سبق وتحدثت في حلقات سابقة عن كتابة سير المثقفين الذاتية في مجال الفنون الأدائية، وهنا الحديث عن كتاب "التياترجي: منير مراد" لوسام الدويك. وأخرج من هنا الكتب التي وضعها صحفيون بعضهم مهذارون يضعون فيها تخرصاتهم ومكبوتاتهم وبعضهم الآخر يؤلف كتابه تحت بند "بقشة دلالة" تجميع مواد صحفية عشوائية مثل فوميل لبيب ومفيد فوزي وجورج إبراهيم الخوري وصالح الغريب ومحمد التابعي وحنان فوزي.. أو مواد صحفية بصورة مقالة أو شهادة وضعتها بنوايا حسنة شخصيات ثقافية وكتبتها بلغة أدبية جميلة، وجمعت في كتب مثل خيري شلبي ورياض جركس ويوسف الشريف وصالح مرسي وأمير العمري وفاطمة المرنيسي.. أو كتب رخيصة تحتوي على مقالة تعريفية وحوار صحفي محشور ضمن نصوص أغنيات وهي كثيرة جداً، ومنها ما حمل اسم أيمن الحكيم عن بليغ حمدي والشيخ إمام.. أو حتى الموسوعات الصغيرة والكبيرة، وهي إما مخصصة لقطر عربي وإما تدعي الشمولية، وهي لا تعدم الاختيار والانتقاء كما لا يخفى في بعضها التلفيق والاستعجال أو المبالغة والتبخير، وقد وضع منها فكري بطرس وعبد الحميد توفيق زكي وأحمد الجندي ومحمد بو ذينة ومحمد سعيد ومحمد قابيل. وأما كتب السيرة الذاتية المقصودة- سأوردها باسم المؤلف والشخصية وتاريخ صدور الكتاب-، فقد جاءت على اتجاهين إما وضعت من قبل متخصصين أكاديميين – بعضها تجميعي متهافت وبعضها متعالم بادعاء إلا أنها تكشف عن الإكراه الأكاديمي في أكثرها - مثل محمود الحفني عن سيد درويش (1950)، وابنته رتيبة عن منيرة المهدية (2001) وأم كلثوم (1997)، ومحمد عبد الوهاب (1991) ومحمد القصبجي (2006)– وهناك عن رياض السنباطي لم تتمكن من نشره حتى الآن-، وسهير عبد الفتاح وضعت كتابين جدليين بامتياز عن أم كلثوم (1994) ومحمد عبد الوهاب (1992)، وشريفة زهور عن أسمهان (2006)، وفرجينيا دانيلسون عن أم كلثوم (2002)، وإيزابيل صياح بوديس عن أم كلثوم (2008)، وفريدريك لا غرانج ومصطفى سعيد ومحسن صوة عن يوسف المنيلاوي (2011)، وإيمان مهران عن يونس القاضي (2004).. وإما من قبل باحثين مستقلين بعضهم متعصب مهووس وبعضهم مجد وقادر مثل صبري أبو المجد عن زكريا أحمد (1963)، ومحمود كامل عن محمد القصبجي (1971) (الذي سرقته رتيبة الحفني بدم بارد)، وحسن درويش عن سيد درويش (1982)، وصميم الشريف عن رياض السنباطي (1988)، وكمال النجمي عن محمد عبد الوهاب (1977)- من أجمل ما كتب النجمي-، ومبارك العماري عن محمد بن فارس (1991-1993-1996)، وأسعد مخول عن نور الهدى (1996)، وعلي حسني النجار عن محمد عبد الكريم (1997)، ومحمود أبو غزالة عن توفيق الباشا (1998)، وأحمد بوبس عن محمد محسن (2008)، وأحمد الحمروني عن حسيبة مسيكة (2007)، وإلياس سحاب وفيكتور سحاب عن أم كلثوم (2003)، ولطفي المرايحي عن أمين حسنين (2004)، أمير العمري عن الشيخ إمام (2009)، وكمال لطيف سالم عن ناظم الغزالي (1986)، وقدري محمد دلال عن صبري مدلل (2007).