· مازال منتخبنا يترنّح بنا أملاً ويأساً، من خلال تعادل خاسر مع اندونيسيا، وفوز بشق الأنفس على الصين، بوقتٍ كاد أن يضيع، لتأتي نتيجة اليابان لتخيب الآمال، لكن الروح ليلتها أعادت بصيص أملٍ للحياة، وبين هذا وذاك على (مانشيني) إن كان مكتوب علينا بقاؤه عمراً مديداً، أن يعدّل من كثير أشياءٍ فنية، أهمها (العقلانية والواقعية) التي تختلف عند مواجهة خصمٍ ثقيلٍ كاليابان، يجب أن تبقى أمامه متماسكاً لآخر دقيقة، وصيد سهل كالذين تعادلوا معه بمباراة كانت نقاطها بمتناول اليد، هذا إن كنا قد تناسينا له تعادله مع الأردن الذي حرمنا فيه من فوز كان سيجنبنا التربع وسط المجموعة الأقوى، التي يبدو لن ننجو منها إلا بصعوبة وأعجوبة، تفوق الإمكانات. · وأكثر مانطالب به الآن السيد الإيطالي، ونعده بالوقوف معه، مادام مسؤول المنتخب الأول، يرى أنه الأجدر بإكمال المهمة، أن يكن عنده ـ قبل اللاعبين ـ كثير من الروح، ليظهر الشغف من على دكته، التي يستمد منها اللاعبون طاقاتهم الإيجابية، لتغطي على كثير من المساوئ الفنية ـ إن وجدت ـ عند لاعبيه، أما البرود والتغافل عن بعض التفاصيل المهمة التي هو المسؤول عنها، كموجّه أول وأخير للاعبين، فنرجو أن يستبدله بأداء نفسي أفضل، وتركيز أعلى بكثير، مما ظهر عليه الفترة الفائتة. · لقطة واحدة قد تختصر ماسبق، وهي لحظة استبدال عبدالإله المالكي، وخروجه من الملعب قبل تجهيزه للبديل، واكتفينا فقط بمصارعة اللاعب المصاب الموقف لوحده، على خط المغادرة، الخاطئة (توقيتاً) مع حكمٍ ينفذ القانون، ولم ينتبه (مانشيني) لأي شيءٍ من ذلك، وزاد من الطين بلّة والتي أظهرتها الكاميرات أن البديل بينما يتجهز ببطء للنزول، كان المدرب منشغلاً بغيره، ولم يكن له أي ردة فعل لاستعجاله، بعد أن سقط في عدم تنبيه المالكي أو الحارس بإحداث أيما حركة فنية تأخر اللعب حتى يجهز بديله، قبل أن يجبرنا الحكم على استكمال اللعب بنقص لاعبٍ في ضربةٍ ركنيةٍ حاسمة، أمام اليابان، دفعنا ثمنها هدف ثان، كسر كل مجاديف روح اللاعبين التي كانت تنوي التعادل أمام جماهير جدة، التي بيضت الوجه ليلتها، وهزت الجوهرة كماهي عاداتها. · المنتخبات دوماً ماتحتاج بالمقام الأول لمدربين شغوفين وحماسيين قبل كل شيء، ثم بعد ذلك ننظر للأمور الفنية، ولا نغفل عنها، لكن إن فات الفوت وكان المدرب أبرد من الثلج، إما لسماتٍ شخصية فيه، أو شوفة نفس على من يدربهم، فإن وجود إداري لمّاح لمثل هذه التفاصيل مهم ومهم جداً، لشحذ همم اللاعبين، ويتدارك مثل هذه الأخطاء إن فاتت اللاعب والمدرب، لذا حينما نقول (سامي الجابر، طارق كيال) على سبيل المثال ـ لا الحصر ـ مهمٌ تواجد شخصيات مشابهة لهما، إن لم يكن أحدهما، فنحن نبحث عن صالحٍ عام، بعيداً عن أي ميلٍ و ميول لأشياء خاصة، فالعاطفة للمنتخب لن يتقدم عليها حب الأندية والاسماء، فالمنتخب (وطن) ولن يعلو على الوطن أحد. · أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، الذي لايعجزه شيء في السموات والأراضين، أن يعيد ابن الوطن البار فهد المولد لأهله ومحبيه، بتمام صحةٍ وعافية، يتعجب لها حتى الطب والأطباء، فهو سبحانه القادر على ذلك. توقيعي/ حينما يعدك أحدهم بالحياة، اخلق فيه شغف الحب، ولا تقتله بخزعبلات أمراض الحيرة والغيرة. صالح الشمراني ـ @shumrany
مشاركة :