فشلت قوات النظام السوري في محاولتها اقتحام سجن حماة المركزي في وسط البلاد لإنهاء حالة العصيان التي ينفذها نحو 800 سجين منذ مطلع الأسبوع، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تمديد الهدنة في حلب واللاذقية 72 ساعة، وأعلن تنظيم داعش السيطرة على حقل نفطي غربي تدمر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أصدره، أمس السبت، أن التوتر لا يزال يسود سجن حماة المركزي عقب محاولات نفذتها قوات النظام لاقتحام السجن، بعد استهدافه بالرصاص المطاطي والرصاص الحي، وإطلاق غازات مسيلة للدموع، خلفت إصابات عدة، وجرحى وحالات اختناق في صفوف السجناء. وأضاف المرصد لا يزال نحو 800 نزيل في سجن حماة المركزي يستمرون في العصيان منذ مطلع الشهر الحالي، دون أن تتمكن سلطات السجن حتى الآن من إنهاء العصيان أو اقتحام السجن. وحاولت قوات النظام، مساء الجمعة، اقتحام السجن بعد فشل المفاوضات مع السجناء وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الذي أشار إلى أن قوات الأمن لا تزال في داخل السجن، لكنها خارج العنابر. وبحسب المرصد، احتجزت قوات الأمن، الجمعة، عدداً من أهالي السجناء الذين تجمعوا قرب السجن، حيث كانوا قلقين على مصير أبنائهم. ويظهر في شريط الفيديو المسرب من داخل السجن، الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ممر طويل تندلع النيران في آخره على وقع إطلاق رصاص مطاطي وصيحات التكبير. ويسمع أحد السجناء وهو يتحدث عن حالات اختناق حادة محدداً مكانه، وتاريخ يوم الجمعة. وقال المرصد، إن السلطات أفرجت منذ بدء العصيان عن 46 سجيناً على الأقل. ولا تزال المياه والكهرباء مقطوعة عن السجن، لكن السلطات سمحت بدخول بعض الطعام الجمعة. وبدأ السجناء حالة التمرد، الاثنين الماضي، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم، وعلى نقل رفاقهم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق، حيث تم الإعدام لعدد من المعتقلين، ويطالبون بالإفراج عنهم أو محاكمتهم، وفق المرصد. وتمكنوا من احتجاز عشرة عناصر من حراس السجن كرهائن. وناشدت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية، الجمعة، الجهات الدولية التدخل لمنع مذبحة وشيكة خلال الساعات القادمة بحق المعتقلين. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، إن معظم المعتقلين في حماة، هم من السجناء السياسيين، محذرة من أعمال انتقامية قاتلة ينفذها النظام وداعية حلفاء دمشق لممارسة ضغوط لتفادي مجزرة جديدة في سوريا. وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في بيان، الجمعة، إن مئات الأرواح في خطر، وأحض السلطات على اللجوء إلى وساطة أو بدائل أخرى بدلاً من القوة. ويقدر المرصد السوري، وجود أكثر من مئتي ألف شخص بين معتقلين ومفقودين داخل سجون النظام منذ عام 2011. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إيرانية، أن 13 مستشاراً عسكرياً من أعضاء الحرس الثوري الإيراني قتلوا، وأصيب 21 في الأيام الماضية في منطقة حلب شمالي سوريا. ويتحدرون جميعهم من مازندران شمالي إيران، كما قال حسين علي رضائي الناطق باسم الحرس الثوري في هذه المحافظة لوكالتي أنباء فارس والطلابية الإيرانية (ايسنا). وهذه الخسارة هي الأكبر التي تعلنها طهران منذ تدخلها في النزاع السوري إلى جانب القوات النظامية. بدورها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (ارنا) هذه المعلومات، وأوضحت نقلاً عن الحرس الثوري في مازندران، أن المقاتلين الإيرانيين قتلوا أو أصيبوا في بلدة خان طومان جنوب غربي حلب. في أثناء ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مركز التنسيق الروسي في مطار حميميم على الساحل السوري، أنه تم تمديد فترة هدنة في حلب شمالي سوريا واللاذقية على الساحل لمدة 72 ساعة، اعتباراً من الساعة الواحدة، فجر يوم أمس السبت، وأوضح المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن مسلحي جبهة النصرة يواصلون الأعمال الاستفزازية الرامية إلى انهيار نظام التهدئة في حلب، مشيراً إلى أن التنظيم أطلق النار عشوائياً من أنظمة مدفعية محلية الصنع على أحياء عدة في المدينة، وقصف بالمدفعية بلدتي حندرات وحيلان. وأشار إلى أن مسلحي جبهة النصرة، حاولوا أيضاً الجمعة محاصرة حلب من جهة الجنوب، إضافة إلى قيامهم بشن هجمات على بلدات خان طومان والخالدية والحمرا. وعاد قسم من الأهالي إلى منازلهم في حلب، أمس، وفتحت المدارس في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف. ومع توقف المعارك التي أوقعت قرابة 300 قتيل من 22 إبريل إلى 5 مايو، بدأت بعض العائلات تعود إلى منازلها في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن ملتزمة بالحفاظ على هذه الهدنة لأطول وقت ممكن، والهدف هو التوصل إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سائر أنحاء سوريا. وقال المرصد، إن تنظيم داعش علق جثث عشرة من الجنود السوريين قتلوا خلال المعارك العنيفة على سور حديقة في دير الزور. وفي بادرة أقل تشاؤماً، قدمت، مساء الجمعة، فرقة أوركسترا الشرطة والجيش السورية، حفلة موسيقية على مسرح مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص، بعد الحفلة التي قدمتها الخميس فرقة روسية بقيادة فاليري غرغييف بعنوان صلاة من أجل تدمر: الموسيقى تحيي الجدران العتيقة. إلى جانب ذلك، أعلن تنظيم داعش سيطرته على أجزاء من حقل المهر للغاز الطبيعي، الواقع شمال غربي مدينة تدمر الأثرية في سوريا. وكان التنظيم أعلن مؤخراً سيطرته على أجزاء واسعة من حقل الشاعر النفطي في ريف حمص، وذلك بعد معارك استمرت لأيام مع الجيش السوري. (وكالات) سقوط قذيفة صاروخية من سوريا في جنوب تركيا ذكرت مصادر أمنية تركية أن قذيفة صاروخية مصدرها الأراضي السورية سقطت أمس في أرض خالية، بولاية كلس جنوبي تركيا، من دون وقوع إصابات. وأفادت المصادر أن القذيفة سقطت في أرض خاليةٍ في حي نجم الدين أربكان، مشيرةً إلى وجود خسائر مادية طفيفة في المباني المحيطة، من دون وقوع قتلى أو جرحى. وعقب سقوط القذيفة، قصفت وحدات من الجيش التركي، المنتشرة عند المناطق الحدودية، مواقع تابعة لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية. (د.ب.أ)
مشاركة :