دعا مختصون في مجال التطوع إلى إيجاد منصات إعلامية وإلكترونية تسهل عملية التطوع وتنظمه، وذلك بهدف إبراز الأعمال التطوعية للمجتمع، مشيرين إلى أن نحو 70 في المائة من البرامج التطوعية في السعودية، تقام بشكل اجتهادات مؤسسات أو أفراد، وذلك نظرا إلى غياب النظام الذي يؤطر للعمل التطوعي. وأكد المشاركون خلال ختام منتدى الرياض للعمل التطوعي في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض أمس، أن العمل التطوعي يعد من أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الفرد في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة. واتفقوا على أن العمل التطوعي جلب كثيرا من الطاقات الشابة للعمل التطوعي في الوطن، خاصة من فئة الطلاب والطالبات، منوهين بأن الأعمال الإنسانية لا تنتظر المقابل، بل تنظيمه وإعطاء العاملين عليه الثقة، ومنحهم التدريب المناسب. وقال محمد بن عبد الله المرشد مدير عام التعليم في منطقة الرياض والمشرف العام لمنتدى الرياض للتطوع، الحاجة الملحة إلى إيجاد منصات إلكترونية تسهل عملية التطوع وتنظمه إضافة إلى المساهمة في إبراز الأعمال التطوعية للمجتمع. وأضاف أن عديدا من الأعمال التطوعية لم يسلط عليه الضوء إعلاميا ما قد يسهم في ضعف الاستفادة منه على نطاق واسع إضافة إلى صعوبة الوصول إلى أصحاب المبادرات النوعية لتشجيعهم على بذل المزيد من العطاء أو تبني تلك المبادرات من جهات وإضفاء الجانب المؤسسي عليها. وأكد المرشد لـ"الاقتصادية" أهمية العمل التطوعي، ودعم حركة التطوع المجتمعي، وإثراء الحراك المعرفي به ودعم جهود القائمين على البرنامج، منوها بأهمية رعاية المبدعين من الطلاب والطالبات، واكتشاف المواهب الواعدة في مختلف المجالات التطوعية. محمد المرشد من جانبه، قال محمد الدخيني رئيس تحرير مجلة "المعرفة"، والمتحدث السابق لوزارة التعليم، إن العمل التطوعي ليس مقتصرا على جانب دون الآخر معتبرا أن إحدى صور التطوع الكف عن الأذى والإساءة إلى لآخرين ونشر الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن الإخلاص في العمل وأداءه على الصورة المطلوبة يعدان عملا تطوعيا. وأكد ضرورة الالتزام بضوابط العمل التطوعي، التي يجب أن يتحلى بها المتطوع منها الضوابط الأخلاقية والمهنية والقانونية، مشيرا إلى أن التطوع ليس نظاما فقط، بل ثقافة، مشيدا بالإدارة العامة لتعليم الرياض، التي خصصت وحدة تعنى بالمتطوعين، واصفا ذلك بالعمل المؤسس. وفي الشأن نفسه، دعا صلاح الغيدان مقدم البرامج التلفزيونية، إلى سن تشريعات تحث على العمل التطوعي ونشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع من خلال احتساب ساعات التطوع لدى جهة رسمية يتم من خلالها تكريم الذين يجتازون ساعات محددة ومنحهم امتيازات خاصة كما هو معمول به لدى بعض الدول المتقدمة. واعتبر الغيدان أن الإعلام الجديد أسهم بدرجة كبيرة في إبراز عديد من الأعمال التطوعية الرائدة كونه من إدارة المجتمع ذاته فكل فرد من أفراده يمتلك أداة إعلامية ينشر من خلالها ما يرى أنه يستحق النشر.
مشاركة :