ضخ 56 ألف مستثمر من 150 بلداً نحو 136 مليار درهم في سوق العقارات في دبي خلال 2015، وفقاً للتقرير السنوي لدائرة الأراضي والأملاك ما يُمثّل في الواقع قفزة بنسبة 24% مقارنة ب 2014، حيث بلغ إجمالي قيمة الصفقات التي يقوم بها المُشترون الأجانب في الإمارة 109 مليارات درهم، وذلك خير دليل على اهتمام المستثمرين الأجانب القوي بعقارات المدينة، بحسب أيمن يوسف، نائب رئيس شركة كولدويل بانكر العقارية في دبي. قال يوسف في تصريحات لالخليج: كانت دبي في واقع الأمر نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية على الدوام، وذلك يُعزى إلى مدى ملاءمتها للأعمال التجارية، والبنية التحتية الممتازة و البيئة الشبه مُعفاة من الضرائب - ولا نشير هنا إلى ضريبة الدخل، فضلاً عن عدم تقاضي أي ضرائب على أرباح رأس المال، إلى جانب منظومة الأعمال الآمنة والمُستقرة التي تُكمّلها رفاهية الحياة التي تجذب مشتري العقارات من جميع أرجاء العالم. عوائد التأجير وأضاف انتقلت دبي من كونها خياراً رائجاً لتصبح أحد الخيارات الذكية، وذلك عندما استقرّت عائداتها لأكثر من 7% (مع عوائد تصل إلى 10% لبعض العقارات)، في الحقيقة، يبدوا أن دبي الخيار الأنسب والأكثر عقلانية للمستثمرين لو قمنا بمقارنة بسيطة مع عوائد التأجير في لندن (التي تقدّر بنحو 3.5%)، وفي هونغ كونغ (التي تقدّر بنحو 2.82%)، وفي سنغافورة (التي تقدّر بنحو 2.83%). الطلب الأجنبي وأشار إلى أن دبي في الوقت نفسه، ارتقت لتحل في مصاف كل من لندن ونيويورك وباريس على صعيد العقارات الرئيسية، ويسعى كبار الأثرياء الآن لامتلاك عقارات تجارية وسكنية راقية في الإمارة، إذ تُشير الأرقام الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي أن ما يُقارب 75% من مشتري العقارات في الإمارة هم من الأجانب. دبي خيار عقلاني وتساءل يوسف: هل ستستمر ثقة المشترين الأجانب في سوق العقارات في دبي وفي الاستثمارات المستقبلية في الارتفاع؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي العوامل التي من شأنها تعزيز هذه الثقة؟ الاستثمار في قطاع السياحة وقال بصرف النظر عن عوائد التأجير المرتفعة وانخفاض مستوى الضرائب، فإن التوجه الناشئ في السوق العقاري يتمثل في الاستثمار في قطاع السياحة. لا تُركز دبي على هذا الإطار فحسب، وإنما تتوقع من خلال استضافة معرض إكسبو العالمي الذي سيُعقد في الإمارة في عام 2020 أن تُحقق السياحة مستويات غير مسبوقة، حيث إنه ووفقاً لما تشير إليه الجهات الحكومية، تسعى دبي إلى استقطاب أكثر من 25 مليون زائر خلال مدة تفعيل معرض إكسبو الذي سيمتد لستة أشهر، وذلك إلى جانب الحركة السنوية المتوقعة للزائرين الدوليين التي قد تصل إلى 20 مليون زائر بحلول عام 2020. المشاريع الجديدة وأشار يوسف إلى أنه في الفترة التي تسبق معرض إكسبو 2020، تحققت العديد من المشاريع العقارية الجديدة رفيعة المستوى في دبي، وهذا يشمل على سبيل المثال لا الحصر دبي باركس، وعين دبي، وأطول برج في العالم، وهذا من شأنه أن يُسهم دون أدنى شك في تعزيز صورة الإمارة بوصفها وجهة سياحية. الارتقاء بجودة المعيشة وأوضح أنه وبالتزامن مع كل هذا وذاك، تعمل حكومة دبي بحصافة ورُشد لجعل دبي خياراً ذكياً بالفعل للمستثمرين، وهذا سيُؤدي بالتأكيد إلى الارتقاء بجودة المعيشة فيها، وتزويد المُقيمين بأعلى مستويات الاتصال. ولو تدارسنا الأمر من منظور عقاري، لوجدنا أن كل هذه المساعي ستُترجم على أرض الواقع من خلال رغبة المزيد من المستثمرين باختيار دبي بوصفها الوُجهة الأمثل لامتلاك العقارات. سوق العقارات الفاخرة وقال: كانت لندن، حتى وقت قريب، محور التركيز الرئيسي للمستثمرين الذين يتطلعون لامتلاك أرقى