لا يزال راشد المر الكعبي، الباحث في التراث الإماراتي، يحتفظ بالدفاتر المدرسية القديمة التي كانت توزع على طلبة الدولة مجاناً في فترة السبعينيات والثمانينيات، وهي دفاتر تكتب فيها الواجبات المدرسية، وتكون بألوان عدة، والأهم أن أغلفتها كانت تحتوي على صور للمغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما. روح الولاء وفي هذا السياق أوضح الكعبي أنه يحافظ على تلك الدفاتر وغيرها من المقتنيات التراثية والأثرية من الاندثار، لينقل هذه الموروثات الوطنية من جيل إلى آخر، باعتبارها أحد أهم روافد الهوية الإماراتية. ويتمنى عمر فرحان الكعبي، موظف، لو يعود الزمن إلى الوراء ليحتفظ بجميع دفاتره القديمة التي كان غلافها يحتوي على صور لرموز دولتنا الغالية. وذكر أنه كان في كل عام دراسي جديد يبتهج لاستلام الكتب المدرسية وبما فيها تلك الدفاتر التي يدون فيها واجباته المدرسية حتى لا يتعرض لعقاب المعلم. وأكد الكعبي أن فكرة وضع صور قيادة الدولة على الدفاتر المدرسية من شأنها أن تغرس روح الولاء والانتماء للوطن والقيادة الرشيدة. خدمة الوطن كما عادت علياء سعيد الظاهري، موظفة، بذاكرتها إلى سنوات عدة مرت، وابتسمت قائلة: نعم، لا أزال أتذكر تلك الدفاتر الجميلة، فمنها المخصص للمواد الدراسية، وأخرى كانت لمادة الموسيقى أيضاً، وليتني أستطيع الحصول على تلك الدفاتر الفريدة بدلاً من دفاتر اليوم التي أشتريها لأطفالي من المكتبات. وتمنت الظاهري لو تباع الدفاتر وهي مغلفة برمز روح الاتحاد، وصور قيادتنا الرشيدة، فهذا من شأنه أن يعلم الأطفال في فئة المرحلة الابتدائية أسماءهم، ودور القيادة السامي في تحقيق خدمة الوطن. إعجاب وعبرت لمياء ناصر محمد، طالبة جامعية، عن إعجابها اللامحدود بمشروع نفذته طالبات جامعيات، وهو عبارة عن تقديم بصمة خاصة بهن تتمثل في حفر صور للشيوخ والشخصيات البارزة في تاريخ الإمارات، على دفاتر من الجلد. وبينت أن الإقبال على شراء تلك الدفاتر كان كبيراً، ما يدل على الحب العميق الذي يكنه الشعب لقيادته، مضيفة أن عدداً من الأشخاص تساءل إذا كان ممكناً توفير تلك الدفاتر القديمة لشرائها، وهذا دليل على عدم نسيانهم لكراسات أو دفاتر زمن الطيبين. روح الماضي ولا يتردد خالد المنصوري بين حين وآخر في دخول مكتبة والده في المنزل، ليعرب عن سعادته الكبيرة وهو يرى كمَّاً هائلاً من النسخ القديمة للصحف المحلية والعربية، ودفاتر قديمة تعبق بروح الماضي، وتحمل صورة الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والكتب المدرسية القديمة التي كانت مستخدمة في السبعينيات، والتي تعكس مناهج ذلك الوقت وطرق التدريس، إلى جانب الحقائب المدرسية التي كانت تستخدم في بداية التعليم في الإمارات، وأغلبيتها ذات اللون الأسود والبني. وأوضح المنصوري أنه كلما رأى تلك المقتنيات القديمة تمنى من قلبه لو وُلد في تلك الفترة بكل ما فيها من معاني الحياة العفوية والجميلة خاصة في مجال التعليم.
مشاركة :