أكد خالد عبدالله تريم رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، أن العلاقة بين المجتمع والدولة في الوطن العربي أمر يشغل بال الناس على اختلاف مشاربهم الفكرية، وتنوع مسؤولياتهم الوظيفية، وتعدد مؤهلاتهم التعليمية، الأمر الذي يتطلب من الجميع وقفة جادة، لمناقشة مساراتها ومحتوياتها وإشكالياتها، وتحديد أبعاد مستقبلية لتلك العلاقة، نظراً لأهميتها البالغة في تحقيق استقرار وأمن الأوطان. قال خالد عبدالله تريم في كلمته أمام المؤتمر السنوي السادس عشر لمركز الخليج للدراسات، التي جاءت تحت عنوان العلاقة بين الدولة والمجتمع في الوطن العربي، إن تلك العلاقة تحتل مساحة كبيرة في عقول العناصر البشرية في المجتمعات كافة، إذ إنها تقرر كيف سيكون شكل التقدم والتطور في المجتمعات، وتحدد شروط الاستقرار أو فقدانه، فضلاً عن إمكانيات حماية البلدان من المخاطر المحدقة بها. مخاضات التغيير وأضاف أن السؤال الذي يطرح نفسه من خلال فعاليات المؤتمر يكمن في كيف سيكون الحال في مجتمعات تعيش مخاضات التغيير، وتهيمن فيها ظروف الانفلات، وتسود في جنباتها الفجوة بين كثير من فئاتها، كما هو حاصل في بعض أطراف وطننا العربي؟ وأوضح أن الوضع الذي نراه في بلدان عربية، يحتم على المفكرين في الوطن العربي أن ينظروا بعمق، لما ينبغي أن تكون عليه هذه العلاقة حتى تؤخذ في الحسبان ممن يملكون القدرة والإرادة في السياسات والخطط والبرامج التي يضعونها. وقال: مؤتمرنا السادس عشر لم يفارق التقليد الذي سرنا عليه من حيث اهتماماته، ومن حيث انفتاحه على جمهوره. فقد اعتدنا في مؤتمراتنا السنوية أن نسلط الضوء على قضية مهمة تشغل أمتنا العربية، وأن نعمل الفكر في أسبابها، وفي نتائجها، وفي كيف ينبغي التصدي لها. وهو تقليد سار عليه المؤسسان الراحلان تريم وعبدالله عمران. ونحن نعمل دائماً كي يبقى المسار الذي أرسياه ماضياً في طريقه، متمكناً في بيئته، محاطاً بالرعاية والإقبال من جمهوره. وأكد: نحرص على الدرب الذي شقه الراحلان تريم وعبدالله عمران، لأنه درب أثبت نجاعته، ولأنه درب زينته القيم والأخلاق، ولأنه درب جعل من هموم الأمة والوطن في قمة سلم غاياتهما. خلفان الرومي وأفاد: نود أن نتذكر العم خلفان الرومي الذي انتقل إلى جوار ربه، حيث فقدنا فيه والداً لنا، وصديقاً وفياً، ورفيق درب للمرحومين. كما عرفنا فيه رجلاً دمثاً في أخلاقه، كريماً في معاملاته، واسع الصدر في علاقاته. وقد أحبه الناس لخصاله الجميلة، ولتفانيه في خدمة المجتمع والبلاد. رحمه الله وأنزله خير منزل. وأوضح: لكي نواصل المسيرة لا يكفي أن نصون المنجزات التي حققتها دار الخليج في مجال مطبوعاتها، وإنما نعمل للبناء عليها سواء بتطوير القائم منها، أو تمكينها من التقنيات الحديثة التي أصبحت ضرورية للقيام بالمهمة الإعلامية، والدار تقوم أيضاً بتوسيع وتطوير الأنشطة المجتمعية التي أخذت على عاتقها الانخراط فيها، أعني الدراسات والتدريب وتشجيع الإعلاميين. وكما وعدناكم في مؤتمرنا السابق بتكريم الراحلين معاً، فقد تم تغيير مسمى مؤسسة تريم عمران إلى مؤسسة تريم وعبدالله عمران للأعمال الثقافية والإنسانية. واستصحب هذا التغيير تعديل منوط