أكدت دراسة لمجلس أبوظبي للتعليم أن الوعي، أو الفهم، بالاحتياجات التعليمية الخاصة، ومفهوم دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأعداد المنسقين الذين يعملون مع العاملين في المدارس غير كافية، إضافة إلى أن عمليات الكشف عن الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى تحسين، وأن المدارس بحاجة إلى دعم تخصصي خارجي، وعدم مشاركة الخطط التربوية الفردية، مؤكداً حاجة المدارس إلى مزيد من المصادر للمساعدة في التدخلات لمراعاة الفروق الفردية بين الطلبة. وأشارت إلى أن المدارس بحاجة إلى المزيد من التطوير المهني المستمر، خصوصاً المتعلق بتعديلات المنهاج ومتابعة التقدم وتقييم تحديد المستوى وتمييز الفروق الفردية وعملية الكشف عن ذوي الإعاقة. كشفت الدراسة إحصاءات صادرة عن مجلس أبوظبي للتعليم أن عدد الطلبة من ذوي الإعاقة المدمجين في مدارس أبوظبي يبلغ 5600 طالب وطالبة، مؤكدة أن مدارس أبوظبي الحكومية قادرة على التعامل مع 12 نوعاً مختلفاً من الإعاقة، منها ضعف السمع والبصر والتوحد، والإعاقة العقلية، والحركية، والاضطرابات السلوكية. وأكد محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية في مجلس أبوظبي للتعليم أن المجلس يعمل سنوياً على تقديم برامج متطورة لطلبة هذه الفئة تواكب أحدث النظم العالمية في مجال دمج الطلبة ذوي الإعاقة، وذلك عن طريق توفير الدعم اللازم لهم داخل فصولهم العادية، سواء عن طريق إمدادهم بالأجهزة المساندة أو المعلمين المتخصصين اللازمين للتعامل مع فئات الإعاقة، إضافة إلى التوسع في إنشاء غرف المصادر المتخصصة في أغلب مدارس أبوظبي والعين والغريبة، مشيرا إلى أن المجلس انشأ فصول تربية خاصة لتدريس فئات محددة من الإعاقات داخل المدارس العادية مثل فئة الصم. وقال إن جميع المدارس مجهزة لتلبية احتياجات الطلبة كافة، الأسوياء وذوي الإعاقة، ووفر المجلس الأجهزة والوسائل التعليمية لدعم عملية تعلمهم، بهدف إشراك الطلبة في جميع الأنشطة الصفية واللاصفية، وبرامج علوم الروبوتات لتحفيزهم على الاستكشاف والتعلم وتفعيل مهاراتهم المتعددة عبر المشاركة في النشاطات العلمية. وأشار إلى أن المجلس يولي عناية واهتماما خاصا بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تم تكليف المدارس بالتعاون مع طلبة هذه الفئة، وإيلائها كل الاهتمام والرعاية، حيث تم توجيه إدارات المدارس برفع قوائم بأعداد الطلبة من ذوي الإعاقة الحركية وضعف البصر الشديد، والإعاقات السمعية والتوحد لطباعة أسئلة الامتحانات بأحرف واضحة بالنسبة للطلبة الذين يعانون ضعف البصر، كما تم توجيه المدارس بتخصيص لجان خاصة لأداء امتحاناتهم فيها وتكليف ممرض وممرضة المدرسة بالتعاون مع إدارة المدرسة خلال فترة الامتحانات لمساعدة المراقبين والملاحظين في تلك اللجان عند حدوث أي طارئ للطالب، كما يتم باستمرار توعية الطلبة الأسوياء بكيفية التعامل مع فئة الطلبة ذوي الإعاقة. وقال الظاهري إن مدارس أبوظبي تستخدم أساليب متطورة للكشف عن الطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، لتقديم الدعم لهم، كما يتم تلبية احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة في الغرف الصفية العادية، وفي الخطط التربوية الفردية، والأساليب المستخدمة، التي تسهم إلى حد كبير في تلبية احتياجات الطلبة التنموية الاجتماعية والعاطفية والمعرفية، مقارنةً بالمعايير الدولية، ما أدى إلى استحسان أولياء أمور الطلبة ورضاهم عن مستوى الدعم الذي يتلقاه أبناؤهم في المدارس ومدى تقدمهم الدراسي. وذكر أن المجلس يتبنى عدداً من المبادرات والبرامج من شأنها تأهيل ذوي الإعاقة في المجتمع المدرسي، ثم المجتمع بوجه عام، وتهدف المبادرات إلى خلق جو من الألفة وتعزيز أواصر الترابط بين هذه الفئة وكل أفراد المجتمع، بدءاً من توفير المناخ الصفي المناسب والرعاية الصحية والاجتماعية، وتوفير الوسائل والأدوات والأجهزة المعينة دراسياً وأكاديمياً، وصولاً إلى التأهيل المجتمعي، مشيراً إلى أن هذه المبادرات أسهمت في تغيير مسار العديد من الطلاب بشكل أتاح لهم الالتحاق بسوق العمل في العديد من الدوائر والمؤسسات الحكومية أو الخاصة. وتواجه عملية دمج طلبة ذوي الإعاقة في المدارس ثمانية تحديات، تتضمن الالتزام، وعملية الكشف وتحديد الطلبة، واستراتيجيات التعلم، وتوفير التدخل المتخصص، وإدارة التعلم، والتطوير المهني، والمصادر، ومشاركة ذوي الطلبة، كما أن جوانب التطوير المهني الذي تحتاج إليه المدارس، تشمل التقييم، وتدريب المعلمين، وملاحظة الفروق الفردية، وتحديد الموهوبين والمتفوقين، ومتابعة التقدم، والتدخل المتخصص، واستيفاء حاجات الطلبة. وأشارت سها محمد نجيب - ولية أمر طفل توحدي - إلى أن من العوائق التي تقف أمام نجاح عملية دمج ذوي الإعاقة في المدارس، عدم تعاون بعض المدارس الحكومية لدمج الأطفال ذوي التوحد، ورفضها إلحاقهم بفصولها الدراسية، وفي مثل هذه الحالات يضطر أولياء الأمور إلى إلحاقهم بمدارس خاصة. وقال سعيد الخاطري ( ولي أمر طالبة معاقة) إنه على الرغم من الاهتمام الملحوظ الذي يحظى به الطلبة من ذوي الإعاقة في مدارسهم إلا أنه ينبغي على المجلس أن يعيّن معلمين ملازمين لذوي الإعاقة (معلمي الظل)، يشرحون لهم ما لا يستطيعون استيعابه بسهولة، خاصة أن المدارس تعاني نقصا شديدا في هذا الجانب، لاسيما في ظل وجود طالبين أو ثلاثة من ذوي الإعاقة في فصول المدارس التي تقبل هذه الفئة. وطالب رامي سمير ( معلم تربية خاصة ) أن تكون المدارس مؤهلة بشكل أفضل لاستيعاب الطلبة الذين يعانون التوحد ومتلازمة داون، بحيث يكون هناك برنامج متخصص للتعامل معهم، يشمل الأساليب التكنولوجية المتطورة في التعليم، مثل توفير الأجهزة المرئية والمسموعة لهؤلاء الطلبة، خاصة وأن مصابي التوحد يستمتعون بالتعليم من خلال المشاهدة، ولذا يجب عرض أفلام تعليمية كنوع من العلاج لهم، وتدريبهم على التعامل مع مختلف مجالات الحياة.
مشاركة :