في جوهانسبورغ أكبر مدن الدولة، بين الأشجار والغابات الخضراء، التي توفر المسكن الطبيعي لأنواع كثيرة من الحيوانات، وتستحوذ على أغلبية مساحة مدينة تحتضن نحو 5 ملايين نسمة من السكان، تزهو العاصمة الاقتصادية والسياحية للدولة كيب تاون بإطلالة ساحرة لجبل الطاولة على شواطئ المحيط الهندي التي تكتسي في مكان محدد باللون الأبيض على خلاف اللون المعتاد لرمال الشواطئ الضارب للصفرة. مقومات سياحة طبيعية وإضافة للثراء الكبير الذي تنعم به جنوب إفريقيا في مقومات السياحة الطبيعية، بدءاً من مناخها المعتدل رغم تعاكس ترتيب الفصول الأربعة بين شمال خط الاستواء وجنوبه، مروراً بالغابات والوديان والجبال والشواطئ وغيرها من مناطق الاصطياف، وانتهاء بحدائق الحيوانات التي تضعك في مواجهة مخلوقات حية وبيئات لم تحتك معها سوى عبر شاشة التلفاز، إضافة لكل هذا يبرز اسم القائد والزعيم نلسون مانديلا كحامل لسياحة تاريخية متميزة إن صح وصفها، لا تقل شأناً أو أهمية أبداً عن السياحة الطبيعية في بلاد قصب السكر. مانديلا الرئيس السابق لدولة جنوب إفريقيا وصاحب أكبر رصيد من سنوات الاعتقال السياسي في العالم، تحول بعد سجن دام نحو 25 عاماً، من قائد ثورة على التمييز العرقي أو العنصري، إلى أيقونة تتبارك بها الكثير من الساحات والأبنية والمحطات والقاعات في دولة جنوب إفريقيا، إلى درجة أنك تحتاج إلى أيام عدة لتزور كل الأماكن التي تحمل اسمه أو تحتضن تمثالاً له في مدينة جوهانسبورغ، طبعاً بما في ذلك المنزل الذي اعتقل فيه مع زملائه الثوار، والمنزل الذي عاش فيه مع زوجته الأولى، واللذين تحولا إلى متحفين وطنيين. ينقسم مجتمع جنوب إفريقيا إلى 79% مسيحيين و2% إسلام و1.0% يهود و2.1% هندوس و7.3% ديانات أخرى و14% غير متدينين، وتنعكس هذه الفسيفساء الكبيرة في السكان على طبيعة الحياة الاقتصادية بالدولة مثلما تنعكس على النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية، فتجد على سبيل المثال أو من أبسط النواحي، مراكز لبيع الأزياء الإفريقية القديمة وأخرى لبيع الأزياء الإسلامية، وتلاحظ تصنيفاً واضحاً في منافذ البيع بين المنتجات الحلال وغير الحلال أو المحرمة، حتى إنه يوجد في جمهورية جنوب إفريقيا هيئة رسمية تسمى الهيئة الوطنية لتوثيق الحلال. ويقدر عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة في جمهورية جنوب إفريقيا بنحو مليوني مشروع، صنعها شباب ينتمون إلى كل ألوان لوحة الانتماءات الدينية والسياسية والقومية في الدولة، كما أنك تجد شباباً يبتدعون طرقاً غريبة أو غير مألوفة لكسب عيشهم، مثل القيام بحركات بهلوانية راقصة أمام السياح الذين يزورون مقر مانديلا مقابل قطع نقدية يجمعها الراقص بقبعته بعد انتهاء العرض، ومنها أيضاً الوقوف والتراقص أمام السيارات عند الإشارة الضوئية الحمراء، لمنع السائقين من تجاوز الإشارة المرورية وتسهيل عبور المشاة. كيب تاون تروي الحكايات الشعبية القديمة في كيب تاون أن إنجاز أي شيء في هذه المدينة كثيراً ما يستغرق التسعة أشهر ولهذا لقبت المدينة باسم المدينة الأم. ورغم أن هذا الأمر لا يعدو كونه نوعاً من المبالغة، لا يمكننا