قتلة الأبرياء لن يفلتوا من يد العدالة.. والمملكة ستبقى واحة أمن واطمئنان

  • 1/15/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سبع سنوات تقريباً وتحديداً في 9/ 2/1428ه فُجع المجتمع السعودي والعالم بأسره بجريمة إرهابية بشعة راح ضحيتها أربعة فرنسيين هم جون مارك بوينث (مسلم) وابن زوجته اليافع رومين مبارك (مسلم) واثنين من المستأمنين والمعاهدين هما ميشيل نوفيلا وجون كلورد. وتعود تفاصيل الحادثة إلى تعرض مجموعة من السياح الفرنسيين (4) رجال و(3) نساء وطفلين لاطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية مما أدى إلى مقتل (4) منهم، حيث كان الضحايا متوقفين للراحة في منطقة صحراوية تبعد 90 كم عن المدينة المنورة بعدما قاموا برحلة سياحية على قرى شمال غرب المدينة المنورة فور عودتهم من رحلة لمدائن صالح وكانوا في طريقهم لأداء العمرة، شاهد المجرمون الضحايا فسارعوا لقتلهم بكل دم بارد وبعقيدة منحرفة ومنهج تكفيري محرم ثم لاذوا بالفرار. واتضح من مجريات التحقيق أن المطلوب للجهات الأمنية وليد بن مطلق الردادي والذي لقي مصرعه أثناء مواجهته لقوات الأمن كان قبيل وقوع العمل الإرهابي يتنقل في قرية المليليح وبرفقته أحد المطلوبين وأثناء ذلك شاهد مجموعة المقيمين الفرنسيين عند محاولتهم الاسترشاد بعد ان ضلوا الطريق فقام بإحضار مطلوب آخر واشتركوا جميعاً في تنفيذ اعتدائهم الآثم الذي أزهق أنفساً معصومة ثم غادروا المكان، وبفضل من الله تمكنت قوات الأمن من كشف خيوط هذه المؤامرة الدنيئة والوصول إلى الرأس المدبر لها وليد الردادي والذي كان مطلوباً للجهات الأمنية لارتباطه بالفئة الضالة والتنقل بين أوكارهم ومشاركته لهم في أنشطتهم المخلة بالأمن، وقد أثبت تقرير المعمل الجنائي أن اطلاق النار على الفرنسيين كان في معظمه من السلاح الذي عثر عليه بحوزته. ستبقى المملكة بعون الله واحة أمن واطمئنان بعد هذا العمل الإرهابي أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي في ذلك الوقت جاك شيراك، والذي قدم فيه تعازيه ومواساته وشعب المملكة العربية السعودية للرئيس والشعب الفرنسي الصديق ولأسر ضحايا الحادث الإجرامي، سائلاً الله للمتوفين الرحمة والمغفرة ولذويهم الصبر والسلوان. وأكد خادم الحرمين خلال الاتصال أن من قام بهذا العمل الإرهابي ضد الأبرياء لا يمثل إلا نفسه ولن يفلت من يد العدالة وسيمكن الله منه وستبقى المملكة بعون الله واحة أمن واطمئنان. اثنان من الفرنسيين المقتولين «مسلمان».. صلي عليهما في المسجد النبوي صلاة الميت على الشهداء في المسجد النبوي في يوم الأربعاء الموافق 11/ 2/ 1428ه أدى جموع من المصلين صلاة الميت على الشهيدين جون مارك بوينث وابن زوجته اليافع رومين مبارك تحقيقاً لرغبة زوجة جون ووالدة رومين السيدة زكية (فرنسية من أصول مغربية) التي كانت تنوي الصلاة مع زوجها وابنها الوحيد في المسجد النبوي قبل ان تصلي عليهما بعد ثلاثة أيام فقط من مقتلهما. القبض على القتلة والمفسدين في الأرض كلمات خادم الحرمين تلك كانت خير دافع للجهاز الأمني بتكثيف الجهود والاستنارة بالتوجيهات لأجل اسقاط القتلة والمفسدين في الأرض ومن ثبت ضلوعهم في قتل الرعايا