الاقتصاد والنفط يخفقان في تعزيز ثقة المستثمرين بالأسهم

  • 5/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم تَحِد مؤشرات الأسهم العالمية الأسبوع الماضي عن مسار التوقعات التي رافقت بداية شهر مايو/أيار ونذر موسم الصيف الفاتر عادة في أسواق المال العالمية، زاد من فتورها بيانات مخيبة للآمال سواء في الصين أو الولايات المتحدة. فشل ارتفاع النفط وهبوط الدولار في منح الأسهم العالمية مزيدا من القوة التي احتاجت إليها على مدار الأسبوع كي تفلت من الخسائر،خاصة بعد صدور تقرير إعانات البطالة الأمريكي الذي كشف عن زيادة غير متوقعة في عدد طالبي الإعانات تلاه تقرير الوظائف الذي كشف عن تراجع مفاجئ مسجلاً 160 ألف وظيفة فقط خارج القطاع الزراعي بينما ارتفعت التوقعات إلى حدود 200 ألف وظيفة. وكانت الأسهم الآسيوية قد انطلقت الاثنين على وقع موجة بيع في اسهم البنوك الأسترالية وتراجع في مؤشر نيكي بنسبة 3% تحت ضغط الين القوي في حين كانت أسواق الصين وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة مغلقة في يوم عطلة عامة. وعاشت الأسهم الأوروبية يوماً متقلباً بانتظار مزيد من البيانات في حين حققت الأسهم الأمريكية بفضل تراجع الدولار صموداً في بيئة محبطة تسببت بها أسهم شركة آبل التي سجل سهمها تراجعا في إبريل /نيسان بلغ 14% ليكون أسوأ شهر منذ يناير /كانون الثاني 2013. وانتعشت الأسهم الآسيوية الثلاثاء بعد المفاجأة التي صدرت عن البنك المركزي الأسترالي بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس لينضم إلى جوقة البنوك المركزية التي تعمل على تحفيز اقتصاداتها بالدعم النقدي. وقاد المؤشر الأسترالي الأسهم الآسيوية إلى صعود لم يصمد طويلا بسبب تقرير القطاع الصناعي الصيني لشهر إبريل الذي جاء مخيباً للآمال حيث سجل 49.4 نقطة مقارنة مع 49.7 نقطة للشهر الذي سبقه و49.9 نقطة توقعات طومسون رويترز. وانسحب تأثير ما جرى في آسيا على الأسواق الأوروبية والأمريكية جراء مخاوف تتعلق بالنمو الاقتصادي العالمي لينهي مؤشر ناسداك على خسارة 140 نقطة بينما تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1%. وتراجع أداء الأسهم الآسيوية الأربعاء وسط مخاوف مما جرى في وول ستريت زاد من تأثيرها تراجع أسعار النفط حيث تراجع الخام الأمريكي الخفيف بنسبة 2.5% ليصل إلى 43.60 دولار للبرميل. وتراجعت الأسهم الأوروبية بتأثير نتائج الشركات خاصة قطاع التعدين وفقد مؤشر يوروستوكس 600 حوالي 0.8%. كما قاد قطاع الطاقة الأسهم في وول ستريت نحو مزيد من التراجع بعد أن كشفت بيانات معلومات الطاقة عن زيادة في المخزونات الأمريكية ب 2.8 مليون برميل. وكان أداء الأسهم الخميس مختلفا مستفيدا من الانتعاش الطارئ على أسعار النفط بسبب تهديدات الإنتاج الناجمة عن حرائق في كندا عطلت إنتاج الزيت الصخري في بعض الحقول فضلا عن النزاع في ليبيا. ولم يقتصر الانتعاش على الاسهم الآسيوية بل تعداه إلى أوروبا التي تترقب تقرير الوظائف الأمريكي حيث سجلت مؤشراتها مكاسب بلغت حوالي 0.5% وسطياً. وعادت موجة