لم يكن عبدالرزاق شقيق الشهيد خلف الحارثي والذي طالته يد الغدر مساء الخميس الماضي، بمخفر شرطة القريع جنوب الطائف يعلم أن خبر الحادث الذي تلقاه أثناء تناوله وجبة العشاء في إحدى المناسبات الاجتماعية بالمنطقة، يخص شقيقه الوحيد «خلف»، ورغم اتصاله بجوال شقيقه أملاً في سماع صوته والاطمئنان إلا أن القدر كان له رأي آخر. وقال شقيق الشهيد إن «خلف» من مواليد 1392 هـ وهو في العقد الرابع من العمر ولديه 10 أبناء، 5 منهم ذكور، و5 بنات، أكبرهم خريج المرحلة الثانوية وأصغرهم طفل، لا يتجاوز عمره 7 أشهر ومتزوج من امرأتين. وأضاف «شقيقي عرف عنه حرصه على العمل وتفانيه وإخلاصه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية في قطاع الأمن، وكان على وشك التقاعد والذي حدد له في شهر محرم القادم» ويروي عبدالرزاق آخر لقاء جمعه بالشهيد مساء الأربعاء الماضي، قائلا «تبادلت أطراف الحديث معه ولم يكن هناك ما يعكر صفوه أو يشغل باله وتفكيره وكانت الابتسامة لا تفارق محياه، وفي مساء الخميس كنت في مناسبة اجتماعية، وتداول عدد من الموجودين خبر تعرض مركز شرطة ثقيف لإطلاق نار من مجهول، فما أن سمعت بذلك حتى بدأت أجري اتصالاتي بشقيقي للاطمئنان عليه ولكن لم يتم الرد على كافة الاتصالات، وبعد ساعات تأكدنا من الخبر المفزع لنا وهو استشهاد شقيقي الوحيد، وعزاؤنا أنه استشهد وهو في ميدان الشرف أثناء تأديته مهامه». ويكشف شقيق خلف مواقف الشهيد وحبه لأعمال الخير، مؤكدًا أن خلف قبل استشهاده بيوم واحد قام بإصلاح أجزاء من طريق قرية القبسان بميسان، التي يسكنها بعد الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة. واختتم عبدالرزاق حديثه قائلا «إن ثقتنا كبيرة ولن تتزعزع في رجال أمننا وقدرتهم في القبض على الجناة المتسببين في إزهاق روح شقيقي،ولن تزيدنا هذه الحادثة إلا قوة ولحمة وسنقف إلى جانب رجال الأمن في وجه المعتدين والمفسدين وكل من يحاول زعزعة أمن هذا الوطن وسنظل نحن رجال أمن وصمام أمان لهذا الوطن».
مشاركة :