مسؤول أممي: نظام الأسد قصف مخيم الكمونة

  • 5/7/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم وكالات رجَّحت الأمم المتحدة مسؤولية مقاتِلةٍ من جيش بشار الأسد عن هجماتٍ شُنَّت الخميس على مخيَّمٍ للنازحين قرب الحدود التركية، في حين صدرت إدانات دولية للواقعة التي أودت بحياة 28 مدنيّاً على الأقل. ووصف المفوَّض الأممي السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، القصف الجوي لمخيم الكمونة القريب من سرمدا في الريف الشمالي لمحافظة إدلب بـ «جريمة حرب دون شك». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نساءً وأطفالاً سقطوا بين القتلى بعد استهداف الموقع الذي يؤوي أشخاصاً فارّين من ديارهم. ولم يستبعد المرصد زيادة عدد القتلى نظراً لخطورة إصابات بعض الجرحى. وجاء في بيان المفوَّض الأممي لحقوق الإنسان «مع وجود هذه الخيام في تلك المواقع منذ عدة أسابيع حيث يمكن رؤيتها بوضوح من الجو؛ فمن المستبعد بشدَّة أن تكون هذه الهجمات القاتلة حادثاً غير مقصود». وتعهَّد المفوض بألا يترك فريق العمل التابع له إلى جانب منظمات أخرى باباً دون طرقِه «في جهود البحث والتسجيل للأدلة على ما يبدو أنها جريمة خسيسة ومتعمدة ضد مجموعةٍ من الضعفاء». وأشار البيان إلى تقارير أوَّلية «يجري التحقق منها حتى الآن» تفيد بتنفيذ طائرة تابعة لقوات الأسد الهجمات، مُطالباً حكومات الدول الأعضاء في مجلس الأمن بإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية «ليكون هناك مسار واضح لمعاقبة مرتكبي جرائم من هذا النوع». فيما حاول جيش الأسد درء التهمة عبر بيانٍ زعم فيه أنه «لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام حول استهداف سلاح الجو مخيماً للنازحين في ريف إدلب». لكن بياناته لا تحظى بمصداقية لدى المعارضة والمجتمع الدولي. وقالت روسيا، الحليف الأساسي لحكومة دمشق، إن أيّاً من طائراتها لم تحلِّق فوق الموقع، متهمةً تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ذي الصلة بتنظيم القاعدة بأنه ربَّما قصف المخيم عمداً أو عرضاً. وأظهرت لقطاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي عمَّال إنقاذ يُخمدون حرائق شبَّت في الخيام المنصوبة في حقلٍ موحل، فيما كان الدخان الأبيض يتصاعد من الرماد. وتقع سرمدا على بعد نحو 30 كيلومتراً غربي حلب حيث حقَّق اتفاق هدنة أمريكي- روسي قدراً من الهدوء الخميس لأول مرة بعد أسبوعين من القصف الجوي المكثف على أحياء المعارضة. وذكَّر الأمير زيد بن رعد الحسين باضطرار معظم ساكني المخيمات للنزوح عن ديارهم في حلب في فبراير الماضي بسبب القصف الجوي المستمر من جانب النظام. فيما أبدى شعوره بالقلق بسبب الوضع في سجن حماة المركزي. وأفاد بأن «قوات الأمن المدجَّجة بالسلاح تطوِّق السجن، ونخشى احتمال هجوم فتاك وشيك»، معتبراً أن مئات الأرواح معرَّضة للخطر، وداعياً «كل السلطات إلى اللجوء للوساطة أو بدائل أخرى لاستخدام القوة». وبالفعل؛ بثَّت قنوات تليفزيونية بينها «العربية» و»أورينت» معلوماتٍ مساء أمس مرفقة بفيديوهات عن اقتحام قوات النظام السجن وسط أنباءٍ عن تعرُّض سجناء للخطر. وعلى صعيد المواقف الغربية لقصف مخيم الكمونة؛ طالبت فرنسا بإجراء تحقيقٍ في «عملٍ مثيرٍ للاشمئزاز وغير مقبول يمكن أن يصل إلى جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية». وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية على وجوب تقديم المسؤولين عن الهجوم المتعمد، الذي قتل نحو 30 شخصاً بينهم أطفال ونساء، إلى العدالة. ومن المقرر أن تستضيف باريس بعد غدٍ الإثنين اجتماعاً لوزراء خارجية دول تدعم المعارضة السورية بحضور المعارض البارز، رياض حجاب. ويستهدف الاجتماع بحث سبل كسر الجمود السياسي والعسكري. واعتبرت واشنطن بدورها أنه «لا يوجد عذر مقبول لتنفيذ ضربة جوية ضد مدنيين أبرياء فروا مرة بالفعل من منازلهم هرباً من العنف». وتحدث الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، عن الضحايا قائلاً «هؤلاء الأفراد في أسوأ وضع يمكن تصوره ولا مبرِّر للقيام بعمل عسكري يستهدفهم». في حين ندَّدت وزارة الخارجية الأمريكية