في ظل الجهود المقدمة من عدة جهات معنية بمكافحة فيروس "كورونا" لإقناع كثير من مربي الجمال بأن الإبل هي مصدر الوباء، تصطدم هذه الجهات، منها وزارة الزراعة، بالعديد من العقبات التي تعيق من عملهم، مما يضطرهم إلى الاستعانة بإمارات المناطق. مخاطبة الإمارة قال مدير عام فرع وزارة الزراعة في المنطقة الشرقية المهندس طارق الملحم لـ"الوطن" إن المربين الرافضين لفحص إبلهم للكشف عن مدى إصابتها بالفيروس يعدون قلة، ويتم التعامل معهم بأساليب متعددة لمحاولة إقناعهم وتعريفهم بطبيعة هذا المرض وما قد يسببه لهم من أخطار صحية لهم ولمخالطيهم. وأضاف: "في حال استعصى على المختصين إقناعهم بذلك، يتم التعامل معهم بمخاطبة إمارة المنطقة التي بدورها توجه المحافظات والمراكز التابعة لها لحث المربين بالتعاون مع وزارة الزراعة". وقال إن المختصين والباحثين أجمعوا على أن الإبل تعد مصدر الوباء لفيروس كورونا، موضحا أن نشاط الفيروس يتفاوت من فصل لآخر، فهو يزداد في فصل الشتاء ويقل في الصيف نتيجة تأثره بحرارة الجو، وقد تختلف نسبة الإحصاءات من مكان إلى آخر تبعا لطبيعة الظروف والمكان. كما أكد أن كثافة التجمعات لقطعان الإبل لها الدور الأكبر في انتقال الفيروس من حيوان لآخر، خاصة المحصورة منها في أسواق الماشية كون السوق يعتبر مجمعا لكثير من الأمراض لورود الماشية من كل مكان، باختلاف الإبل التي ترعى في الأماكن المفتوحة. جمع العينات يتابع الملحم حديثه قائلا إن ثمة عوامل أخرى تتحكم في النشاط الفيروسي لكورونا، فالمرض يقل في أعمار الإبل الكبيرة عنها في الأعمار الصغيرة منها ولمناعتها الضعيفة للأمراض، خاصة أن الفيروس يعمل على الجزء العلوي من الجهاز التنفسي بمعنى أنه يتركز في الأنف والحلق للحيوان، وهو مخالف لما عند الإنسان الذي غالبا ما يهاجم أنسجة الرئتين، وطبيعة الإبل لا تبدي أي أعراض مرضية مشاهدة للعيان، فقد تكون مفرزة للفيروس دون ملاحظة أي إفرازات أو علامات أخرى كفقدان الشهية عند الحيوان أو عدم الرغبة في التحرك كبقية الأمراض الأخرى. وأوضح أن إدارته لا تزال تسعى إلى تطبيق خطة الوزارة لجمع عينات من مختلف الفصائل لتحديد مصدر الحيوان المفرز للفيروس، علما بأن الآلية التي ينتقل بها الفيروس للبشر لا تزال حتى الآن مجهولة.
مشاركة :