الفرنسيين، حيث تساقطوا الواحد تلو الآخر وتحقق ذلك بعون الله تعالى وتوفيقه ثم جهود وزارة الداخلية، وأُعلن مقتل أول رؤوس الشر والعقل المدبر للعملية وأحد المطلوبين في قائمة ال36 التي أعلنت عنها الداخلية عام 2005 وهو الهالك وليد الردادي، وتعود تفاصيل مقتله إلى فجر يوم الجمعة الموافق 18/ 3/ 1428 ه، حيث رصدت الجهات الأمنية تواجد الردادي داخل موقع سكني شمال المدينة المنورة وعند وصول القوات ومباشرتها إخلاء الساكنين تعرضت لإطلاق نار كثيف من سلاح رشاش وقنابل يدوية فتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، ونتج عن ذلك مقتله، كما استشهد رجل أمن وأصيب آخران بإصابات طفيفة. تلا ذلك إعلان القبض على أحد المشاركين في العملية، ففي صباح الأحد الموافق 10/ 5/ 1428 ه تمكنت قوات أمننا الباسلة من إلقاء القبض على أحد المطلوبين أمنياً والذي سبق الإعلان عنه لمرافقته الهالك الردادي أثناء تنفيذ ذلك الاعتداء، في منطقة صحراوية جنوب مدينة حائل بمسافة مائة كيلو متر تقريباً. وفي صباح يوم الاحد الموافق 1/ 7/ 1428ه تم القبض على مطلوب آخر سبق الإعلان عنه لدوره في هذا الحادث، في منطقة الجوف. وفي يوم الأحد الموافق 2/10/1428ه ألقت قوات الأمن القبض على مطلوب أمني ثالث سبق الإعلان عنه لمشاركته في الاعتداء على المقيمين الفرنسيين، وذلك من خلال عملية أمنية بدأت قبل نهاية شهر رمضان المبارك واستمرت خلال أيام عيد الفطر في منطقة صحراوية وعرة بالقرب من مركز الجفدور إلى الشمال الغربي من المدينة المنورة، وبذلك تكون الجهات الأمنية قد تمكنت بعون الله من ضبط جميع المشاركين في الاعتداء الآثم بعد ثمانية أشهر من الحادثة. الجهات الأمنية قبضت على المجرمين خلال 8 أشهر من الحادثة كما أطاحت قوات الأمن بثمانية متهمين جميعهم (سعوديو الجنسية) ممن ارتبطوا بعلاقة مباشرة مع الجناة وتعاونوا معهم أو تستروا عليهم، حيث سبق التحذير بأن كل من يتعامل مع هؤلاء الجناة أو يؤويهم أو يتستر عليهم سوف يعتبر شريكاً لهم. وقائع وأرقام من الجلسات وعلانيتها بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض في يوم الأربعاء الموافق 4/ 9/ 1431 نظر الدعوى المرفوعة من الادعاء العام على 14 سعودياً تورط بعضهم بالمشاركة في الحادثة والبعض الاخر بالتستر على الجناة أو مساعدتهم عن طريق تقديم الأسلحة لهم أو تظليل الجهات الأمنية عنهم، واقيمت لهذه القضية في المحكمة الجزائية 20 جلسة وتم مراعاة اعطاء المتهمين فرصة ووقت كاف جداً لاعداد دفوعهم في بعد التشاور مع وكلائهم أو محاميهم، كما شهدت أغلب الجلسات تغطية كبيرة من قبل وسائل الاعلام مما يسهم في علانية الجلسات واطلاع الرأي العام على مستجدات القضية. القضاء يقول كلمته وبالأمس القضاء السعودي أبا إلا أن يحق الحق ويدين المتهمين الذين ضلعوا بهذا الاعتداء الإرهابي مستعينين بالله ومهتدين بالكتاب والسنة ومسترشدين بالأدلة والقرائن واعترافاتهم المصدقة شرعاً والتي تدينهم, وقررت المحكمة الحكم على المتهمين الأول والثاني بالقتل تعزيراً وإدانة 12 آخرين بتهم مختلفة والحكم عليهم بالسجن من 3 سنوات إلى 23 عاماً ومنعهم من السفر مدة مماثلة لسجنهم.

مشاركة :