بتصريحات الأسد عن سعيه إلى تحقيق ما سمَّاه «انتصاراً نهائيّاً» على معارضيه. وحثَّت الوزارة موسكو على «ممارسة نفوذها على دمشق لضمان وقف العمليات القتالية المستمرة في مدينة حلب». ويثير تصريح الأسد، الذي ورد في برقيةٍ بعثها إلى روسيا، شكوكاً حول ما إذا كان وقَّع على اتفاق التهدئة الأخير الذي توسَّطت فيه موسكو وواشنطن. ودعا الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، الروس إلى «التعامل بشكل عاجل مع هذا التصريح غير المقبول على الإطلاق». وأبلغ الصحفيين، مساء أمس الأول، بقوله «هذه من الواضح محاولة من الأسد للدفع بأجندته الخاصة، ولزاماً على روسيا أن تمارس نفوذها على هذا النظام للحفاظ على وقف الأعمال القتالية». وفيما قالت الولايات المتحدة إن التهدئة التي بدأت الخميس في حلب تمتد إلى أجل غير مسمى؛ ذكرت حكومة دمشق التي لا تحظى بمشروعية دولية أن الاتفاق يمتد لـ 48 ساعة فقط، ما يعكس التباساً بشأن الجدول الزمني. وعلَّق تونر «نتمسك ببياننا بأن وقف العمليات القتالية دخل حيز التنفيذ، وفيما يتعلق بالسبب الذي جعل النظام يقول غير ذلك فعليكم أن تسألوهم، ربما توجد مسائل خاصة بالتنسيق على الأرض، وليس لدي أي توضيح آخر غير ذلك»، مُبيِّناً أن «المسألة الأهم هي امتثالهم ويبدو أن هناك على الأقل اليوم (الخميس) انخفاضاً في مستوى العنف». ووفقاً لتونر؛ فإن وقف العمليات القتالية في الغوطة الشرقية قرب دمشق واللاذقية استمر في بادئ الأمر لمدة 48 ساعة ولكن تم تمديده لاحقاً و»هدفنا هو جعل الهدنة مفتوحة قدر الإمكان، لكن علينا البدء من نقطة ما، نريد أن نراها صامدة أولاً وبعد ذلك سننظر في أمر تمديدها». وفي سياق أحداث سجن حماة «غرب»؛ لوَّحت جماعاتٌ معارِضةٌ مسلحةٌ أمس بقصف قواعد قوات الأسد في المحافظة ما لم تلبِّ دمشق مطالب السجناء، في حين حذَّرت المعارَضة الرئيسة من وقوع «مجزرة» قد ترتكبها القوات المحيطة بالسجن. ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى دخول هؤلاء السجناء في احتجاجاتٍ الإثنين الماضي اعتراضاً على محاولة نقل بعضهم إلى سجن عسكري قريب من العاصمة بعد تأجيل محاكمات. وذكر المرصد أن من بين المحتجزين في سجن حماة سجناء سياسيين وإسلاميين. ولاحظ أن الاحتجاج، الذي شَهِدَ احتجاز عددٍ من الحرَّاس، مازال مستمرّاً وأن عشرات السجناء أُطلِقَ سراحهم بعد مفاوضات، مشيراً إلى محاصرة القوات للسجن وتخوُّف نزلائه من اقتحامه بعد محاولةٍ أوَّلية فاشلة. ووفقاً للمرصد؛ يطالب السجناء بمحاكمات عادلة وعدم نقلهم إلى سجن صيدنايا العسكري شمالي العاصمة. وفي بيانٍ؛ لوَّحت فصائل معارِضة مسلَّحة، بينها حركة «أحرار الشام»، باستعدادها لقصف القواعد العسكرية في حماة إذا لم يلبِّ النظام المطالب. بدورها؛ أبدت الهيئة العليا للمفاوضات، الممثِّلة للمعارَضة الرئيسة، تخوفها من وقوع «مجزرة» على يد القوات الحكومية «التي تُعدُّ لاقتحام السجن». وحمَّلت الهيئة المجتمع الدولي مسؤولية مثل هذا العمل، لافتةً إلى مطالبة السجناء بأوضاع أفضل. ونقلت قناة «أورينت» السورية عن ناشطين أن قواتٍ اقتحمت السجن مساء الجمعة واستخدمت رصاصاً حيّاً وغازاً وسط حرائق وحالات اختناق. وتقول جماعات حقوقية دولية إن آلافاً في سجون حكومة دمشق محتجزون دون توجيه اتهامات ويتعرض كثيرٌ منهم للتعذيب. وعلى جبهة حلب؛ انتزع مسلحون من جماعات معارِضة السيطرة على بلدة خان طومان من أيدي النظام أثناء ليل الخميس- الجمعة. وتكتسب البلدة أهمية لوقوعها على بعد 15 كيلومتراً جنوب غربي مدينة حلب في مكان قريب من الطريق السريع الموصِل إلى العاصمة. وأحصى مرصد حقوق الإنسان مقتل 73 شخصاً في المعركة من أجل السيطرة على خان طومان. وشَّن تحالفٌ من جماعاتٍ بعضها متشدد الهجوم. وأكد مقاتلٌ من جماعة «أجناد الشام» التي شاركت في الهجوم أن «المعارك كانت ذات وتيرة عالية وشرسة جدّاً طوال الليل، وتم تحرير مناطق جنوب خان طومان». والقتلى، وفقاً لإحصاء المرصد، هم 43 من مسلحي المعارضة و30 من قوات الأسد. وأوضح عضوٌ في جماعة تقاتل في إطار الجيش السوري الحر في حلب أن الجماعات التي تنضوي تحت لوائه لا تشارك في هذا الهجوم.

مشاركة :