ترجمة : وائل بدر الدين يبدو مستقبل شركة تاكاتا اليابانية المتخصصة في صناعة الوسائد الهوائية الخاصة بالسيارات على المحك بعد الحملة الواسعة التي أجرتها الشركة باستدعاء عدد كبير جداً من السيارات التي تعمل بنظام النفخ السريع للوسائد الهوائية بغرض صيانة التقنيات التي تعمل بها. واتسعت دائرة طلب مراجعة المنتج في الولايات المتحدة لتصل إلى أكبر مستوى لها تاريخياً بنحو 30-40 مليون سيارة تحتوي على ذلك النظام، وهو العدد الذي لن تتمكن الشركة من التعامل معه واستبداله جميعاً حتى العام 2019. وقد أضرت فضيحة الخلل الذي يعانيه النظام الذي تنتجه الشركة بسمعتها كثيرا، علاوة على تأثر علاقاتها مع عملائها من منتجي السيارات في جميع أنحاء العالم، والأسوأ من ذلك كله تراجع أسهمها بطريقة دراماتيكية في البورصة. وأقرت الشركة بعد انتشار فضيحتها أنها ستواجه تحديات كبرى ربما تصل إلى استحالة استمراريتها وإعلان إفلاسها. قال سكوت أوفام مؤسس فالينت ماركت ريسيرش للأبحاث إنه يعتقد أن الفضيحة التي تلاحق شركة تاكاتا اليابانية ربما ترغمها على إعلان إفلاسها، إلا أنه استطرد قائلاً: لا أعتقد أنها النهاية الفعلية للشركة، حيث إنها ستنشأ مرة أخرى كشركة أصغر حجماً مما هي عليه الآن بتركيز أكبر على منتجات أخرى. هبوط آخر وشهدت أسهم الشركة اليابانية التي هبطت سابقا هبوطا إضافيا بمقدار 8.6% يوم الجمعة الماضي، وهو ما تلا الانخفاض المريع لأسهمها التي انخفضت بمقدار 80% خلال العام الماضي في خضم تزايد القلق المرتبط بما ستؤول إليه الأمور على خلفية الفضيحة. وقد ظهر بوضوح الخلل الذي يعانيه نظام نفخ الوسائد الهوائية الخاصة بالسيارات والذي تنتجه الشركة، حيث قالت هيئة السلامة الأمريكية إنه وعند انتفاخ الوسائد الهوائية فإنها تطلق شظايا معدنية تؤدي إلى حدوث إصابات بالغة، بل وأنها أدت إلى وفيات أيضاً، علاوة على المشكلة الأخرى التي تتمثل في تسرب واندفاع الغاز الضاغط للوسائد الهوائية. وأضرت حملة الاستدعاء الواسعة بسمعة المنتج الياباني لتصل بها إلى الحضيض بعد الإشارات التي بينت رغبة الشركة إعلان إفلاسها بعد الفضيحة التي طالت أرجاءها نتيجة للخلل الخطير الذي يعانيه نظام النفخ السريع للوسائد الهوائية الذي تنتجه، وهو النظام الذي يعتبر الأكثر ربحية بين جميع الأنظمة الأخرى التي تتكامل لتشكيل منظومة عمل الوسائد الهوائية في السيارات. وأضاف أوفام أنه لم يتمكن حتى الآن من تحديد الطريقة التي ستتمكن بها الشركة من الخروج من أزمتها، مشيراً إلى أن من بين الحلول المتاحة أن تقوم الشركة بالانسحاب من السوق تدريجيا للانطلاق مرة أخرى أو إيجاد شراكة من احد المصنعين الآخرين. وظهرت حدة الأزمة التي تواجه الشركة حينما أعلنت هوندا التي تعتبر أكبر عميل لمنتج تاكاتا أنها ستوقف استخدام نظام النفخ السريع للوسائد الهوائية في سياراتها قيد التطوير. ولم تورد الشركة أية معلومات حول تكلفة عملية الاستدعاء الواسعة لمنتجها المعطوب. غرامة أمريكية فرضت السلطات الأمريكية غرامة بلغت 70 مليون دولار على الشركة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن أنها خضعت لتحقيقات جنائية بواسطة وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق من العام الماضي، وهي التحقيقات التي ربما ستؤدي إلى مزيد من الغرامات المالية على الشركة أو سجن مسؤوليها التنفيذيين. وتلقت الشركة التي تواجه حالياً العديد من التحديات انتقادات واسعة لتجاهلها النداءات الكثيرة التي طالبتها بمعالجة مشكلة نظام النفخ السريع للوسائد الهوائية للعديد من السنوات، حيث لزم مسؤولوها الصمت حتى الصيف الماضي حينما قدم الرئيس التنفيذي للشركة اعتذاره عن حالات الوفاة والإصابات التي تسبب فيها منتج شركته، وعن عدم توضيح المسألة للعامة. يذكر أن الشركة واجهت في العام 2013 فضيحة أخرى تمثلت في اعتقال واعتراف 3 من المسؤولين التنفيذيين للشركة بدورهم في مؤامرة للتلاعب في أسعار أنظمة أحزمة الأمان التي تنتجها الشركة اليابانية للولايات المتحدة.
مشاركة :