واصلت أجهزة الأمن التونسي تعقب أثر التنظيمات الإرهابية، سواء المتحصنة في جبال تونس الغربية أو الخلايا النائمة في عدد من الأحياء الشعبية والمناطق السكنية القريبة من أماكن تحصن تلك الجماعات الإرهابية، ونجحت خلال اليومين الماضيين في الكشف عن خلايا إرهابية نائمة في سيدي بوزيد (وسط) والكاف (شمال غرب). وفي هذا السياق، كشفت الداخلية التونسية عن خلية إرهابية في منطقة سيدي علي بن عون من ولاية (محافظة) سيدي بوزيد (وسط تونس)، وقالت إنها تتكون من 4 عناصر تكفيرية تتراوح أعمارهم بين 26 و32 سنة، وأكدت أن عمليات استقطابهم جرت من قبل عنصر إرهابي خطير لا يزال في حالة فرار. ووجهت فرقة مكافحة الإرهاب لعناصر الخلية الإرهابية تهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي بعد حصولها على اعترافات من المجموعة الإرهابية بتوفير الدعم (المال والمئونة) وإسناد المجموعات الإرهابية المتحصّنة بجبال المغيلة من ولاية سيدي بوزيد. وفي السياق ذاته، أكدت المصادر ذاتها أن الوحدة الوطنية للأبحاث في جرائم الإرهاب التابعة للحرس الوطني تمكنت من الكشف عن خليتين إرهابيتين وتفكيكهما بأحد أحياء مدينة الكاف (160 كيلومتر شمال غربي العاصمة التونسية). وأوضحت أن الخليتين كانتا تدعمان وتساندان المجموعات الإرهابيّة المتحصنة بجبال الكاف واعترفت عناصرهما بانضمامهما إلى كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية. وورد في اعترافات الخلية الأولى المكلفة بالدعم والإسناد أن أفرادها وعددهم خمسة تولوا تقديم التمويل للمجموعة الإرهابية في عدّة مناسبات، وهم من يقدمون المئونة والمواد الغذائيّة لسفح جبل ورغة باستعمال سيارة أو دراجة ناريّة. واعترفت العناصر الموقوفة في الخلية الثانية بالتخطيط لاستهداف وحدات عسكرية وأمنية خصوصًا المقرات الحيوية والإطارات الأمنيّة والسياسيّة. كما اعترفوا بالتخطيط لاستهداف مقرات أحزاب سياسية من مختلف التيارات والاتجاهات، وعثرت أجهزة الأمن لديهم على كمية من المتفجرات تم إعدادها في انتظار تنفيذ هجمات إرهابية خلال شهر رمضان المقبل، بقصد إظهار قدرتها على الرد بعد الضربات التي تلقتها. على صعيد متصل، ذكرت مصادر أمنية أن كتيبة ليبية مسلحة يعتقد أنها تابعة لقوات فجر ليبيا هي التي ألقت القبض على زوجة الإرهابي التونسي مفتاح مانيطة الذي قاد عملية بن قردان (جنوب شرقي تونس) بداية شهر مارس (آذار) الماضي، وكان أول من أطلق النار في اتجاه قوات الأمن والجيش التونسي، غير أنه لقي حتفه في اليوم الأول من المواجهات المسلحة. وأكدت أنها تقبع في أحد السجون الليبية، واستبعدت نفس المصادر وجود زوجة مانيطة في الأراضي التونسية خلال تنفيذ الهجمات الإرهابية على مدينة بن قردان. ومنذ سنة 2011، عرف عن زوجة الإرهابي مفتاح مانيطة انتماؤها إلى التنظيمات المتشددة ومشاركتها في الحملات والخيمات الدعوية التي أقامتها تلك التنظيمات الإرهابية. وقد غادرت مدينة بن قردان خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2013 و2014 رفقة أبنائها بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة سرت الليبية.
مشاركة :