وأعلنت وزارة الخارجية اللبنانية الجمعة أنّ هجوما إسرائيليا جديدا على مقرّ الكتيبة السريلانكية في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان أسفر عن سقوط جرحى، غداة تنديد دولي بإطلاق إسرائيل النار خلال اليومين الماضيين أكثر من مرة على مواقع لهذه القوات تسبّبت بإصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح الأربعاء. وقال ميقاتي بعد اجتماع حكومته اليوم إن مجلس الوزراء قرّر "الطلب من وزارة الخارجية تقديم طلب الى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه لاتخاذ قرار لوقف تام وفوري لإطلاق النار". وشدّد على "التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن... لا سيما بشقّه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية". وأكّد أنّ "القرار لا يزال صالحا"، و"حزب الله موافق أيضا". وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوات الدولية. وأفاد مصدر حكومي لبناني وكالة فرانس برس الأربعاء أن حزب الله أبلغ السلطات اللبنانية موافقته على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في اليوم الذي قتل فيه زعيمه حسن نصرالله بغارات إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر. وكان الحزب المدعوم من إيران يربط منذ سنة موافقته على وقف إطلاق نار مع إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب المدمّرة بين حركة حماس وإسرائيل. وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله المدعوم من إيران وكالة فرانس برس الجمعة بأنّ الغارتين اللتين نفّذتهما إسرائيل على بيروت مساء الخميس، استهدفتا رئيس الجهاز الأمني في الحزب وفيق صفا. استهداف سياسيين؟" وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته إنّ "استهداف وفيق صفا يعني الدخول في مرحلة جديدة من استهداف سياسيين" في الحزب. وتسبّبت الغارتان الجويتان الإسرائيليتان أمس على البسطة والنويري، وهما حيّان سكنيان مكتظّان في بيروت، بمقتل 22 شخصا وإصابة 117 آخرين بجروح، بحسب وزارة الصحة. ولم تعلّق إسرائيل ولا حزب الله على مصير صفا الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان ويرأس "وحدة الاتصال والتنسيق" في حزب الله. وقام القيادي الخاضع لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية، بتنسيق عمليات عدّة سابقا لتبادل الأسرى مع إسرائيل. وأصيب ابنه في انفجارات أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله والتي نُسبت إلى إسرائيل في منتصف أيلول/سبتمبر. في الصباح، كان سكان البسطة يتفقّدون الأضرار في منطقتهم، فيما الدموع تغطّي بعض الوجوه. وقال بلال عثمان الذي كان واقفا وسط الركام، "عائلات كثيرة تعيش هنا". وتساءل "لماذا استهدفوا" المنطقة؟، مضيفا "هل يريدون أن يقولوا لنا إنّه لم يعد هناك مكان آمن في البلاد؟". ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله وبنيته العسكرية والقيادية، وقتلت الأمين العام للحزب حسن نصرالله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 أيلول/سبتمبر. وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان ومنع اندلاع نزاع أوسع، مؤكدا دعم واشنطن لجهود الدولة اللبنانية لفرض نفسها بمواجهة حزب الله. في نيويورك، أكدت إيران أنّها "مستعدّة للدفاع عن سيادتها" في حال تعرّضها لهجوم من إسرائيل التي تعهّدت الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضيها في وقت سابق من هذا الشهر. وقال الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، إنّ طهران "لا تسعى إلى الحرب أو التصعيد"، مؤكدا في الوقت ذاته أنّها ستمارس "حقها في الدفاع عن النفس، وفقا للقانون الدولي" وستبلّغ مجلس الأمن ب"ردّها المشروع". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن الأربعاء أنّ الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون "قاتلا ودقيقا ومفاجئا". "انتهاك للقانون الدولي" من جهة أخرى، ندّد ميقاتي بإطلاق النار الإسرائيلي على قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) ووصفها بأنها "جريمة". وندّدت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان اليوم "بأشد العبارات بالاستهداف الممنهج والمتعمد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي" لقوات اليونيفل في جنوب لبنان. وغداة هجوم أسفر عن إصابة جنديين من الكتيبة الإندونيسية بجروح، أشارت الوزارة إلى أن "قصفا استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيسي لليونيفيل في راس الناقورة وفي مقر الكتيبة السريلانكية ما أدى لسقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل". ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التعرّض لليونيفيل، معتبرا ذلك انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، وأمرا "غير مقبول". ميدانيا، أعلن حزب الله الخميس أنه استهدف بالمسيرات قاعدة عسكرية في حيفا في شمال إسرائيل. وأفادت خدمة الطوارئ الإسرائيلية عن مقتل عامل مزرعة تايلاندي بصاروخ مضاد للدروع في شمال إسرائيل، بينما أعلن الجيش إصابة مدنيَين بجروح. وأعلن المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي "مهاجمة وتصفية قائد في وحدة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لقوة الرضوان" في حزب الله في منطقة ميس الجبل في جنوب البلاد. ومنذ بدء التصعيد الحدودي في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم نحو 1200 منذ تكثيف القصف الإسرائيلي في 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وتقول الدولة العبرية إن هدف عملياتها هو إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان، ووقف إطلاق الصواريخ للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح من سكان شمال إسرائيل. "مخاوف" أميركية بشأن غزة في قطاع غزة، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل عن مقتل 140 شخصا على الأقل منذ نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عمليات جديدة في أجزاء من شمال القطاع حيث تقوم حماس، وفق قوله، بإعادة بناء قدراتها. ويحاصر الجيش جباليا. وأعلنت الأمم المتحدة أنّ "400 ألف شخص على الأقل محاصرون" في المنطقة. وقال أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل ب"مخاوفها" حيال الوضع الإنساني في قطاع غزة. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الخميس أن ضربة إسرائيلية على مدرسة رفيدة في دير البلح في وسط القطاع أسفرت عن مقتل 28 شخصا على الأقل وإصابة 54 آخرين بجروح. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربة جوية "دقيقة" على "إرهابيين (...) في مركز قيادة (...) في مبانٍ كانت تستخدم سابقا" مدرسة. كما أعلن الجيش الجمعة أنه قتل قائد حركة الجهاد الإسلامي في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في طولكرم في الضفة الغربية، ومقاتلا فلسطينيا آخر. وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في وتيرة العنف منذ أكثر من عام. واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا في الأسر في غزة. وقُتل في الردّ الإسرائيلي في قطاع غزة ما لا يقل عن 42126 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.
مشاركة :