الدوحة - الراية: نظّم مركز عيد النسائي التابع لمؤسسة الشيخ عيد الخيرية برنامج "رد الدين للوالدين"، بهدف تعزيز قيمة برّ الوالدين في المجتمع، وذلك بالتعاون مع جمعية الكلمة الطيبة البحرينية، حيث تهدف المؤسسة لتعزيز الشراكات الخليجية الواعدة التي تساهم في توعية فتيات الخليج بأهم القضايا التربوية التي يرصدها الناظر للمجتمعات العربية. استهدف البرنامج الطالبات في المدارس والجامعات القطرية، حيث استفاد منه المئات من الطالبات، ومنهن 400 طالبة فقط من مدرستي آمنة بنت وهب الإعدادية والثانوية. جاءت فكرة البرنامج من احتياج المجتمع القطري لتعزيز قيمة بر الوالدين لدى الفتيات والطالبات من الجيل الجديد الذي تغزوه كثير من أفكار ومدخلات المجتمعات الغربية عبر الأفلام والمسلسلات الأجنبية ومواقع الإنترنت التي أحدثت هوة كبيرة بين الآباء والأبناء حتى رأينا صوراً من عقوق الوالدين لدى فئة من الأبناء وعدم الانصياع لطلباتهم وأوامرهم، وهو ما ينافي صحيح الإسلام العظيم الذي يحض على البر بالوالدين ورحمتهما، فقد قال الله في كتابه الكريم "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"، ومن هنا برزت فكرة ردّ الدين للوالدين في سعي حثيث من عيد النسائي لرأب الصدع الأسري وتذكير الجيل الناشئ من الشباب والفتيات بضرورة البر وأهميته في حياة الإنسان والمجتمع والعمل على تذكير الجيل الجديد بقيمة الأب والأم ودورهما المهم في التنشئة والمثابرة على تربية صغيرهما حتى يصلا به لأعلى مكانة اجتماعية وأخلاقية ودينية. جاء البرنامج في قالب مسرحي مميز قدمته جمعية الكلمة الطيبة البحرينية عن طريق الفريق المسرحي الخاص بها، الذي قام بمعظم أدواره نساء كبيرات في السن جسدن بشكل مشوق ومؤثر قصصاً واقعية عن عقوق الأبناء ومعاناة الأم في التربية حتى تصل بولدها إلى بر الأمان، ولما كانت القصص مستوحاة من الحقيقة، حيث تملك جمعية الكلمة الطيبة دار مسنين خاصة بها فقد أضفى ذلك روحاً عالية من التفاعل الشديد لدى الفتيات، ما أحدث فيهن الأثر المطلوب من خلال غرس القيم بمحاكاة الواقع وملامسته. صاحَب العرض المسرحي الشيق الذي قدمته الجمعية البحرينية عروض إنشادية تصبّ في نفس القالب، كما عزّز مركز عيد النسائي الفعالية من خلال عرض مشروعه الخيري أغلى هدية على الطالبات. وألقت الأستاذة وضحى السويدي كلمة أكدت فيها أن من ضمن روافد برنامج أغلى هدية ركن "رب ارحمهما" الذي تقوم فكرته على تقديم هدية من البنت لأمها وأبيها عن طريق التبرع لأحد مشروعات المؤسسة الخيرية لدعم الأنشطة الدعوية والقرآنية وأن تهب الأجر للوالدين، وأضافت إن التبرع للدعوة والقرآن يكون بنية هبة الأجر لوالديك وأن يرزقهما الله الجنة.. فليس هناك أغلى من الجنة تهدى للوالدين. وحول سبب التسمية، أوضحت أمينة معرفية المدير العام لمركز عيد النسائي أن تسمية البرنامج جاءت من منطلق لفت الانتباه للفعاليات ولقيمة الآباء ودور الأبناء في رعايتهم وبرهم عند الكبر، وأكّدت أنه لا يوجد ما يمكن أن يرد دين الآباء فقد روي في الأثر عن ابن عمر أنه جاءه رجل يماني يطوف بالبيت يحمل أمه وراء ظهره وهو يقول: إني لها بعيرها المذلل.. إن أُذعرتْ ركابها لم أُذعَرْ ثم قال: يا بن عمر ؟ أتراني جزيتها ؟ قال : لا، ولا بزفرة واحدة. في دلالة على عظم حقّ الأم وأن الإنسان مهما بذل وأعطى لن يوفي حقها، لكنه البرّ الذي ننشده.
مشاركة :