العقارات، وذلك نظراً لبيئتها المواتية جداً لذلك، إذ تمتاز بطرازها الفاخر وأسلوب حياتها الجذاب، لكن بات الأمر مختلفاً الآن، إذ يتجه صفوة من يسعون لامتلاك العقارات الآن بعيداً عن سوق العقارات الفاخرة في لندن، ويتمثل السبب الرئيسي في ذلك إلى الزيادة الكبيرة في أسعار العقارات هناك شهد تضخماً في الأسعار بنسبة تصل إلى 107% منذ عام 2005 ناهيك عن ارتفاع قيمة الجنيه الاسترليني، والعروض غير المرنة للإسكانات داخل المدينة، إلى جانب تطلع المُشترين للامتلاك في أي مكان آخر. تفاؤل وأوضح، ببساطة، نحن متفائلون جداً بشأن قطاع العقارات في دبي وحالته الإيجابية على المدى الطويل. أما بالنسبة للمستخدمين النهائيين ذوي الدخول المستقرة، والذين يخططون للإقامة لفترات طويلة الأمد في الإمارة، فإن هذا هو الوقت المناسب لهم للشراء لا سيما أن الإيجارات في بعض المناطق قد تتجاوز أقساط الرهن العقاري. وعندما يتعلق الأمر بالمشترين الأجانب الذين يستثمرون في دبي، فإن أنظارهم تحط على السياق العام لسوق العقارات في دبي، إلى جانب المزايا التي تقدمها الآن وما تسعى لتقديمه في المستقبل. يُدرك المستثمرون جيداً أن التباطؤ الحالي هو بمثابة مرحلة تصحيح جيدة تحول دون حدوث أي ثغرات سلبية محتملة. وختم نائب رئيس كولدويل بانكر العقارية بالقول: إذا نظرنا إلى أسعار القدم المربع الواحد، يظهر جلياً أن العقارات في دبي تقدم أسعاراً جاذبة للغاية مقارنة مع العقارات في المناطق الرئيسية في الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، أو الهند. وعلى صعيد العقارات الرئيسية في مانهاتن، نيويورك، يُمكن للمرء أن يتوقع دفع 3 أضعاف السعر في دبي، بينما سيدفع المستثمرون في مايفير، لندن 5 أضعاف ذلك، وبالنسبة للعقارات في المواقع الرئيسية في مومباي في الهند، يُتوقع أن يدفع المرء ضعف المبلغ لامتلاك أحد المنازل مقارنة بمثيله في دبي. توقعات عقارات دبي 2016 حول توقعات عقارات دبي لعام 2016 قال يوسف: إذا أخذنا الطفرة المتوقعة على صعيد كل من الحركة التجارية والسياحة في دبي بعين الاعتبار، فإنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد بشكل ملحوظ ليلبي الحاجة في المعروض، وبالتالي تحقيق الاستقرار في الأسعار بحلول العام المقبل، ويبدو المناخ الاستثماري في دبي إيجابياً جداً، إذ إن صورة السوق العقاري فيها واسعة للغاية. ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي، تؤدي الآثار المترتبة على انخفاض أسعار النفط إلى تباطؤ الاقتصاد الكلي في منطقة الخليج ككل، لكن في الوقت نفسه، يميل التباطؤ الاقتصادي العالمي الشامل أيضاً إلى دفع المستثمرين للتكيف مع استراتيجية التمهل والانتظار. ومع ذلك، فإننا نتوقع للسوق العقاري أن يتسم عام 2016 بالاستقرار، وأن يتبعه نمو معتدل، بافتراض أن يبقى النمو الاقتصادي المتوقع دون تغيير. إن مستويات الأسعار الحالية جاذبة جداً للمشترين الذين يبحثون عن عقارات مُدرّة للدخل، أو للمشترين الذين يستأجرون عقارات حالياً ويسعون لامتلاك عقارات لأول مرة. وإذا أخذنا أسعار البيع التي تفوق أسعار الإيجارات بالحسبان، فإنه يُمكن للمستثمرين أن يتوقعوا تحقيق تحسن ملموس في عائداتهم. المشترون الأجانب أكد يوسف أن أنظار المشترين الأجانب تتركز على دبي لأنها الإمارة التي تُعد وجهة عالمية رفيعة المستوى للعيش فيها، ولأنها تحقق عائداً جيداً للاستثمار، فضلاً عن أنها وسيلة مُثلى لتنويع الأصول. لا تنتهي مزاياها عند هذا الحد، وإنما تعرض مزيجاً ملائماً يشمل كلاً من الموقع المتميز، والمناظر الخلابة، والتصميم الفريد، والتشطيبات الراقية، والخدمات التي لا تكاد تشوبها شائبة، ومُختلف وسائل الراحة.
مشاركة :