زار فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي ، يوم أمس الخميس السابع من ربيع الآخر لعام 1446هـ جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج "زيارات أئمة الحرمين الشريفين" الذي تشرف عليه وتنفذه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية ونظيراتها بدول العالم. وكان في استقبال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي رئيس جامعة هداية الله شريف الدكتور أسيب سيف الدين جهر، حيث رافق فضيلته سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا الأستاذ فيصل العامودي، والملحق الديني الشيخ أحمد الحازمي، مستعرضا رئيس الجامعة خلال اللقاء منجزات وأعمال وبرامج الجمعية خلال السنوات الماضية. وفي بداية اللقاء رحّب رئيس جامعة هداية الله شريف بفضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي مبيناً أن زيارته تشجع الطلاب والطالبات لمواصلة مسيرة التعلم لمستقبل مشرق لخدمة الدين والأوطان، مبينا أن الحكومة الأندونيسية تسعى دائما لتقوية العلاقة بين البلدين الشقيقين في كل المجالات خاصة فيما يتصل بالإسلام والمسلمين, مبينا أن جامعة هداية الله شريف الإسلامية الحكومية تعتبر واحدة من أبرز الجامعات الإسلامية في أندونيسيا ولدينا تعليم ديني وعلوم أخرى مبنية على قيم إسلامية أصيلة. وألقى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي كلمة بهذه المناسبة في القاعة الرئيسية بالجامعة وعبر دائرة الاتصال المرئي بحضور تجاوز الثلاثين ألف طالب وطالبة، وأعضاء هيئة التدريس حيث قال فيها: "أزجي الشكر لمن كان سببا في هذا اللقاء قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- لما يوليانه ويقومان به ويوجهان به من العناية بالحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما بشتى وجوه الخدمة ومن أعظم تلك الوجوه إيصال هداية الحرمين الشريفين إلى العالم أجمع رحمة وإنسانية وهداية ونورا". وأضاف فضيلته: "إن ما رأيت اليوم من الشعب الإندونيسي من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال يؤكد العلاقة الوطيدة بين البلدين الشقيقين فجزاهم الله خير الجزاء". وقال فضيلته: "أتيتكم من دار النبوة ومهبط الوحي وتنزل القرآن من دار سيد الخلق أجمعين، وأتيت إلى معقل من معاقل العلم ومنبت من منابت بناء العقل"، مشيرا إلى أن الله بعث الرسل والأنبياء للدعوة إلى الله عز وجل وإيصال الرسالة السماوية للناس أجمعين وأن الله استخلف نبيّ الله آدم إلى هذه الأرض ليكون عامراً لها بانياً فيها مصلحاً عليها وذلك على ضوء هدى من الله وإقامة الحق والعدل والرحمة فيكون الإنسان بهذا المنهج الرباني جامعاً بين إقامة الدين وعمارة الدنيا، ولا يكون ذلك إلا بالعلم لأنه سر تشريف الله لهذا المخلوق، وليس تفضيله بماله أو بمظهره أو شيء من المظاهر البائدة، إنما بفكره وعقله وسلوكه". وقال فضيلته" أيها الحضور أنتم في هذه الجامعة وفي هذا الميدان في أشرف ميدان من ميادين الحياة، لأنه ميدان تبنى فيه العقول وترتقي فيه النفوس، ولكن لا يغني العلم الذي ينير العقل ويستكمل به المرء جوانب النقص في هذا الباب عن تزكية النفس وإصلاح خللها وتهذيبها مستدلا بذلك الآيات الواردة في ذلك, مبينا أن التزكية متعلقة بالنفس ، والعلم متصل بالعقل ولا يغني أحدهما عن الآخر ولذلك عطف الله بينهما فقال تعالى: (ويزكيهم ويعلمهم) والتزكية متعلقة بالنفس لقوله تعالى: (قد أفلح من زكاها), موضحاً فضيلته أن أيّ عمل يريد به صاحبه نفع الناس وخيرهم إذا أصلح قصده لله كان مأجورا وظهرت ثمرة عمله وبارك الله فيه وحاز خيري الدنيا والآخرة وثواب الله عز وجل". ووجه فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي وصية لعموم الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس وصية قال فيها: " إن العبد عليه أن ينهج نهج الوسطية فلا يجنح إلى إفراط وغلو وتشدد وإثقال على النفس، ولا يجنح إلى طرف آخر من التفريط والانفلات والانحلال والجفاء، وهذه الأمة أمة وسط بين سائر الأمم فلا يغلو الإنسان ولو كان في خير ، فهذا الدين رحمة للناس أجمعين، فلم تشرع الشريعة وينزل القرآن وتقوم السنن إلا لإرادة الخير والرحمة وإصلاح شأن الإنسان وجمع الكلمة والألفة بين المسلمين". وقدم فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في ختام كلمته الشكر لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ فيصل العامودي ، ولوزارة الشؤون الإسلامية وعلى رأسها معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الذي يشرف ويتابع هذا البرنامج متابعة خاصة، وللملحق الديني بإندونيسيا الأستاذ أحمد الحازمي ، والشكر لإدارة الجامعة العريقة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال, سائلاً الله أن يجزي الجميع خير الجزاء وأن يحفظ المملكة وقيادتها وشعبها وجمهورية إندونيسيا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه. وبين سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إندونيسيا الأستاذ فيصل العامودي في كلمة له خلال هذه المناسبة أن هذه الزيارات تأتي تأكيدا للجهود الجبارة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- لتوطيد وتلمس حاجات المسلمين في العالم وفي إندونيسيا خاصة ، وكما أن هذه الزيارة تأتي ثمرة لاهتمام القيادة والحكومة في البلدين لتعزيز علاقتهما الثنائية في كل المجالات بما في ذلك المجال الدعوي ، وتبادل الزيارات ببين المسؤولين ، وتعد مؤشرا إيجابياً في العلاقة بين البلدين الشقيقين, مقدما الشكر لوزارة الشؤون الإسلامية وعلى رأسها معالي وزيرها الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ على تنفيذ هذا البرنامج.
مشاركة :