إنكار حقيقة أن سكان كيب تاون يتسمون عموماً بطابعهم المسترخي. والسبب في ذلك واضح للعيان حيث تضم المدينة أنواعاً عدة من الأنشطة الترفيهية التي يمكن القيام بها كالتنزه على الشواطئ الممتدة، وممارسة رياضة ركوب الأمواج، إضافة إلى تسلق الجبال والسير في الدروب الوعرة. إذ إن الصورة النمطية لسكان كيب تاون والتي تتمثل في شخص حافي القدمين يرتدي سروالاً قصيراً وفضفاضاً تعطي انطباعاً قريباً جداً من الواقع. ولعل من الأسباب الكثيرة التي تكمن وراء قدرة كيب تاون على استقطاب ذلك القدر الكبير من الزوار من الشباب المفعمين بالحيوية على مدار العام، هو امتلاكها للكثير من المقاهي ذات الأجواء المسترخية، إضافة إلى توفر المأكولات الرائعة وفرص السهر المدهشة. وإضافة إلى ذلك كله يمكنك التمتع بأجواء التسوق عالمية المستوى، ومشاهدة المناظر الطبيعية الأخاذة والوصول بسهولة إلى منطقة المزارع وطريق الحدائق، وقد قام موقع تريب أدفايزر المتخصص في السياحة والسفر بمنح كيب تاون لقب الوجهة السياحية الأولى في العالم في العام 2011 الأمر الذي استحقته المدينة عن جدارة. وعندما يرد اسم كيب تاون فإن أول ما يخطر على البال هو جبل الطاولة تيبل الذي يبلغ ارتفاعه ألف متر، والذي يلقي بظلاله على أفق المدينة. ويتعين عليك مراقبة الجبل خلال سفرك بالطائرة إلى كيب تاون، وإذا حالفك الحظ فقد تتمكن من مشاهدة الغيوم أو ما يعرف بغطاء الطاولة وهو ينسدل فوق قمة الجبل التي تبلغ مساحتها ثلاثة كيلومترات. ويمكنك الوصول إلى قمة الجبل من خلال نزهة ممتعة سيراً على الأقدام، أما إذا أردت الوصول إلى القمة بسرعة، فيمكنك ركوب العربات المعلقة التي تنطلق في رحلة تستغرق 10 دقائق كل 15 دقيقة. جوهانسبورغ على الرغم من عدم تصنيف جوهانسبورغ، ضمن العواصم الثلاث الكبرى في جنوب إفريقيا، إلّا أنها تعد أكبر مدينة وقوة اقتصادية في البلاد. أنتجت جوهانسبرغ الغالبية العظمى من إنتاج الذهب في العالم حتى عام 2007، وهي تحتوي على نسبة 40% من احتياطي الذهب العالمي الحالي، كما أنها مسؤولة عن 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. لا تعتبر جوهانسبورغ من ضمن الوجهات السياحية الرئيسية في جنوب إفريقيا، وغالباً ما يفد إليها الزوار للتجارة أو للمرور عبرها إلى مدن أخرى، ودول مجاورة. ولكن مع تعداد سكاني يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة. لدى جوهانسبورغ الكثير لتقدمه لزوارها المقيمين لفترات قصيرة أو طويلة، كما توفر المدينة أجواء كل من الثقافتين الإفريقية والأوروبية على حد سواء. إن من أبرز المظاهر المميزة لجوهانسبورغ هو كون جاذبيتها السياحية لا تعتمد على النصب التذكارية الاعتيادية والمتاحف والمعارض الفنية، وذلك على الرغم من وجود هذه الأمور بشكل لافت للنظر، فهناك أسوار الحصن القديم المسمى كونستيتيوشن هيل، والذي يعود تاريخه إلى عام 1892، ومتحف إفريقيا الذي يتميز بمعارض التطوير، كما يعتبر المعرض الفني فيها أكبر معرض فني في القارة الإفريقية، إلّا أن تراث هذه المدينة النابضة بالحيوية، هو ما يعطيها الطابع الخاص، الذي تتميز به عن بقية المدن الإفريقية.

مشاركة :