أظهرت دراسة حديثة أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري أسهم في زيادة هطول الأمطار الناتج عن إعصار "هيلين" بنسبة 10%، وزيادة سرعة الرياح بنسبة 11%. وبحسب الدراسة التي أصدرتها منظمة "World Weather Attribution (WWA)"، فإن درجات حرارة المياه المرتفعة في خليج المكسيك، التي كانت أعلى من المتوسط قرابة درجتين مئويتين، أسهمت في تضخيم قوة الإعصار بشكل كبير. وأوضحت الدراسة أن تغير المناخ جعل ارتفاع درجات حرارة البحار أكثر احتمالًا بمقدار 200 إلى 500 مرة, حيث ضرب إعصار "هيلين" سواحل فلوريدا بسرعة رياح وصلت إلى 140 ميلًا في الساعة (225 كم/ساعة) وأحدث عواصف عاتية تجاوزت 15 قدمًا، مما تسبب في تدمير مناطق واسعة في ولايات جورجيا وكارولينا وتينيسي وفيرجينيا، وخلّف وراءه أكثر من 230 قتيلًا. هذا الإعصار يُعد الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا عام 2005. وقدّر خبراء الأرصاد أن الإعصار أسقط أكثر من 40 تريليون جالون من الأمطار، وهي كمية غير مسبوقة كان من الممكن أن تكون أقل حدة لولا تأثير التغير المناخي. وأضاف الباحثون أن استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري سيسهم في حدوث المزيد من الأعاصير المدمرة مثل "هيلين"، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يسمح للغلاف الجوي بحمل كميات أكبر من الرطوبة، مما يزيد من قوة الأعاصير وهطول الأمطار. فيما أوضحت دراسة أخرى أجرتها مختبرات "لورنس بيركلي", أن التغير المناخي زاد من كمية الأمطار في بعض مناطق جورجيا وكارولينا بنسبة 50%، وجعل هطول الأمطار في تلك المناطق أكثر احتمالًا بما يصل إلى 20 مرة, بينما أشار خبراء إلى أن هذه الكوارث الطبيعية يجب أن تكون "جرس إنذار" للتخطيط الطارئ، وتعزيز الجهود لمكافحة التغير المناخي، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. كما أكد الباحثون أن الأعاصير المدمرة مثل "هيلين" و"ميلتون"، الذي يهدد السواحل الأمريكية حاليًا، قد تصبح أكثر شيوعًا في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة للحد من انبعاثات الكربون والسيطرة على الاحتباس الحراري. // انتهى //
مشاركة :