نجحت وزارة الداخلية في أقل من ثلاثة شهور على إعلانها قائمة المطلوبين الـ9 (21/4/1437) في اصطياد أخطر من في القائمة وهو الهالك سعيد عايض سعيد آل دعير الشهراني الذي يعتبره الكثير من المراقبين بأنه رأس الحية في تفجيرات عدة طالت المساجد والأبرياء ورجال الأمن. وشكلت الضربة الاستباقية في وادي نعمان أمس الأول المحطة الأخيرة للشهراني لتؤكد الأجهزة الأمنية أن رؤوس الأفاعي ليست عصية على يد العدالة وسيف القصاص. ولأنه الشهراني، كانت ضربة استباقية نوعية أنهت شروره وما بحوزته من متفجرات كان يعد العدة على ما يبدو لسفك مزيد من دماء الأبرياء ليتلذذ بها كأحد مصاصي الدماء ممن لا يعرفون دينا ولا ملة. والشهراني سبق أن عمل في السلك العسكري حتى تم القبض عليه قبل 11 عاما، بعد أن كان ينوي الخروج إلى الصراع في العراق، وتم توقيفه لمدة سبع سنوات قبل أن يخرج منذ أربعة أعوام. وخضع الهالك سعيد الشهراني إلى برامج لجان المناصحة بوزارة الداخلية؛ فمارس خداع الأفاعي على من حوله مدعيا الانخراط في المجتمع، والتوبة إلى الله والتراجع عن أفعاله غير أنه كان يخطط لعمليات إرهابية. ولم يكتف الشهراني بتسميم أنيابه بل تعداه لتسميم الآخرين فأثر على ابن أخيه صلاح آل دعير (26 عاما) بسلوكياته وتمكن من استدراجه وضمه للخلية ليرسم مخططه الإجرامي وأخذ في التواصل مع أفراد التنظيم ومن ثم التخطيط والتنفيذ. ورغم تباعد أفراد التنظيم في الجوف والرياض وأبها، إلا أن التنظيم أخذ في وضع الترتيبات اللازمة وتوزيع المهمات مستهدفا قوات الطوارئ بعسير وتحديدا وقت صلاة الظهر حيث تجمع الصلاة أكبر عدد منه ونتج عنه استشهاد 11 من رجال الأمن، وأربعة من العاملين بالموقع، وإصابة 33 آخرين. وكانت قد سرت أنباء عن وصول الشهراني إلى مواقع تنظيم «داعش» في اليمن أواخر أكتوبر 2015. وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي لـ «عكاظ» إن الشهراني، سبق إيقافه في 2006 وأطلق سراحه وهو قيد المحاكمة في عام 2013، وتغيب عن موعد إحدى الجلسات التي كانت مقررة في (أغسطس) 2015. وقضى الشهراني في السجن في أبها قرابة سبعة أعوام بعد أن تم القبض عليه أثناء محاولة التسلل إلى العراق بغرض الالتحاق بتنظيم «القاعدة» هناك، وخضع لبرنامج المناصحة أثناء فترة محاكمته، ونظّم ذووه احتفالاً أسطورياً بمناسبة خروجه من السجن عام 2013 استخدمت فيه أعيرة نارية أطلقت في الهواء، إذ أظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت احتفالاً نظّمه أهالي محافظة صفوان مسقط رأسه بالقرب من محافظة خميس مشيط.