وبعدما تصدّت للقوات الروسية في بداية الغزو في شباط/فبراير 2022، باتت كييف تواجه ضغوطا متزايدة لإيجاد مخرج بعدما تعرّضت قواتها إلى خسائر ميدانية وفي وقت تكثّف موسكو ضرباتها على بنيتها التحتية. وسيطرت روسيا على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية منذ بدأ الغزو وحوّلت مدنا وبلدات إلى ركام فيما قتل آلاف المدنيين. لكن في خطابه أمام البرلمان في كييف الأربعاء، استبعد زيلينسكي احتمال تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها مقابل تحقيق السلام ورفض أي تجميد للنزاع. وقال في خطابه أمام النواب حيث رفع علما أوكرانيا والاتحاد الأوروبي إن "على روسيا أن تخسر الحرب أمام أوكرانيا. لا يعني ذلك تجميد القتال أو أي مبادلة لأراضي أو سيادة أوكرانيا". وأشار إلى أن الأولوية في "خطة النصر" المكوّنة من خمس نقاط هي التكامل بشكل أفضل مع حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال إن "النقطة الأولى في دعوة إلى الناتو الآن"، مشيرا إلى أن موسكو تقوّض أمن أوروبا منذ عقود نظرا إلى أن كييف ليست طرفا في لحلف العسكري. الكرملين يقلل من أهمية خطة "عابرة" دعا زيلينسكي حلفاء بلاده الغربيين أيضا إلى رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى ليكون بإمكان كييف استهداف المواقع العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة كما داخل روسيا. قلل الكرملين فورا من أهمية خطة زيلينسكي واصفا إياها بأنها "خطة سلام عابرة". وأفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن "خطة السلام الوحيدة الواردة هي بأن يدرك نظام كييف مدى عقم السياسة التي يتبعها ويفهم بأن عليه أن يصحو". طالبت روسيا كييف بالتخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في شرق وجنوب أوكرانيا كشرط لمحادثات السلام. وأعلن الجيش الروسي أثناء خطاب زيلينسكي بأن قواته سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا حيث تتقدم بشكل ثابت. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأنه تم "تحرير" قريتي نيفسكي وكراسني يار، فيما نشرت تسجيلا مصورا يظهر أبنية مدمّرة في نيفسكي حيث رفعت الأعلام الروسية. "ائتلاف المجرمين" وانتقد زيلينسكي في خطابه كلا من الصين وإيران وكوريا الشمالية لدعمها لموسكو، مجددا اتهاماته لبيونغ يانغ بإرسال مواطنيها للعمل في المصانع الروسية والقتال إلى جانب القوات الروسية. وقال للنواب إن "ائتلاف المجرمين إلى جانب بوتين يشمل بالفعل كوريا الشمالية". وأضاف "يرى الجميع الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني لبوتين وتعاون الصين مع روسيا". ورفضت كييف أي خطط أخرى لإنهاء الحرب بما في ذلك تلك التي طرحتها البرازيل والصين، مشيرة إلى افتقارها إلى الضمانات لأمن أوكرانيا أو سيادتها وسلامة أراضيها. وبخلاف "صيغة السلام" التي وضعها زيلينسكي وتنص بأن على روسيا سحب جميع قواتها من الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا، لم يقدم الرئيس الأوكراني قبل الأربعاء تفاصيل كثيرة عن "خطة النصر". وزار القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي في مسعى للترويج للخطة وضمان حصولها على أكبر قدر ممكن من الدعم، في وقت يرتبط أي دعم مستقبلي لها من واشنطن بنتيجة الانتخابات الأميركية المقررة الشهر المقبل. وذكر الأربعاء بأنه ناقش ملحقا سريا لـ"خطة النصر" مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا لنشر "حزمة ردع استراتيجية غير نووية" على الأراضي الأوكرانية تمنع أي هجمات روسية مستقبلية بعد انتهاء الحرب. وأكد بأنه سيستعرض "خطة النصر" كاملة خلال قمة للاتحاد الأوروبي مقررة الخميس، مطالبا بمزيد من الدعم الغربي.
مشاركة :