قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أمس، إن المساعي العربية والدولية لوقف الحرب على لبنان ما تزال مستمرة، لكن «التعنت الاسرائيلي» يعيق نجاحها. وأضاف ميقاتي وفق بيان صدر عن مكتبه: «قد يعتقد بعضهم أن الجهود الدبلوماسية توقفت، لكن هذا الانطباع غير صحيح، فنحن مستمرون في إجراء الاتصالات اللازمة». وتابع: «أصدقاء لبنان من الدول العربية والأجنبية يواصلون الضغط لوقف إطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الأساسية، وأهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وإجبار العدو الإسرائيلي على تنفيذه». أمنياً، تبادل «حزب الله» وإسرائيل، أمس، عمليات إطلاق النار عبر حدود البلدين، مستهدفين مواقع في كل منهما. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات استهدفت بلدات «عرب صاليم، وعيتيت، والبازورية، والناقورة، والسلطانية، ومجدل سلم، وقلاويه» في جنوب لبنان، كما استهدف مركزاً تطوعياً للدفاع المدني في بلدة «وادي جيلو» الجنوبية، مما أدى إلى مقتل مسعفين وإصابة عدد آخر. وقتل إسرائيليان بقصف صاروخي من لبنان على مستوطنة «كريات شمونة» القريبة من الحدود شمال إسرائيل. كما رصدت تل أبيب، إطلاق 40 صاروخاً من لبنان على شمال إسرائيل، ما أدى إلى إصابة 6 أشخاص في حيفا، وقطع التيار الكهربائي عن مواقع بمدينة «كريات بياليك» القريبة. وحذر محللون سياسيون وخبراء من تداعيات التصعيد في لبنان وما ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة كلها. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، الدكتور نوفل ضو، أن الصراع في المنطقة انعكس على الواقع، وهناك نحو أكثر من مليون ونصف المليون لبناني مُهجّرين، وهو ما يشبه ما تعرض له سكان غزة. وحذر ضو في تصريح لـ«الاتحاد»، من خطورة الوضع بسبب الحرب والتصعيد في الجنوب وبيروت، حيث أصبح لبنان ضحية للصراع. واعتبر المحلل السياسي أن الحرب تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتنذر بحرب إقليمية شاملة. من جهته، وصف الخبير المالي والاقتصادي اللبناني، الدكتور أنيس أبو ذياب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الحرب الإسرائيلية على لبنان خطيرة وتسببت في دمار كبير، خاصة في الضاحية الجنوبية ومنطقة جنوب الليطاني، وهناك خسائر اقتصادية كبيرة من خلال تدمير البنية التحتية، حيث تقدر خسائر لبنان بنحو 10 مليارات دولار خلال هذا العام. كما حذر المحلل السياسي اللبناني، الدكتور عبدالله نعمة، في تصريح لـ«الاتحاد» من حرب طويلة من الممكن أن تتسع في المنطقة إذا لم يتوافر الحل الدبلوماسي، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك بجدية قبل العاصفة الكبرى.
مشاركة :