من الطبيعي أن يطمح كلُ منا أن يكون ذا تأثير، أو حتى ينتهج سياسة رائد الأعمال الاجتماعي. وهذا لا يعني أن يبدأ كل شخص مؤسسته الخاصة. ولكن على الجميع أن ينتهجوا هذه السياسة. وذلك من خلال التحلي بمجموعة مهارات وعقلية؛ لمساعدة الأفراد على تحديد القضايا التي تهمهم ومعرفة كيف يمكنهم المساهمة في التغيير الاجتماعي. إن ريادة الأعمال الاجتماعية هي تدارك القضايا المجتمعية ومناقشتها بما يسمح لك بإيجاد طرق للمساهمة في إحداث التغيير. لا شك أن الكثير من الناس لديهم شعور بالعجز واليأس. حيث يشعرون بأنهم يسيرون في مسار وضعهم عليه شخص آخر. ويرغبون في فعل شيء مؤثر ولكنهم يفتقرون إلى القدرة على التأثير. إنهم لا يمنحون أنفسهم الإذن برؤية المشاكل لاعتقادهم بعدم تمكنهم من فعل أي شيء حيالها. على سبيل المثال: لا يتعمق مقدمو الرعاية الصحية في الظروف المعيشية للمرضى رغم أن هي التي تسبب المشاكل الصحية. وأدى ذلك إلى قول أحد الأطباء: “أعلم أنها تعيش في شقة موبوءة بالعفن، ولا أسأل عن تلك المشاكل؛ لأنه لا يوجد ما يمكنني فعله”. لذا فالشعور بالقدرة على الفعل هو الذي يخرجنا من حالة الشلل السائدة في عالم اليوم. نحن جميعًا بحاجة إلى ما يكفي من الثقة والقدرة على رؤية أنفسنا كجزء من المشكلة وقادرين على المساهمة في التغيير الإيجابي. فهرس المحتوي Toggle دراسة حالة عن رائد اجتماعي إيجابي النتائج عوامل حدوث تغيير اجتماعي دراسة حالة عن رائد اجتماعي إيجابي فلنتخذ مؤسسة الفنار للمشاريع الخيرية في لبنان لدعم المجتمعات المهمشة مثالًا على الريادة الاجتماعية؛ حيث نفذت مديرة المؤسسة الفكرة من خلال العمل مع المنظمات الشعبية التي تخدمها. وهي تعد من أوائل رواد الأعمال الاجتماعية، وولدت ونشأت بمخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وبالتالي استطلعت مريم الشعّار آراء النساء حول العمل الذي يرغبن فيه. وطرحت فكرة الطهي. إنه عمل مقبول اجتماعيًا وثقافيًا. وكان لديها بالفعل فرصة للنجاح خلال وضع جيوسياسي واقتصادي يصعب فيه نجاح أي عمل تجاري. وقدمت لهم شركة الفنار التمويل الأساسي والدعم الفني لمساعدتهن على بدء شركة لتقديم الطعام أطلقوا عليها اسم ”سفرة“ وهي كلمة عربية تعني مائدة مليئة بالعديد من الأشياء الجيدة للأكل. وبعد مرور عام قررن تجربة نموذج شاحنة الطعام. في عام 2015. غيّر ذلك كل شيء. إذ انتقلت الفكرة من وجود 100 متبرع يدعمون جميع مشاريع الفنار إلى 800 شخص يدعمون “سفرة” فقط. كما أنها كانت مساهمات صغيرة غيرت ممارسة العمل الخيري المغامر من شيء يشارك فيه أصحاب الثروات الكبيرة إلى نهج ديمقراطي. النتائج ولّدت الحملة وعيًا حول سفرة ومريم والنساء اللاتي يعملن معها. حيث تولى مخرج أفلام عن العدالة الاجتماعية إنتاج فيلم وثائقي تم استعراضه في صحيفة “نيويورك تايمز”. وفي الفيلم الوثائقي قالت إحدى المشاركات: “يمكن للمرأة أن تفعل أي شيء”. وبالنسبة لجميع النساء المشاركات أصبحت ”سفرة“ سببًا للنهوض وارتداء الملابس والظهور في مكان ما. ووسيلة لكسب المال. وهذا أمر مهم للغاية. ومع ذلك شعرتُ بأن الفرق الأكبر هو الطريقة التي نظر بها النساء إلى أنفسهن. إحساسهن بالوكالة. كان ذلك قويًا جدًا. يهتم البعض بعدد الأفراد المتأثرين بالمبادرات الاجتماعية. وعادة ما يركز رائد الأعمال الاجتماعي على تلك الأعداد لدرجة أنهم يغيرون أنشطتهم للحصول على أرقام أكبر. حيث يعقد أحدهم ورش عمل تدريبية للشباب؛ لأن ذلك يتيح له الوصول إلى آلاف الأشخاص. لكن تدريب الشباب هو أداة من الأدوات. وليس نتيجة، ولا يعد تغييرًا اجتماعيًا. ففي حالة النساء العاملات بمبادرة “سفرة”، التابعة لمؤسسة الفنار، نلاحظ أن النساء أصبحن صانعات قرار في أسرهن ومجتمعهن. وبالتأكيد هذه الأنواع من التغييرات الاجتماعية هي التي تغير العالم. .إن التتبع الجنوني للأرقام هو أمر يجب أن يتغير في القطاع الاجتماعي. خاصة بين الممولين. وعلى الرغم من صعوبة تغيير ذلك. إلا أن ابتكار طرق مختلفة لتوضيح أهمية استثمار معين في مؤسسة اجتماعية ما يمكن أن يساعد على تغيير فهمنا للتأثير. عوامل حدوث تغيير اجتماعي توجد طرق عديدة للمساهمة في التغيير الاجتماعي، أبرزها: ريادة الأعمال، وريادة الأعمال الداخلية، وريادة الأعمال الاستكشافية. ريادة الأعمال هي بدء شيء جديد، والداخلية هي الابتكار داخل مؤسسة قائمة، أما الخارجية فهي إيجاد طرق مبتكرة للتعاون وإحداث التغيير عبر حدود المؤسسات المتعددة. كما أن النزول على أرض الواقع والتحدث مع الناس يمكّن الرواد من وضع استراتيجية إيجابية لتنفيذ مراحل ريادة الأعمال الاجتماعية. فضلًا عن اللغة المستخدمة للتواصل. ودراسات الحالة التي تعد مراجع للباحثين. لذلك هو عمل شاق للغاية ولكنه سوف يغير مفهوم رائد الأعمال الاجتماعي. إذًا من خلال إشراك الناس واختبارهم والحصول على تعليقاتهم في كل مرحلة تتطور الأفكار. وما تنفذه في نهاية المطاف يكون دائمًا مختلفًا تمامًا عما كنت تعتقده عندما بدأت. هذه هي ريادة الأعمال الاجتماعية. بقلم/ تيريسا شاين المقال الأصلي: ( من هنـا) الرابط المختصر :
مشاركة :