ماذا يعني منح الولايات المتحدة نظام "ثاد" لإسرائيل؟

  • 10/15/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال البنتاغون في بيان 13 أكتوبر الجاري إن الولايات المتحدة سوف ترسل نظام "ثاد" للدفاع الجوي إلى إسرائيل إضافة إلى جنود أمريكيين لمساعدة الجانب الإسرائيلي لرفع قدرات الدفاع الجوي. وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان ونيتها ضرب إيران، يُعتبر حراك الولايات المتحدة هذا بمثابة "صب الزيت على النار". فيما ردت إيران بالقول إنه "لا خطوط حمراء لحماية الشعب والدفاع عن المصالح القومية". ما يعني ذلك لإسرائيل؟ تمتلك الولايات المتحدة إجمالي 7 بطاريات من منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، وتتكون من 6 قادفات مثبتة على شاحنات، وبحاجة إلى نحو 100 جندي لتشغيلها، بحسب وسائل إعلام أمريكية. وحول أسباب منح لإسرائيل نظام "ثاد" الصاروخي، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في 13 أكتوبر الجاري إن ذلك من أجل الدفاع عن إسرائيل. لكنه لم يجيب على باقي الأسئلة حول الموضوع. وأعرب البنتاغون أن نظام "ثاد" سوف يساعد الجانب الإسرائيل على تقوية قدرته على الدفاع الجوي، في ظل شن إيران هجمات صاروخية لمرتين في 13 أبريل الماضي والأول من أكتوبر الجاري. وتعمل إسرائيل على مدى السنوات الأخيرة على إنشاء منظوماتها المضادة للصواريخ على مستويات متعددة. وفي ليلة الأول من أكتوبر الجاري، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل. وبحسب مصادر إعلامية إيرانية، دكت الصواريخ الإيرانية قاعدة جوية إسرائيلية، ودمرت عشرات الطائرات من طراز أف-35. وليست هذه المرة الأولى التي تنشر الولايات المتحدة فيها نظام ثاد في منطقة الشرق الأوسط. فبعد اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 أكتوبر العام الماضي، أمر بايدن بنشر نظام ثاد في المنطقة. وفي عام 2019، سبق للولايات المتحدة نشر منظومة ثاد في إسرائيل بغرض ما أُطلق عليه حينها بـ"تدريبات الدفاع الجوي المتكامل". هل يعني ذلك موافقة أمريكا على انتقام إسرائيل؟ نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول عسكري أمريكي رفيع قوله إن نشر نظام ثاد وتنظيم العناصر اللازمة سوف يحتاج إلى أسبوع كامل على الأقل. ويرى المحلل السابق في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكي، هاريسون مان، أنه ما دام تم نشر نظام ثاد الأمريكي في إسرائيل، فسوف تضرب إسرائيل الأهداف الإيرانية الحساسة دون أي تخوف. واستشهدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بقول المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية والباحث الكبير في مؤسسة كارنيغي للسلام، آرون ميلر، إن هذه الخطوة توضح أن الولايات المتحدة تقدّر أن إسرائيل سوف تشن حملة انتقامية واسعة على إيران تكفي لإجبار الأخيرة على الرد. وقبل ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن معارضتها ضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، كما لمحت بعدم دعمها لضرب المنشآت النفطية الإيرانية. ولكن لم يتأكد ما إذا كانت تعني هذه الخطوة الأمريكية تحول موقف إدارة بايدن. وفي الواقع فإن الولايات المتحدة دعت طوال الفترة الماضية "شفويا" الأطراف المعنية في المنطقة لوقف إطلاق النار، فيما تواصل من جهة أخرى "عمليا" تقديم الدعم العسكري لإسرائيل. وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في 9 أكتوبر الجاري، وردا على سؤال حول تصاعد وضع المنطقة في ظل مواصلة إسرائيل شن عمليات عسكرية ضد لبنان، أعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لإسرائيل، فيما قالت إنها تأمل في إيجاد حل للصراع من خلال الطرق الدبلوماسية. وعلق محللون أن الولايات المتحدة تدعم تصاعد توتر الوضع فيما يعتقد احتمال إيجاد الحل من خلال الطرق الدبلوماسية، فكيف تبرر مواقفها؟ التأثير على الولايات المتحدة تداولت وسائل الإعلام الأمريكية والغربية في الأيام الأخيرة أن إدارة بايدن فقدت تأثيرها على قرار إسرائيل العسكري. على سبيل المثال، لم تخطر إسرائيل البيت الأبيض قبل قصف مقر حزب الله اللبناني لاستهداف حسن نصرالله. وقال آرون ميلر في تغريدة إنه لم تبقى إلا 3 أسابيع تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن المؤكد أن حراك إدارة بايدن لمنح نظام ثاد لإسرائيل مدفوع بمطالب سياسية، بل لا صلة له بثقة الولايات المتحدة في إسرائيل. ولا ترغب إدارة بايدن في إظهار "رضوخها" أمام إيران، فيما تنتهز ذلك لـ"جمع الأصوات لصالح كاملا هاريس". وأكد كلاي رمزي، الباحث بمركز الدراسات الدولية والأمنية التابع لجامعة ميريلاند الأمريكية في حديثه للإعلام أنه قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر، قد ترى الحكومة الإسرائيلية أن إخطار الولايات المتحدة قبل شنها عملية عسكرية غير ضروري، حيث أن إدارة بايدن ‏التي ستنتهي فترتها قريبا لن تتحمل الآثار السلبية لتلك العمليات، في حين دخول الانتخابات الرئاسية الأمريكية ‏جولتها الأخيرة.‏ ويرى جون التمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، في مقاله أن الولايات المتحدة تواصل إظهار الضعف على تهدئة حدة التوتر في المنطقة من خلال الطرق الدبلوماسية، ما يضعف تأثيرها على العالم أجمع، والمنطقة على وجه الخصوص. وأضاف أن البيت الأبيض ينبغي أن يبدي القلق من ذلك. فقد حصل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضمان من الولايات المتحدة، أي أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في جميع الأحوال، ما يرفع درجة ميلها إلى المخاطرة بتنفيذ العمليات العسكرية الموسعة.

مشاركة :