الانتكاس في آسيا صباح الجمعة بعد تخفيض البنك المركزي الأسترالي توقعاته بشأن التضخم في حين تراجعت الأسهم الأوروبية تحت تأثير تقرير الوظائف الأمريكي لكن ما حصل في وول ستريت كان مختلفاً حيث استفادت الأسهم من مكاسب حققتها أسعار النفط لتعوض كافة المؤشرات خسائرها وتنهي على مكاسب محدودة. وفي ظل تغير عوامل التأثير على مدار الأسبوع سادت حالة من التذبذب في أداء المؤشرات انتهت إلى دوران الأسهم في محيط أدائها للأسبوع الذي سبقه دون أن تستطيع الانفكاك من اللون الأحمر رغم أن الخسائر كانت محدودة. وتصدر القائمة مؤشر نيكي الذي أرهقته المكاسب المستمرة للعملة الوطنية بتأثيرها على حركة الصادرات لينهي عند 16106.72 نقطة فاقدا 3.36%. وجاء مؤشرا داكس وفاينانشل تايمز 100 في المرتبة الثانية بخسائر تراوحت حول 1.80% بينما أنهت المؤشرات الرئيسية الأخرى على خسائر دون 0.50%. تقرير الوظائف أرسل تقرير الوظائف موجات قلق متلاحقة في الأسواق أججت المخاوف من تأجيل رفع أسعار الفائدة في يونيو/حزيران كما بددت فرص رفعها هذا العام. وانعكس ذلك على أداء السندات حيث حققت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب لافتة بعد صدور التقرير وسجل العائد على فئة السنتين منها وهي التي تتحرك عكسيا مع أسعار السندات، تراجعا زاد عن نقطتين ليستقر عند 0.71% مقارنة مع 0.77% بنهاية الأسبوع الذي سبقه.وتراجع الدولار بشكل لافت مقابل سلة العملات الرئيسية وبلغ أدنى مستوى له مقابل الين منذ 18 شهراً عند 107 ينات للدولار كما حقق اليورو بعض المكاسب لينهي عند 1.14 دولار.وعلى مدى خمسة أيام تابع المستثمرون في الذهب مؤشر حركة الدولار حيث تجاوز سعر الأونصة يوم الثلاثاء حاجز 1300 دولار قبل أن يستقر بنهاية الأسبوع عند1294 دولاراً بمكاسب أسبوعية بلغت دولاراً واحداً.وشهدت أسعار النفط مزيداً من التقلب رغم انطلاقتها القوية بداية الأسبوع وسط تقارير متضاربة حول آفاق الزيادة في الإنتاج سواء من دول أوبك أو من خارجها فضلا عن تقرير هيئة معلومات الطاقة الأمريكي الذي كشف عن زيادة بحدود 2.8 مليون برميل.لكنها اكتسبت زخما جديدا بنهاية الأسبوع عوضها 1.7% من الخسائر لينهي برميل برنت عند 45.77 دولار بخسائر أسبوعية بنسبة 4.9%.المستهلكون في الولايات المتحدة يولدون انتعاشاً جيداً في الاقتصاد الأمريكي على الرغم من كونه متواضعاً. ونحن نعتقد أن الانتعاش يجب أن يكون أقوى لكي يحقق مكاسب إضافية في سوق العمل والتوظيف اللذين بدأ تأثيرهما ينعكس بالفعل على تضخم الأجور والأسعار. وقد تدفع محدودية سوق العمل وارتفاع معدلات التضخم لمواصلة بنك الاحتياطي الفيدرالي لجولات رفع أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الحالي. ومن المتوقع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة ربما مرتين حتى نهاية عام 2016. ومع ذلك، فإن الأسواق المالية لا تزال غير مقتنعة بذلك، وقد تتعرض لصدمة أخرى عندما يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في الاستجابة لأسس الاقتصاد الأمريكي.

مشاركة :