بالجائزة الصحفية بحيث أصبحت تشمل بلدان مجلس التعاون الخليجي، كما تمت مضاعفة قيمة الجائزة. وسيتم اليوم توزيع الجائزة الصحفية التي شارك فيها لأول مرة صحفيون يعملون في بلدان مجلس التعاون. كما ونحن بصدد القيام بأعمال أخرى تكرمهما معاً. القضايا الجوهرية وقال: ولأن مؤتمراتنا على امتداد السنوات السابقة كانت سباقة في تناول القضايا الجوهرية التي تمس الوطن العربي، فقد وجدنا أن من واجبنا أن يطل المفكرون من منبرنا على هذه القضية الأساسية، وأن يمحضوها ما تتطلبه من تدبر وتأمل. وأكد أن القضية التي يطرحها المؤتمر، تحتاج من أهل الفكر إلى موازنة بين ضرورات أن يمتلك المجتمع القدرة على المشاركة الفعالة في صنع مستقبله، وفي تحديد أولوياته، وبين متطلبات تمكين الدولة من القيام بواجباتها من أجل تحقيق غايات المجتمع وأهدافه. فالعلاقة المطلوبة ينبغي أن تكون صحية تنبع من احتياجات المجتمع لا من أجندة خارجية، ومن قناعة بدور المجتمع ومنظماته في إغناء مسيرة التطور والتنمية في البلاد.وهذه مهمة أهل الفكر الذين يشاركون في مؤتمرنا السنوي هذا، لأن يرسموا معالم علاقة سليمة أساسها الثقة المتبادلة بين المجتمع والدولة، تستمد فكرها من واقع مجتمعاتنا ومتطلباتها. شكر وتقدير وتقدم خلال كلمته، لمقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصحاب السمو حكام الإمارات، بالشكر والتقدير على قيادتهم الحكيمة للبلاد وجهودهم الكبيرة التي ما انفكوا يبذلونها من أجل رفعة البلاد وتقدمها حتى أصبح بلدنا نموذجاً في الاستقرار والازدهار. يوسف الحسن: نهيان بن مبارك المعلم والقدوة والأنموذج أكد المفكر والدبلوماسي الدكتور يوسف الحسن، أن العلاقة بين الدولة الوطنية العربية وبين مجتمعها المدني، وما تواجهه تلك العلاقة من إشكاليات، يتطلب السعي المستمر نحو بناء علاقة صحية مثمرة بينهما، بما يعزز التماسك الوطني والهوية الوطنية، ومفاهيم المواطنة والمسؤولية الاجتماعية. وقال في كلمته الترحيبية أمام المؤتمر السنوي ال 16 لمركز الخليج للدراسات، أن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، يعد المعلم والقدوة والأنموذج، في تجسيد كل معاني الانتماء والوفاء، وقيم الخير والتسامح، فهو المثقف المسؤول الوطني والإنساني بامتياز، وأضاف: نعرف ما لهذه الدار الصحفية ومؤسسيها من مكانة عالية في قلبكم، وما للثقافة والإعلام والكلمة النافعة من منزلة في فكرك وسلوككم. وأضاف: اليوم وفي هذا المؤتمر السنوي الدوري، نستحضر دوماً من رحلوا إلى دار البقاء، من الرعيل المؤسس لهذه الدار، ونستحضر ذكرى تريم وعبدالله عمران، وكم تركا من أثر طيب، وسيرة عطرة ونموذج للمثقف المواطن الصالح، المتفاعل إيجابياً مع مجتمعه والمدافع عن التعبير الحر البناء، والباحث عن الحقيقة بدون خوف ولا تردد، ونذكر معهما الصديق المرحوم خلفان الرومي، الذي كان حاضراً في كل مؤتمراتنا السنوية، وداعماً لأنشطة هذه المؤسسة ولطموحاتها. واختتم الحسن: ما أكثر الحزن وما أعمق القلق في هذا الزمان المليء بالمرارات والنكبات حتى صار صعباً على المرء أن يجد منديلاً لمسح دموعه وأحزانه.. رحمهم الله جميعاً، وذكراهم ستظل حية في قلوبنا.
مشاركة :