اعتبر مسؤول أميركي الثلاثاء أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يرفض علنا موقف وزير الدفاع الاسرائيلي الذي وجه انتقادا شديدا الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وقال هذا المسؤول لفرانس برس "نتوقع ان يعالج رئيس الوزراء (نتانياهو) هذه المسالة بأن يعبر علنا عن رفضه للتصريحات التي استهدفت الوزير (الخارجية جون) كيري". ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن يعالون قوله في مناقشات مغلقة مع مسؤولين اسرائيليين واميركيين ان "وزير الخارجية جون كيري-الذي وصل إلى هنا مصمماً ويتصرف انطلاقاً من هوس غير مفهوم وحماسة تبشيرية- لا يستطيع أن يعلمني اي شيء عن النزاع مع الفلسطينيين". وقال: "الأمر الوحيد الذي يمكن ان ينقذنا هو ان يفوز كيري بجائزة نوبل للسلام ويتركنا وشأننا". وكان البيت الأبيض اعتبر في وقت سابق الثلثاء أن الهجوم الشديد الذي شنه وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون على وزير الخارجية الاميركي جون كيري "مهين وفي غير محله". وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني، ان تعليقات يعالون الذي اتهم كيري بأنه لا يفقه شيئاً في الملف الإسرائيلي- الفلسطيني لا تنسجم مع العلاقات الوثيقة التي تربط بين الولايات المتحدة واسرائيل. وقال كارني ان "تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي اذا ثبت انها نقلت بدقة، مهينة وفي غير محلها، وخصوصاً بالنظر إلى كل ما تقوم به الولايات المتحدة دعما لحاجات اسرائيل على الصعيد الامني". واضاف ان "كيري وفريقه يعملان باستمرار من اجل سلام آمن بالنسبة الى اسرائيل، بسبب القلق والتزام الولايات المتحدة بمستقبل اسرائيل وشعبها". واعتبر كارني ان "التشكيك في دوافع كيري وتشويه اقتراحاته ليس امرا نتوقعه من وزير دفاع حليف قريب". وفي وقت سابق الثلثاء، وصفت وزارة الخارجية الاميركية تصريحات يعالون بانها "مهينة وغير لائقة". وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين عقب زيارة كيري للفاتيكان إن "تصريحات وزير الدفاع، ان كانت دقيقة، تعتبر مهينة وغير لائقة خاصة بالنظر الى كل ما تبذله الولايات المتحدة لدعم احتياجات اسرائيل الامنية". وبحث كيري والمسؤول الثاني في الفاتيكان المونسينيور بيترو بارولين الثلثاء خلال لقاء مطول الازمات في سورية وافريقيا والنزاع الاسرائيلي- الفلسطيني وملف اصلاح النظام الصحي في الولايات المتحدة. وأعلن المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي للصحافيين أن اللقاء دام ساعة واربعين دقيقة وكان "شاملاً وتم في أجواء إيجابية". وأضاف انه "تم بحث الوضع في الشرق الاوسط والحرب في سورية والتحضير لمؤتمر جنيف 2 والتذكير بموقف البابا من السلام". وكانت الأكاديمية البابوية للعلوم نظمت الاثنين اجتماعا ضم خبراء كاثوليك وغير كاثوليك حول سورية. وطلب هؤلاء بحسب البيان الختامي من كافة الاطراف الالتزام بوقف فوري لاطلاق النار من دون شروط مسبقة، وأعربوا عن الأمل في دعوة كل الاطراف المعنيين في الشرق الاوسط بما في ذلك ايران لانجاح مؤتمر "جنيف 2". ورفعت مقترحات هذه الاكاديمية إلى البابا. وتطرق بارولين الذي كان يرافقه وزير خارجية الفاتيكان المونسينيور دومينيك مامبرتي الى ملف انكب عليه في الماضي كديبلوماسي هو المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي يسعى كيري الى تحريكه. والملف الثالث الرئيسي الذي تطرق اليه كيري الكاثوليكي، خلال اللقاء الاول في الفاتيكان كان افريقيا خصوصا "جنوب السودان مع امل توصل الوساطات الحالية الى نتيجة". وقال الاب لومباردي انه تم ايضا بحث المسائل الداخلية الاميركية خصوصا اصلاح النظام الصحي الذي تنتقده الكنيسة الكاثوليكية الاميركية وانعكاساته على "الضمانات للحرية الدينية". ولم يلتق كيري الذي تقررت زيارته للفاتيكان في اللحظة الاخيرة، البابا فرنسيس.