وأوضحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير التقدم المحرز منذ إطلاقها عام 2014 حملة "#أنا_أنتمي" الرامية لإحداث حراك في المجتمع الدولي لحل مشكلة انعدام الجنسية. ووصفت المفوضية حالة انعدام الجنسية بأنها "انتهاك كبير لحقوق الإنسان". وقالت إن هذه الحالة تترك الناس مهمشين سياسيا واقتصاديا، وغير قادرين على الوصول إلى الخدمات الأساسية، وعرضة للاستغلال والإساءة. كانت المفوضية أفادت العام الماضي بوجود 4,4 مليون حالة معروفة لانعدام الجنسية، لكن المشكلة تطال ملايين الأشخاص الآخرين لأن البيانات لا تغطي سوى نصف دول العالم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الحملة التي تنتهي هذا العام تهدف إلى معالجة "أزمة غير مرئية إلى حد كبير هي أزمة ملايين الأشخاص في أنحاء العالم يعيشون في الظل، دون جنسية، وغير قادرين على تأمين حقوقهم الإنسانية الأساسية". ورحب غراندي بـ"التقدم الكبير" نحو الهدف الطموح المتمثل في إنهاء انعدام الجنسية، لكنه أضاف أن "عملنا لم ينته بعد". وخلص التقرير إلى أن "أكثر من 565900 شخص عديم الجنسية وأشخاص يحملون جنسية غير محددة حصلوا على الجنسية" خلال العقد الماضي. تقدم "ملحوظ" قالت الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت، سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن التقدم "ملحوظ". وأوضحت أن "20 دولة حسّنت حقوق الأشخاص عديمي الجنسية، بينما أقرت 13 دولة قوانين لضمان عدم ولادة أي طفل بدون جنسية". وأضافت بلانشيت "يجب علينا أن نضمن حصول أي شخص لا يزال يعيش دون جنسية على الحق بالاعتراف به وإدماجه". سلطت الوكالة الأممية الضوء على الجهود المبذولة في عدد من الدول، من بينها تركمانستان والبرتغال ومقدونيا الشمالية ورواندا والبرازيل وتايلاند. وأضافت أن قرغيزستان نجحت في حلّ جميع حالات انعدام الجنسية المعروفة على أراضيها. وأشارت إلى أن 77 دولة أخرى انضمت إلى اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية، كما تبنت 22 دولة على الأقل خطط عمل وطنية بشأن إنهاء حالة انعدام الجنسية. وقالت روفين مينيكديويلا، مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه "قد تم قطع خطوات واسعة لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة، لكن الحاجة إلى مزيد من العمل لا تزال ضرورية جدا". وأضافت "حتى الآن، هناك عدد لا يحصى من الأشخاص الذين لا وجود لهم على الورق - وبالتالي فإنه يجري دفعهم إلى هامش المجتمع، لمجرد أسباب قائمة على التمييز العرقي أو الديني أو الجنسي، أو بسبب خلل في القوانين والسياسات المتعلقة بالجنسية". وبينما تشارف حملة "#أنا_أنتمي" على الانتهاء، قالت المفوضية إنها ستستضيف الاثنين لقاء رفيع المستوى بشأن انعدام الجنسية خلال اجتماع لجنتها التنفيذية في جنيف. وأضافت أنها ستطلق خلال الاجتماع "تحالفا عالميا للقضاء على انعدام الجنسية". ووفق أرقام المفوضية لعام 2023، كان هناك 4,4 مليون شخص عديم الجنسية، كما نزح قسرا نحو 1,3 مليون شخص عديم الجنسية في جميع أنحاء العالم.
مشاركة :