تسعى الصين لتعزيز التعاون الدولي المكثف والمتعمق في استكشاف الفضاء، وفقا لمؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء الماضي للكشف عن برنامج تطوير علوم الفضاء في البلاد على المدى المتوسط والطويل. وقال وانغ تشي، مدير المركز الوطني لعلوم الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن التعاون الدولي في علوم الفضاء يمكن أن يضاعف الناتج العلمي ويعزز التفاهم المتبادل والصداقة بين الدول في جميع أنحاء العالم بشكل كبير. واستشهد وانغ بتطوير قمر اصطناعي لاستكشاف الروابط بين الرياح الشمسية والغلاف المغنطيسي والغلاف الأيوني كمثال على التعاون الشامل بين الصين وأوروبا، من تطويره إلى تشغيله. وقال وانغ إنه سيتم تشجيع إنشاء فرق علمية تعاونية متعددة الجنسيات ذات مزايا تكميلية في مشروعات علوم الفضاء، وسيتم توسيع تبادل البيانات العلمية لتعزيز الإنجازات العلمية المهمة. وقد تم تأسيس مثل هذا التعاون الدولي في بعثات علوم الفضاء مثل المرصد الشمسي المتقدم القائم على الفضاء ومسبار "أينشتاين". ووفقا ليانغ شياو يوي، مدير قسم هندسة النظم بالهيئة الوطنية الصينية للفضاء، وقعت الصين اتفاقيات تعاون مع 17 دولة ومنظمة دولية بشأن مشروع بناء محطة أبحاث القمر الدولية الذي أطلقته الصين، بما يوفر مستويات وأشكالا مختلفة من فرص التعاون. وقال يانغ: "سنشارك في تعاون مكثف في مجالات مثل التحقق المشترك وتصميم وتنفيذ المهام الشاملة، فضلا عن مشاركة البيانات العلمية في برنامج محطة أبحاث القمر الدولية". وفي رد على استفسار إعلامي، شدد يانغ أيضا على دور علوم وتكنولوجيا الفضاء في تعزيز نمو البلدان النامية. وقال إن الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية، تتفهم بعمق التحديات العديدة التي تواجهها الدول النامية فيما يتعلق بالبقاء والتنمية. وبعد أن مرت الصين بتجارب مماثلة، فإنها تدرك الدور الحاسم لتكنولوجيا الفضاء في التغلب على هذه التحديات. وأضاف يانغ أن الصين تشارك بنشاط في تعاون مكثف مع الشركاء العالميين في مبادرات الفضاء، لا سيما من خلال مساعدة الدول النامية على تعزيز تكنولوجياتها وقدراتها الفضائية في مواجهة تغير المناخ وحماية البيئة ومنع الكوارث والتخفيف من حدتها. وقال يانغ إن هذا الدعم يهدف إلى تحسين سبل معيشة الناس وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التقدم المستدام.